311
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ رِبْعِيٍّ۱عَنِ الْفُضَيْلِ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ»فَقَالَ :«يَا فُضَيْلُ ، كُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ ، السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ وَكُلُّ شَيْءٍ فِي الْكُرْسِيِّ» .

هديّة :

(وكلّ شيء) أي غير السماوات والأرض من المخلوقات .
قيل: قد مرّ أنّ الكرسي قد يراد به العلم الذي لم يطّلع عليه أحد سوى اللّه تعالى ، وقد يراد به وعاء العرش ، وقد يراد به العلم .
وقد روى الصدوق رحمه الله في توحيده بإسناده عن حفص بن غياث ، قال : سألت أبا عبداللّه عليه السلام عن قول اللّه عزّ وجلّ : «وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَـوَ تِ وَالْأَرْضَ»۲ قال : «علمه» . ۳
وفي الحديث : «ما السماوات والأرضون السبع مع الكرسيّ إلّا كحلقة مُلقاة في فلاة ، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة» . ۴
فبتعدّد الإطلاق يندفع المنافاة بين كون العرش في الكرسيّ كما في التالي ، وبين كون الكرسي في العرش كما في أحاديث اُخر ، فالعرش بمعنى جملة الخلق، وسعة الكرسي بمعنى العلم ، وبمعنى العلم وسع الكرسي بمعنى جملة الخلق .
وقال برهان الفضلاء : «الكرسي» : علم اللّه ، وقدرته السماوات والأرض «وكلّ شيء في الكرسي» يعني كلّها خُلق بالعلم والقدرة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«وكلّ شيء في الكرسي» هذا إن حُمل على حقيقة العموم في الممكنات دلّ على كون العرش في الكرسي . وإن حُمل على العموم في كلّ ما هو من جنسه ويجري فيه الكون الذي للكائنات ۵ دلَّ على كون العرش فيه إن حُمل على الجسم ، وإن حمل على العلم ، أو الجوهر العقلاني فلا . وإن لم يحمل على حقيقة العموم في الممكنات أو ما يجري فيه الإحاطة بالمحيطيّة أو المحاطيّة المكانيّة، فيجوز أن يكون الكرسي محيطا بالسماوات السبع والأرض وما فيهنّ وما بينهنّ وكلّ شيء من السماوي والأرضي وكون العرش ـ إذا حمل على الجوهر الجسماني المحيط ـ محيطا بها وبالكرسي . ۶
والقول بأنّ أحدهما عبارة عن العلم الإجمالي والآخر عن العلم التفصيلي ، فكون كلّ واحدٍ منهما في الآخر ليس بمستبعد، مستبعدٌ جدّا ؛ لعدم النصّ .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن إسماعيل ، عن الفضل بن شاذان ، عن حمّاد بن عيسى ، عن ربعيّ بن عبد اللّه » .

2.البقرة (۲) : ۲۵۵ .

3.التوحيد ، ص ۳۲۷ ، باب ۵۲ ، ح ۱ .

4.تفسير العيّاشي، ج ۱، ص ۱۳۷، ح ۴۵۵؛ معاني الأخبار، ص ۳۳۳، باب معنى تحيّة المسجد و... ، ح ۱؛ البحار، ج ۵۵، ص ۱۷، ح ۱۰.

5.في المصدر : «للمكانيّات» .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۳۲ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
310
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 92418
صفحه از 508
پرینت  ارسال به