159
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

هديّة :

أمليت الكتاب، اُملي إملاء ، وأمللته اُملّ إملالاً لغتان جيّدتان جاء بهما القرآن . ۱ ولا همز في أملا عليّ ؛ فإنّ أصله الواو لا الهمزة .
والتعريف في (الأشياء) للاستغراق .
(إنشاء) بلا موادّ قديمة وماهيّات ثابتة ، فنفي للجعل المركّب .
(ابتداءً) بلا اقتضاء شيء من الطبائع القديمة ، فنفى للإيجاب ، فيبطل الاختراع ، أي الإنشاء الموصوف ، فلا يصحّ الابتداع ، أي الإيجاد المذكور .
(وحقيقة ربوبيّته) أي لإظهار تفرّده بالحكمة وحقيقة الربوبيّة ، بدليل قوله بلا فاصلة (لا تضبطه العقول ، ولا تبلغه الأوهام ، ولا تدركه الأبصار) لا أوهام القلوب ولا أبصار العيون .
(ولا يحيط به مقدار) لا عقليّا ولا خارجيّا .
(عجزت دونه) أي دون وصفه بالكنه .
(وكلّت دونه الأبصار) عجزت دون إدراكه البصائر والأبصار .
(وضلّ فيه تصاريف الصفات) يعني فَقَد واضمحلّ في بابه صفات الإمكانيّة المتغايرة المتغيّرة .
(بغير حجاب محجوب) أي محاط بالأوهام .
(بغير سترٍ مستور) أي محصور بالأنظار . وكأنّه هذا مراد من قال : يعني بحجاب غير محجوب ، وستر غير مستور . وكذا من قال : «محجوب» أي محدود ، «مستور» أي محفوف .
وقرئ : «حجابِ محجوبٍ ، وسترِ مستورٍ» على الإضافة في بعض النسخ ، كما ضبط برهان الفضلاء : «لا إله إلّا هو الكبير المتعال» بالضمير مكان الجلالة .
قال برهان الفضلاء :
الفطر والإنشاء والاختراع هنا بمعنى ، وهو الإيجاد بلا مادّة قديمة . ولمّا كان الفطر أكثر استعمالاً في هذا المعنى ـ فإنّه بمعنى الشقّ ، فكأنّه تعالى شقّ حصار العدم وأخرج من كتمه العالم ـ قدّمه عليه السلام ثمّ ذكر الإنشاء ، لتناسبه لفظ الابتداء ، كالاختراع لفظ الابتداع . وكلّ من الإنشاء والابتداء مفعول مطلق للنوع ؛ يعني الإنشاء العجيب والابتداء الغريب .
«بقدرته» متعلّق بالفاطر ، و«حكمته» بالمبتدع .
«لا من شيء» خبر مبتدأ محذوف ، يعني حدوث الأشياء لا من شيء ، يعني لا من مادّة قديمة ـ كما زعمت المشّاؤون من زنادقة الفلاسفة ـ ولا لعلّة ، أي فائدة عائدة إلى الإيجاد ، كما زعمت الإشراقيّون منهم .
«خلق ما شاء» لبيان سابقه .
و«التوحّد» : مبالغة في الوحدة .
«وحقيقة ربوبيّته» أي خلوص ربوبيّته .
«بغير حجاب محجوب» أي حجاب يكون له حجاب ، و«بغير سترٍ مستور» كذلك .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
أي بغير حجاب يحجبه وهو الحجاب الذي يكون باطنه محجوبا ؛ فإنّ ما لا يكون باطنه محجوبا لا يكون حاجبا ، وما لا يكون باطنه مستورا لا يكون ساترا . ۲
وقد مرّ بيان محتملات الفقرتين في شرح خطبة الكافي مفصّلاً .

1.لسان العرب ، ج ۱۵ ، ص ۲۹۱ (ملا) .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۵۲ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
158

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ سَهْلِ ،۱عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ الْجِسْمِ وَالصُّورَةِ ، فَكَتَبَ :«سُبْحَانَ مَنْ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السميع البصير ، ۲ لَا جِسْمٌ وَلَا صُورَةٌ» .
وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ إِلَا أَنَّهُ لَمْ يُسَمِّ الرَّجُلَ .

هديّة :

يعني إلى أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام . «لا» في «لا جسم» لتأكيد النفي . ومدخولها يحتمل النصب والرفع .
و(رواه) كلام ثقة الإسلام .
(لم يسمّ) أي لم يعيّن لا بالاسم ، ولا بالكنية ، ولا باللّقب كالهادي .

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ ابْنِ بَزِيعٍ ،۳عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدٍ ، قَالَ : جِئْتُ إِلَىالرِّضَا عليه السلام أَسْأَلُهُ عَنِ التَّوْحِيدِ ، فَأَمْلى عَلَيَّ :«الْحَمْدُ لِلّهِ فَاطِرِ الْأَشْيَاءِ إِنْشَاءً ، وَمُبْتَدِعِهَا ابْتِدَاءً ۴ بِقُدْرَتِهِ وَحِكْمَتِهِ ، لَا مِنْ شَيْءٍ ؛ فَيَبْطُلَ الِاخْتِرَاعُ ، وَلَا لِعِلَّةٍ ؛ فَلَا يَصِحَّ الِابْتِدَاعُ ، خَلَقَ مَا شَاءَ كَيْفَ شَاءَ ، مُتَوَحِّدا بِذلِكَ لِاءِظْهَارِ حِكْمَتِهِ ، وَحَقِيقَةِ رُبُوبِيَّتِهِ ، لَا تَضْبِطُهُ الْعُقُولُ ، وَلَا تَبْلُغُهُ الْأَوْهَامُ ، ولَا تُدْرِكُهُ ۵ الْأَبْصَارُ ، وَلَا يُحِيطُ بِهِ مِقْدَارٌ ، عَجَزَتْ دُونَهُ الْعِبَارَةُ ، وَكَلَّتْ دُونَهُ الْأَبْصَارُ ، وَضَلَّ فِيهِ تَصَارِيفُ الصِّفَاتِ ، احْتَجَبَ بِغَيْرِ حِجَابٍ مَحْجُوبٍ ، وَاسْتَتَرَ بِغَيْرِ سِتْرٍ مَسْتُورٍ ، عُرِفَ بِغَيْرِ رُؤْيَةٍ ، وَوُصِفَ بِغَيْرِ صُورَةٍ ، وَنُعِتَ بِغَيْرِ جِسْمٍ ، لَا إِلهَ إِلَا اللّه ُ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ» .

1.في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد» .

2.في الكافي المطبوع : - «وهو السميع البصير» .

3.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن الحسن ، عن سهل بن زياد ، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع» .

4.في الكافي المطبوع : «ابتداعا» .

5.في الكافي المطبوع : «لا تدركه» بدون الواو .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 96701
صفحه از 508
پرینت  ارسال به