9
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

وفاته

بعد أربع سنوات من تأليف كتاب «رياض الزاهدين» رحل مجذوب عن هذه الدنيا وذلك في عام 1093 ق، و نحن مدينون للسيّد حسين النخجواني في معرفة تأريخ وفاة مجذوب. فذكر النخجواني في «مواد التواريخ» في مادّة تأريخ مجذوب الأبيات التالية:
مجذوب از آن رفت به صد خوشحاليدر باغ نعيم بوده جايش خالي

تاريخ وفاتش از خرد پرسيدمگفتا آسود در بهشت عالي۱
وفيما يتعلّق بمحلّ دفنه لم نجد شيئاً في المصادر، كما لم يبدِ أحداً رأيه في هذا المجال.

1.مواد التواريخ، ص ۳۸۲.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
8

أحواله الظاهرية

لا توجد معلومات وافية فيما يتعلّق بحياته، و إنّما تنحصر معلوماتنا حوله فيما ذكره النصرآبادي و ولي قلي شاملو من معاصريه، مضافاً للمعلومات التي يمكن الحصول عليها من مؤلّفاته.
وعلى أساس المعلومات المذكورة فإنّه كان مشهورا بالشعر، و كان يتخلّص في أشعاره باسم «مجذوب»، و قد تبع في اُسلوبه اُسلوب الشاعر «حافظ الشيرازي». كما أنّه كان في تبريز مدرّسا لطلّابها، وقد حضر الفضلاء مجلس درسه. وذكر في «رياض العلماء» أنّه من تلاميذ المولى خليل بن غازي القزويني، إلاّ أنه لم يذكر عن حياته شيئاً آخر.
والكتب المذكورة له في المصادر المدوّنة في عصر مجذوب هي جميعاً منظومة، و لا نثر فيها.
وقيل في شأن مجذوب: إنّه شاعر صوفيّ المسلك إلاّ أنه يراعي ويحافظ على اُصول المذهب، وسافر لحجّ بيت اللّه الحرام مرّتين، كما زار العتبات المقدّسة في النجف و كربلاء، وله مدائح في أهل البيت عليهم السلام .
و يظهر من مؤلّفاته تأثّره بالصوفيّة والفلاسفة، و هي لا تنسجم مع مسلكه الأدبي الشعري . إلاّ أن هذا الاستبعاد قد لا يكون في محلّه للأمور التالية:
1. هو من تلاميذ المولى خليل القزويني، و هو من علماء عصره الأخباريّين.
2. أنّ النصر آبادي و ولي قلي شاملو اللذين كتبا عن حياته ركزوا على كونه شاعرا، و لهذا فإنّهم ذكروا كتبه المنظومة.
3. يمكن أن نستنبط من لقب «مدرس الطلاب في تبريز» الذي وصفه به النصرآبادي أنّه كان كثيراً ما يزاول الكتب الدينيّة والمذهبيّة.
4. توجد على بعض كتب الأخبار حواشٍ عليها توقيعه بعنوان «مجذوب» و «مجذوب سلمه اللّه »، و هي شاهدة على اهتمامه بالحديث.
عاش مجذوب في تبريز فترة طويلة اشتغل خلالها بالتدريس، ثمّ سافر إلى قزوين سنة 1085 ق للقاء السلطان سليمان الصفوي، فنصبه السلطان مدرّسا في مدينة شماخي، فسافر إليها مجذوب، و اشتغل بالتدريس فيها، و خلال تلك الفترة لخّص كتاب «روضة الأذكار» و سمّاه «رياض الزاهدين»، وهو آخر ما نعرفه عن مجذوب، و قد ألّفه سنة 1089 ق . ولا توجد عندنا معلومات عن مجذوب بعد هذا التأريخ، ولا نعلم هل أنّه رجع إلى تبريز أم بقي في شماخي.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94246
صفحه از 644
پرینت  ارسال به