الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ البزنطي ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : وَصَفْتُ لِأَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام قَوْلَ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ الْجَوَالِيقِيِّ ، وَحَكَيْتُ لَهُ قَوْلَ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، أَنَّهُ جِسْمٌ . فَقَالَ :«إِنَّ اللّه َ تَبارك وتَعَالى لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ ، أَيُّ فُحْشٍ أَوْ خَنا أَعْظَمُ مِنْ قَوْلِ مَنْ يَصِفُ خَالِقَ الْأَشْيَاءِ بِجِسْمٍ أَوْ صُورَةٍ ، أَوْ بِخِلْقَةٍ ، أَوْ بِتَحْدِيدٍ وَأَعْضَاءٍ؟ تَعَالَى اللّه ُ عَنْ ذلِكَ عُلُوّا كَبِيرا» .
هديّة :
(وصفت) يعني ما اشتهر بين الناس من قول الِهشامَين . وقد ثبت أنّ أمثال القول من مثلهما إنّما هي على التقيّة والأغراض الصحيحة بتعليم الإمام ، ولذا سكت عليه السلام عن ذكرهما وذمّهما بخصوصهما . وذكر الكشّي ـ بعد الإطراء في مدحهما كما هو المشهور بل المجمع عليه؛ لأخبار صحيحة في مدحهما وثقتهما واستقامتهما في المذهب ـ : أنّهما باحثا لغرض صحيح منعقد من نحو عشرين ، فأخذ ابن الحكم في الاستدلال للقول بالجسم ، والجواليقي للقول بالصورة فاشتهر ذلك .
وقال الفاضل الإسترابادي : وصفت يعني الخيالات الواهية المنسوبة إلى الهشامين . ۲
و«الجواليق» كمصابيح : جمع الجُوالَق بضمّ الجيم وفتح اللام معرّب جوال .
و«الخناء» بفتح المعجمة والنون والمدّ : الفحش بالضمّ ، أو أفحشه بخلقةٍ ، أي بهيكل وشكل .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«أيّ فحش» أي أيّ قبيح شديد القبح في المناهي ، أو أيّ قول في المخاطب ، والمحكيّ عنه بوصفه بما لا يليق به بالغا في الظلم والعدوان غايته . «أعظم من قول من يصف سبحانه بجسم أو صورة»، ولعلّ الفحش ناظر إلى الجسم ، والخناء إلى الصورة ؛ فإنّ الأوّل تعبير عن الذات ، والثاني عن الصفات . ولم يتعرّض عليه السلام لتوبيخهما ؛ لعدم ثبوت القولين ، إنّما بالغ في بطلان المحكيّ عنهما . ۳