173
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ صَفْوَانَ ،۱عَنِ الْكَاهِلِيِّ ، قَالَ : كَتَبْتُ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام : فِي دُعَاءٍ : الْحَمْدُ لِلّهِ مُنْتَهى عِلْمِهِ؟ فَكَتَبَ إِلَيَّ :«لَا تَقُولَنَّ مُنْتَهى عِلْمِهِ ؛ فَلَيْسَ لِعِلْمِهِ مُنْتَهىً ، وَلكِنْ قُلْ : مُنْتَهى رِضَاهُ» .

هديّة :

وذلك لأنّ العلم من صفات الذات والرّضا من صفات الفعل ، فإنّ مصداقه إعطاء الثواب ، ورضاه سبحانه عن عبده غير الرضا عن الآخر .
قال برهان الفضلاء :
«منتهى» مصدر ميميّ ، وقد يستعمل المصادر بمعنى مقاديرها ، كرأيته حَلَب ناقة، ومن هذا القبيل «منتهى علمه ومنتهى رضاه» أي مقدار انتهائهما . ولا منتهى لعلمه ورضاه من صفات الفعل .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«فليس لعلمه منتهى» أي ليس لمعلوماته عدد متناهٍ ، فلا يكون لعلمه عدد مُنْتَهٍ إلى حدّ ، أو ليس لعلمه بحمده نهاية بانتهاء حمده إلى حدّ لا يتصوّر فوقه حمد ، فلا يصحّ «الحمد للّه منتهى علمه» بمعنى «الحمد للّه حمدا بالغا عددا هو عدد منتهى علمه» . ولا بمعنى «الحمد للّه حمدا بالغا حدّا لا يتصوّر حمد فوقه، ويكون هو نهاية معلومه سبحانه في حمده . ۲
وقوله : «ولكن قل : منتهى رضاه) أي قل : هذا منتهى علمه ؛ فإنّه يصحّ على الوجه الأوّل ؛ فإنّ لرضاه بحمد العبد منتهىً عددا ، وعلى الوجه الثاني ؛ فإنّ لرضاه بحمد العبد حدّا لا تجاوزه ، ولا ريب في جواز انتهاء الرّضا على الوجهين .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين ، عن صفوان بن يحيى» .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۶۱ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
172

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ عليه السلام ، قَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ :«كَانَ اللّه ُ وَلَا شَيْءَ غَيْرُهُ ، وَلَمْ يَزَلْ عَالِما بِمَا يَكُونُ ؛ فَعِلْمُهُ بِهِ قَبْلَ كَوْنِهِ كَعِلْمِهِ بِهِ بَعْدَ كَوْنِهِ» .

هديّة :

من كلام أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه : «علمه بالأموات الماضين كعلمه بالأحياء الباقين ، وعلمه بما في السماوات العُلى كعلمه بما في الأرضين السُّفلى» . ۲
وقال عليه السلام : «لم يسبق له حال حالاً ، فيكون أوّلاً قبل أن يكون آخرا ، ويكون ظاهرا بعد أن يكون باطنا» ۳ يعني حتّى يكون كذلك تعالى عن ذلك .
قال برهان الفضلاء :
الحديث ردّ على من قال : العلم بما لم يوجد بعدُ غير العلم به إذا وجد . ومن الحجج على بطلانه ، أنّ هذا القول على فرض صحّته لزم بطلانه ؛ لاستلزامه أن لا يكون العلم الأوّل بعلمٍ ؛ إذ لا يحدث علم إلّا بزوال جهل سابق ، ولا يزول علم إلّا بحدوث جهل لاحق .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«ولم يزل عالما بما يكون» أي كان اللّه عالما لذاته ۴ بجميع الأشياء ولم يكن شيئا موجودا غيره ، فهو لذاته بذاته مناط انكشاف جميع الأشياء [لا الأشياء بوجودها] ۵ فعلمه بكلّ ما يوجد قبل كونه ، كعلمه به بعد كونه ؛ لعدم الاختلاف في مناط الانكشاف . ۶
أقول : لا يلزم من اختلاف نسبة شيء وإضافته اختلافه بالاتّفاق ، فلا يلزم من تغيّر إضافات العلم وهو عين الذات إلّا التغيّر في الاعتبارات ، وهذا ملخّص البيانات .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن محمّد بن الحسين» .

2.نهج البلاغة ، ص ۲۳۳ ، الخطبة ۱۶۳ .

3.نهج البلاغة ، ص ۹۶ ، الخطبة ۶۵ .

4.في المصدر : «لذاته عالما» .

5.أضفناه من المصدر .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۵۹ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 96217
صفحه از 508
پرینت  ارسال به