137
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ أَحْمَدَ ،۱عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام ، قَالَ : سَأَلْتُهُ عَنِ اللّه ِ : هَلْ يُوصَفُ؟ قَالَ۲:«أَ مَا تَقْرَأُ الْقُرْآنَ؟» ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : «أَ مَا تَقْرَأُ قَوْلَهُ تَعَالى : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصارَ» ؟» ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : «فَتَعْرِفُونَ الْأَبْصَارَ؟» ، قُلْتُ : بَلى ، قَالَ : «مَا هِيَ؟» ، قُلْتُ : أَبْصَارُ الْعُيُونِ ، فَقَالَ : «إِنَّ أَوْهَامَ الْقُلُوبِ أَكْبَرُ مِنْ أَبْصَارِ الْعُيُونِ ، فَهُوَ لَا تُدْرِكُهُ الْأَوْهَامُ ، وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَوْهَامَ» .

هديّة :

(هل يوصف) أي بحدِّ أو بكيفيّة كالمحسوسات لتعرف ذاته مثلنا .
(أكبر) بالمفردة ؛ أي أكبر إدراكا وأدقّ ، فمقتضى مقام الثناء دركه تعالى أوهام القلوب ، فالمنفيّ في القرينة درك الأوهام .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«أكبر» لإحاطتها بما لا يصل إليها أبصار العيون ، فهو أحقّ بأن يتعرّض لنفيه ـ قال ـ : والمراد بأوهام القلوب إدراك القلوب . ولمّا كان إدراك القلب بالإحاطة بما لا يمكن أن يحاط به وهما عبّر عنه بأوهام القلوب . ۳
أقول : وأيضا في هذا التعبير لطف ظاهر في المقام ، وإشارة إلى أنّ غير المعرفة بالكنه وَهْم، وهو شأن جميع ما سوى اللّه ، وقد قال صلى الله عليه و آله : «ما عرفناك حقّ معرفتك» . ۴

1.في الكافي المطبوع : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد» .

2.في الكافي المطبوع : «فقال» .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۳۵ .

4.عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۱۳۲ ، ح ۲۲۷ ؛ بحارالأنوار ، ج ۶۸ ، ص ۲۳ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
136

هديّة :

قال اللّه تبارك وتعالى في سورة الأنعام : «لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ * قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِىَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ»۱ ، والمراد بالوهم في (إحاطة الوهم) بصيرة القلب ، كما نصّ عليه في التاليين .
(ألا ترى إلى قوله) يعني بلا فاصلة .
قال برهان الفضلاء : ولذا لم يستدلّ عليه السلام بقوله تعالى : «فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِى الْأَبْصَارِ»۲ .
الظاهر : «يعني من أبصر» مكان «يعني من البصر» . قيل : ويستفاد من هذا الخبر أنّ المراد بالأبصار في الآية الكريمة ما يشمل أبصار العيون وأبصار القلوب ، فالمعنى : إنّما عنى إحاطة بصر القلب مجرّدة عن بصر العين فضلاً عنها بتوسّطه .
وقال الفاضل الإسترابادي : «إحاطة الوهم» يعني المراد أنّ القلوب لا تدرك كنهه تعالى ؛ فإنّ امتناع الرؤية بالعين أظهر من أن يحتاج إلى البيان . ۳
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«إحاطة الوهم» أي المراد نفي إحاطة الوهم ، ويلزمه نفي الإبصار بالعين ، فأفاد نفي الإبصار بالأوهام مطابقةً ، ونفي الإبصار بالعيون التزاما .
وقوله : «ألاترى» استشهاد لصحّة إرادة إدراك الأوهام من إدراك الأبصار .
وقوله : «اللّه أعظم» تأييد لكون المراد إدراك الأوهام لا إدراك العيون . وتقريره: أنّه سبحانه أعظم من أن يشكّ ويتوهّم فيه أنّه يدرك بالعين حتّى يُنفى عنه ويُتعرّض لنفيه ، إنّما المتوهّم إدراكه بالقلب فهو الحقيق بأن يتعرّض لنفيه ، ويلزم منه نفي الإدراك بالعين .
قال : وفي بعض النسخ : «اللّه أعلم من أن يرى بالعين» وينبغي أن يحمل على أنّه أوسع علما من أن يُحاط بالعين ، ويكونَ علمه علم ما يحاط بالعين ويحدّد به . ۴
أقول : أو يحمل بعد قراءة «يرى» على المعلوم على أنّ بعض المخالفين كالحنابلة القائلين بالتجسيم لمّا زعموا أنّ «وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ» دلالة بحكم التناظر على أنّه تعالى يرى الأبصار بالبصر ، وهم قالوا : يعني لا تدركه الأبصار في الدنيا وهو يدركها ، فقال عليه السلام ردّا عليهم : «اللّه أعلم من أن يرى بالعين» أي يعلم بها ، واللّه أعلم .

1.الأنعام (۶) : ۱۰۳ ـ ۱۰۴ .

2.الحشر (۵۹) : ۲ .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۱۳ ـ ۱۱۴ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۳۴ ـ ۳۳۵ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94369
صفحه از 508
پرینت  ارسال به