الحديث الثامن
  ۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، قَالَ : وَصَفْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ عليه السلام قَوْلَ هِشَامٍ الْجَوَالِيقِيِّ وَمَا يَقُولُ فِي الشَّابِّ الْمُوَفَّقِ ، وَوَصَفْتُ لَهُ قَوْلَ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، فَقَالَ :«إِنَّ اللّه َ لَا يُشْبِهُهُ شَيْءٌ» .
هديّة :
قد سبق بيان (الشابّ الموفّق) وتوجيه قول الهشامين . 
 قال السيّد الدّاماد الملقّب بثالث المعلّمين : كلّ ما نسب إلى الهشامين من التشبيه ـ وهما على الأصحّ من الموثّقين بل توثيقهما واستقامتهما كالمجمع عليه ـ فمأوّل إلى وجهٍ صحيح وغرض صريح . ۲
 وقال الشهرستاني في الملل والنحل بعدما نقل أنّ هشام بن الحكم غلا في حقّ عليّ عليه السلام : 
 وهذا هشام بن الحكم صاحب غور في الاُصول لا يجوز أن يغفل عن إلزاماته على  المعتزلة ؛ فإنّ الرجل وراء ما يلزم به على الخصم ودون ما يظهره من التشبيه ، وذلك أنّه ألزم أبا هذيل العلّاف فقال : إنّك تقول : الباري تعالى عالم بعلمه ۳ وعِلْمُه ذاتُه ، فيشارك المحدثات في أنّه عالم بعلم ، ويباينها في أنّ علمه ذاته فيكون عالما لا كالعالمين ، فلِمَ لا تقول : إنّه جسم لا كالأجسام ، وصورة لا كالصور ، وله قدر لا كالأقدار . ۴ انتهى . 
 وهو أيضا دليل منشأ الاشتباه على الناس في مذهب المشّائين . 
 وما قيل : لعلّ صدور مثل ذلك عنهما قبل رجوعهما إلى الحقّ ، ۵ فقد قيل : إنّ ابن الحكم كان قبل وصوله إلى خدمة الصادق عليه السلام حينا عند أبي شاكر الدّيصاني ، وحينا على رأي جهم بن صفوان، فلمّا وُفِّق لخدمة الصادق عليه السلام تاب ورجع إلى الحقّ ، فخلاف الظاهر من الأحاديث .
 
                        1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس» .
2.لم نعثر عليه منه الفحص الأكيد .
3.في المصدر : «بعلمٍ» .
4.الملل والنحل ، ج ۱ ، ص ۱۸۵ .
5.من القائلين الفيض في الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۹۲ ؛ والسيّد بدرالدين العاملي في الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۸۸ .