95
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
94

المقدّمة التاسعة:

قال الشيخ المفيد رحمه الله في إرشاده:
وكان الإمام بعد أبي محمّد عليه السلام ابنه المسمّى باسم الرسول صلى الله عليه و آله ، المكنّى بكنيته. ولم يخلّف أبوه عليهماالسلام ولدا ظاهرا ولا باطنا غيره، وخلّفه أبوه غايبا مستورا. وكان مولده ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومِائَتين ، وكان سنّه عند وفاة أبيه عليهماالسلامخمس سنين ، آتاه اللّه فيها الحكمة وفصل الخطاب، وجعله آيةً للعالمين، وآتاه الحكمة كما آتاها يحيى صبيّا. وجعله إماما في حال الطفوليّة الظاهرة كما جعل عيسى بن مريم عليه السلام في المهد نبيّا . وقد سبق النصّ عليه في ملّة الإسلام من نبيّ الهدى صلى الله عليه و آله ، ثمّ من أمير المؤمنين عليه السلام ، ونصَّ عليه الأئمّة عليهم السلام واحد بعد واحد إلى أبيه الحسن عليه السلام ، ونصّ عليه أبوه عند ثقاته وخاصّته من شيعته. وكان الخبر بغيبته ثابتا قبل وجوده، وبدولته مستفيضا قبل غيبته، وهو صاحب السيف من أئمّة الهدى صلوات اللّه عليهم، والقائم بالحقّ المنتظر لدولة الإيمان. وله غيبتان إحداهما أطول من الاُخرى، كما جاءت بذلك الأخبار، وأمّا القصرى فمنذ وقت مولده إلى انقطاع السفارة بينه وبين شيعته؛ وأمّا الطولى فمن بعد الاُولى، وفي آخرها يقوم بالسيف، قال اللّه تبارك وتعالى: «وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ»۱ ، وقال جلّ اسمه: «وَ لَقَدْ كَتَبْنا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ اْلأَرْضَ يَرِثُها عِبادِيَ الصّالِحُونَ»۲ .
وقال رسول اللّه صلى الله عليه و آله : «لن تنقضي الأيّام والليالي حتّى يبعث اللّه رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأها عدلاً وقسطا كما ملئت ظلما وجورا». ۳
وقال العلّامة الحلّي قدس سره:
وُلِدَ المهدي ۴ صاحب الزمان الحجّة بن الحسن صلوات اللّه عليهما يوم الجمعة لثمان خلون من شعبان، سنة ستّ وخمسين ومائتين. ووكيله عثمان بن سعيد العمري [بالضمّ. وقيل: العَمري بالفتح. نسبة إلى عمر بن عليّ بن أبي طالب عليه السلام ، أو إلى عمرو أحد أجداده] وهو أوّل من نصّبه العسكري عليه السلام ، ثمّ نصّ أبو عمرو رحمه الله على ابنه أبي جعفر محمّد بن عثمان ، ونصّ أيضا الإمام العسكري عليه السلام عليه، فلمّا حضرت أبا جعفر محمّد بن عثمان الوفاة واشتدّت حاله حضر عنده جماعة من وجوه الشيعة، منهم: أبو عليّ بن همّام، وأبو عبداللّه بن محمّد الكاتب، وأبو عبداللّه الباقطاني، ۵ وأبو سهل إسماعيل بن عليّ النوبختي، وأبو عبداللّه بن الوَجناء، وغيرهم من الوجوه الأكابر، فقالوا له: إن حدث أمر فمَن يكون مكانك؟ فقال لهم: هذا أبو القاسم بن روح بن أبي بحر النوبختي القائم مقامي، والسفير بيني وبين صاحب الأمر، والوكيل، والثقة الأمين، فارجعوا في اُموركم إليه وعوّلوا عليه في مهامّكم، فبذلك اُمرت وقد بلّغت ، ثمّ أوصى أبو القاسم بن روح إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد السّمري، فلمّا حضرته الوفاة سئل أن يوصي، فقال: للّه أمرٌ هو بالغه، ومات رحمه اللهسنة تسع وعشرين وثلاثمائة. ۶
وقال شيخ الطائفة أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسي رحمه الله:
وقد كان في زمان السفراء المحمودين أقوام ثقات ترد عليهم التوقيعات من قبل المنصوبين للسفارة من الأصل، منهم: أبو الحسين محمّد بن جعفر الأسدي... مات على ظاهر العدالة لم يتغيّر ولم يطعن عليه.
ومنهم: أحمد بن إسحاق وجماعة، وقد خرج التوقيع في مدحهم.
وروى أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن أبي محمّد الرازي، قال: كنت وأحمد بن أبي عبداللّه بالعسكر، فورد علينا [رسول] ۷ من قِبَل الرجل، فقال: أحمد بن إسحاق الأشعري، وإبراهيم بن محمّد الهمداني، وأحمد بن حمزة بن اليسع ثقات. ۸
وقال برهان الفضلاء ۹ سلّمه اللّه تعالى:
كان أوّل السفراء الأربعة: أبو عمرو عثمان بن سعيد العمري. وثانيهم: ابنه أبو جعفر محمّد بن عثمان. وثالثهم: أبو القاسم الحسين [بن] رُوح ـ بضمّ الرّاء وقيل بفتحها ـ ابن أبي بحر النوبختي. ورابعهم: أبو الحسن عليّ بن محمّد السمري ـ بفتح السين المهملة وضمّ الميم وتخفيف الراء ـ نسبةً إلى أحد أجداده. و«السّمر» كالعضد: شجر معروف الواحدة سمرة. وقيل: هو السّمري بفتحتين وتشديد الراء نسبة إلى سامرّا وسرّ من رأى كسامريّ.

1.القصص (۲۸): ۵ ـ ۶ .

2.الأنبياء (۲۱): ۱۰۴.

3.الإرشاد، ج ۲، ص ۳۴۰ بتفاوت يسير.

4.في «الف»: - «المهدي».

5.في «ب» و «ج»: «الناقطاني».

6.خلاصة الأقوال، ص ۲۷۳، الفائدة الخامسة، بتفاوت يسير.

7.أضفناه من المصدر.

8.الغيبة للطوسي، ص ۴۱۵ ـ ۴۱۷.

9.هو المولى خليل اللّه القزويني.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 121265
صفحه از 644
پرینت  ارسال به