147
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
146

هديّة :

(فحكينا له) أي ما يرويه العامّة ويعتقدونه .
في بعض النسخ : «في هيئة الشابّ الموفّق» يقال : شابّ موفّق ، أي حسن الهيئة ، متوافق الأعضاء ، كما قيل : أي الكامل في شبابه وخلقته وجماله .
وقال الفاضل الإسترابادي رحمه الله : يحتمل أن يكون هذا من باب الاشتباه الخطّي ، وأن يكون في الأصل : «الشابّ الريّق» ۱ كسيّد . راق الشيء : لمع .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«الشابّ الموفّق» أي المستوي ، من أوفق الإبل : إذا اصطفّت واستوت . وقيل : يحتمل أن يكون هذا من باب الاشتباه الخطّي ، وأن يكون في الأصل : «الشابّ الرّيّق» . والظاهر على هذا الاحتمال أن يكون «الموقّف» بتقديم القاف على الفاء ؛ أي المزيّن ؛ فإنّ الوقف سِوار من عاج ، يُقال : وقّفه ، أي ألبسه الوقف . فالمراد المزيّن بأيّ زينةٍ كانت . ۲
وقد يطلق على الذي هيّأت له أسباب الطاعة والصلاح .
(وصاحب الطاق) هو أبو جعفر الأحول ، محمّد بن النعمان الملقّب بمؤمن الطاق .
(والميثمي) هو أحمد بن الحسن .
وهذه الثلاثة من أصحاب الصادق عليه السلام ثقات لا كلام في عِظَم شأنهم واستقامتهم ، إلّا أنّ أحمد بن الحسن بن إسماعيل بن شعيب بن ميثم قيل: إنّه واقفي . ۳ فقيل : ولم يثبت . وقد قال الشيخ في فهرسته : إنّه صحيح الحديث سليم . ۴ وقال النجاشي : وهو على كلّ حال ثقة صحيح الحديث معتمدٌ عليه . ۵
في بعض النسخ : «والباقي صمد» مكان «والبقيّة صمد» . و«الصمد» لغةً غير الأجوف ، زعمت القدريّة كما ذكر بعض المعاصرين في كتابه :
أنّ العالم كلّه شخص واحد وذات واحدة ، له جسم وروح ؛ فجسمه جسم الكلّ ، أعني الفلك الأقصى بما فيه ، وروحه روح الكلّ ، والمجموع صورة الحقّ الإله . فقسمه الأسفل الجسماني أجوف ؛ لما فيه من معنى القوّة الإمكانيّة والظلمة الهيولانيّة الشبيهة بالخلا والعدم .
وقسمه الأعلى الروحانيّ صمد ؛ لأنّ الروح العقلي موجود فيه بالفعل بلا جهة إمكان استعداديّ ومادّة ظلمانيّة . ۶
سبحانه وتعالى شأنه عمّا يقول الملحدون ، كيف طاوعتهم أنفسهم ـ أي الشيطان ـ بالطوع والرغبة في القول بالتشبيه؟!
(ما توهّمتم من شيء) نفي لحدّ التشبيه . وفي الحديث عن الباقر عليه السلام : «كلّ ما ميّزتموه بأوهامكم في أدقّ معانيه مخلوق مصنوع مثلكم ، مردود إليكم . ولعلّ النّمل الصغار تتوهّم أنّ للّه سبحانه زبانيّين، فإنّ ذلك كمالها ، وتتوهّم أنّ عدمها نقصان لمن لم يتّصف بهما ، وهكذا حال العقلاء فيما يصفون اللّه تعالى به» ۷ الحديث .
و«الزّبانا» بالضمّ والقصر : القرن ، وزبانيا العقرب : قرناها .
(نحن آل محمّد النمط الأوسط) «الآل» نصب على الاختصاص ، و«النّمط» محرّكة : الطريقة والنوع من الشيء والجماعة من الناس أمرهم واحد ، و«الأوسط» : إشارة إلى اختصاص الخطاب في قوله تعالى في البقرة : «وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ»۸ بالأئمّة عليهم السلام .
وفي الحديث عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «خير هذه الاُمّة النمط الأوسط ، يلحق بهم التالي ويرجع إليهم الغالي» . ۹ وهو غير مناف لما في هنا من قوله عليه السلام : (لا يدركنا الغالي ولا يسبقنا التالي) ؛ فإنّ المراد بالغالي : الغالي في التوحيد ، كالصوفيّة القائلين بوحدة الوجود .
فالمعنى هنا : لا يدركنا الغالي ؛ للمباينة التامّة بين توحيدنا وتوحيدهم ، وهي بعينها مباينة الإيمان والشرك .
وهناك : ويرجع إليهم الغالي في رجوعه عن غلوّه في التوحيد ؛ وهذا مراد من قال : الغالي لا يدركهم عليهم السلام إلّا أن يرجع إليهم ، والتالي لم يصل بعدُ إليهم وليس له أن يسبقهم .
وقال برهان الفضلاء :
«التالي» أي المتأخّر كالمجسّمة ، و«الغالي» : من لم يعلم موجودا سوى اللّه كالصوفيّة . ثمّ قال : وغرض الإمام عليه السلام إنّنا وشيعتنا كهشام بن سالم وصاحب الطاق والميثمي في تقيّة، فسبقنا تقيّة على التالي في مذهبه بحيث لا يسبقنا ۱۰ هو ، ولا يصل في رجوعه إلينا الغالي .
وقال الفاضل الإسترابادي رحمه الله :
قد مضى في كلام ثقة الإسلام أنّه لم يذكر في كتابه هذا إلّا الآثار الصحيحة عنهم عليهم السلام بالمعنى المعتبر عند القدماء .
والسرّ في أمثال هذا الحديث أنّ بعض العامّة كذبوا على المشهورين من أصحاب الأئمّة عليهم السلام وشنّعوا عليهم بمذاهب باطلة لأن يسقطوهم من أعين الناس ، والراوي يذكر عند الإمام عليه السلام مااشتهر بين الناس في حقّهم وقد يذمّهم الإمام من باب التقيّة ، فلا قدح فيهم ولا في الرواية . ۱۱
(حين نظر إلى عظمة ربّه) يعني إلى نورٍ من نورها ، بدليل الأوّل في الباب التاسع .
(جعله في نور مثل نور الحجب) في الحديث : «إنّ للّه عزّ وجلّ سبعا وسبعين حجابا من نور لو كشف عن وجهه لأحرقت سُبُحات وجهه ما أدركه بصره» وفي رواية : «سبعمائة حجاب» وفي اُخرى : «سبعين ألف حجاب» . ۱۲ وفي اُخرى : «حجابه النور لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه» . ۱۳
وفسّر الوجه بالذات وبنور الإمام أيضا ، والعلم بالعلم الجوهري .
«سُبُحات وجه ربّنا» بضمّ السين والباء أي: جلالته .
«استبان» : ظهر فانكشف .

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۱۴ .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۴۱ .

3.كما في خلاصة الأقوال ، ص ۳۱۹ ، الرقم ۴ .

4.الفهرست ، ص ۲۲ ، الرقم ۵۶ .

5.رجال النجاشي ، ص ۷۴ ، الرقم ۱۷۹ .

6.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۷ .

7.البحار ، ج ۶۶ ، ص ۲۹۳ .

8.البقرة (۲) : ۱۴۳ .

9.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۸ ؛ ورواه بهذا اللفظ عن عليّ عليه السلام في تاج العروس ، ج ۱۰ ، ص ۴۳۵ (نمط) . وراجع : الأمالي للمفيد ، ص ۳ ، المجلس الأول ، ح ۳ ؛ الأمالي للطوسي ، ص ۱۲۵ ، ح ۱۲۹۲ .

10.في «ب» و «ج» : «لم يسبقنا» .

11.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۱۵ .

12.عوالي اللآلي ، ج ۴ ، ص ۱۰۶ ، ح ۱۵۸ .

13.بحارالأنوار ، ج ۵۵ ، ص ۵۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 70961
صفحه از 508
پرینت  ارسال به