113
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث التاسع

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنِ الْبَعْقُوبِيِّ ،۲عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا ، عَنْعَبْدِ الْأَعْلى مَوْلى آلِ سَامٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :
«إِنَّ يَهُودِيّا يُقَالُ لَهُ :
«سُبُّخْت» ۳ جَاءَ إِلى رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللّه ِ ، جِئْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ رَبِّكَ ، فَإِنْ أَنْتَ أَجَبْتَنِي عَمَّا أَسْأَلُكَ عَنْهُ ، وَإِلَا رَجَعْتُ .
قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ ، قَالَ : ۴ أَيْنَ رَبُّكَ؟ قَالَ : فِي كُلِّ مَكَانٍ ، وَلَيْسَ فِي شَيْءٍ مِنَ الْمَكَانِ الْمَحْدُودِ ، قَالَ : وَكَيْفَ هُوَ؟ قَالَ : وَكَيْفَ أَصِفُ رَبِّي بِالْكَيْفِ وَالْكَيْفُ مَخْلُوقٌ ، وَاللّه ُ لَا يُوصَفُ بِخَلْقِهِ؟ قَالَ : فَمِنْ أَيْنَ يُعْلَمُ أَنَّكَ نَبِيُّ؟ ۵ » ، قَالَ : «فَمَا بَقِيَ حَوْلَهُ حَجَرٌ وَلَا غَيْرُ ذلِكَ إِلَا تَكَلَّمَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ : يَا سُبُّخَتُ ، إِنَّهُ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله .
فَقَالَ سُبُّخْت : مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ أَمْرا أَبْيَنَ مِنْ هذَا ، ثُمَّ قَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلهَ إِلَا اللّه ُ ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللّه ِ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه» .

2.في الكافي المطبوع: «البعقوبي» بالباء. قاله في حاشيته: «اليعقوبي هنا بالمثنّاة على ما في أكثر النسخ، والصحيح بالموحّدة نسبة إلى بعقوبة، وهي قصبة على ساحل نهر ديالى ببغداد».

3.في الكافي المطبوع : «سُبِحَتْ» .

4.في الكافي المطبوع : «قال : هو» .

5.في الكافي المطبوع : + «اللّه » .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
112

الحديث الثامن

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ رَفَعَهُ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«ابْنَ ۱
آدَمَ ، لَوْ أَكَلَ قَلْبَكَ طَائِرٌ ، لَمْ يُشْبِعْهُ ، وَبَصَرُكَ لَوْ وُضِعَ عَلَيْهِ خَرْتُ ۲ إِبْرَةٍ ، لَغَطَّاهُ ، تُرِيدُ أَنْ تَعْرِفَ بِهِمَا مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ؟ إِنْ كُنْتَ صَادِقا ، فَهذِهِ الشَّمْسُ خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللّه ِ ، فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تَمْلَأَ عَيْنَيْكَ مِنْهَا ، فَهُوَ كَمَا تَقُولُ» .

هديّة :

في بعض النسخ : «ياابن آدم» بإظهار حرف النداء .
و«الخرت» بضمّ المعجمة وسكون المهملة والمثنّاة الفوقيّة : الثقب في الاُذن والإبرة وغيرهما .
و«الإبرة» بكسر الهمزة وسكون المفردة .
و«الملكة» : عظمة السلطنة والشأن .
في بعض النسخ : «عينك» بالإفراد .
أنت خبير بأنّ مقدار جرم الشمس ـ وهو في الأنظار قدر شبر ـ ثلاثمائة وستّون ضِعفا لمقدار مجموع كرة الأرض ونصف ثمنها تقريبا سبعة أقاليم ، فانظر إلى السماء الدنيا وهي في جيب سائر السماوات كحلقة في فلاة أنّها تسع عدّة من الشمس لو تعدّدت ، ونِعْمَ ما قيل :
كما يعتري العين الظاهرة عند التحدّق في جرم الشمس عَمَش يُثبّطه عن تمام الإبصار ، فكذلك يعتري العين الباطنة عند التعمّق في شأن حججه تعالى دَهَش يُكْمِه عن اكتناه أوّل درجة من درجات أنوارهم . ۳
«العمش» محرّكة : ضعف البصر بسيلان دمعها غالبا . «ثبّطه عن الأمر» : شغله عنه . و«الدهش» محرّكة : الحيرة ، فهو كما تقول . ۴
قال برهان الفضلاء :
ادّعت الصوفيّة أنّ أهل القلب يصلون أوّلاً قبل مقام الوصول والاتّحاد إلى مقام مشاهدة ذات اللّه ، وصحّت عند الأشاعرة الرؤية بالإمكان في الدنيا والوقوع في الآخرة ، وهذا الحديث ردّ على كفرهما .
وقال بعض المعاصرين :
الخطاب في هذا الحديث خاصّ بمن لا يتجاوز درجة الحسّ والمحسوس ، فأمّا من جاوزها منهم وبلغ إلى درجة العقل والمعقول وهم أصحاب القلوب الملكوتيّة ، فلهم أن يعرفوا بقلوبهم ملكوت السماوات والأرض ، فلذا حثّ اللّه تعالى في غير موضع من كتابه على النظر في الملكوت ، قال اللّه تعالى : «أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِى مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ»۵ ، وقال : «وَكَذَلِكَ نُرِى إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ»۶ . ۷
أقول : بل الخطاب في هذا الحديث خطاب من الحجّة المعصوم المحصور عدده في حكمة اللّه تعالى إلى غير المعصوم . والمعنى تريد أن تعرف بهما ملكوت السماوات والأرض كما هي . والحثّ على النظر فيهما إنّما هو على قدر المقدرة للاستدلال بالآثار الظاهرة والآيات الباهرة .

1.في الكافي المطبوع : «يا ابن» .

2.في الكافي المطبوع و حاشية «ب» و «ج» : «خرق» .

3.هذا الكلام اُخذ من الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۷۶ ، وفيه : «قيل : «كما يعترى العين الظاهرة التي هي بصر الجسد عند التحدّق في جرم الشمس عمش يثبطه عن تمام الإبصار ، فكذلك يعتري العين الباطنة التي هي بصر العقل عند إداراك البارئ القدّوس تعالى دهش يكمهه عن اكتناه ذاته سبحانه» .

4.كذا في الأصل، والظاهر أنّ فيها سقطا.

5.الأعراف (۷) : ۱۸۵ .

6.الأنعام (۶) : ۷۵ .

7.الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۷۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94904
صفحه از 508
پرینت  ارسال به