الحديث الرابع
۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ سَعْدِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسى ، عَنْ النخعي :۱أَنَّهُ كَتَبَ إِلى أَبِي الْحَسَنِ عليه السلام يَسْأَلُهُ عَنِ اللّه ِ تعالى : أَ كَانَ يَعْلَمُ الْأَشْيَاءَ قَبْلَ أَنْ خَلَقَ الْأَشْيَاءَ وَكَوَّنَهَا ، أَوْ لَمْ يَعْلَمْ ذلِكَ حَتّى خَلَقَهَا وَأَرَادَ خَلْقَهَا وَتَكْوِينَهَا ، فَعَلِمَ مَا خَلَقَ عِنْدَ مَا خَلَقَ ، وَمَا كَوَّنَ عِنْدَ مَا كَوَّنَ؟ فَوَقَّعَ عليه السلام بِخَطِّهِ :«لَمْ يَزَلِ اللّه ُ تعالى عَالِما بِالْأَشْيَاءِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ الْأَشْيَاءَ كَعِلْمِهِ بِالْأَشْيَاءِ بَعْدَ مَا خَلَقَ الْأَشْيَاءَ» .
هديّة :
يعني إلى أبي الحسن الثالث الهادي عليه السلام .
وأيّوب بن نوح بن درّاج النخعي ثقة ، له كتب وروايات ومسائل عن الهادي عليه السلام ، وكان وكيلاً للعسكريّين عليهماالسلام . وجميل عمّه . ۲
وحاصل جوابه عليه السلام ـ كما سبق ـ : أنّ الاختلاف في المعلوم بالوجود العيني وعدمه لا يوجب الاختلاف في العلم الذي عين الذات ، بل في نسبته في الوقوع على المعلوم قبل الإيجاد وبعده .
قال السيّد الأجلّ النائيني : «لم يزل اللّه تعالى عالما» أي كان اللّه عالما بكلّ شيء قبل أن يخلقه ، كعلمه به بعد خلقه بلا اختلاف وتفاوت في العلم والانكشاف قبل الخلق وبعده ، فلا يحصل بالحضور الوجوديّ زيادةٌ في الانكشاف ، ولا يحصل به شيء له لم يكن قبله ، إنّما الاختلاف في المعلوم بالوجود العيني وعدمه ... فذاته سبحانه مناط لجميع أنحاء الانكشافات، فعالم بنحو الإدراك الجزئي كما هو عالم بنحو الإدراك الكلّي ، ووجود الظلّي والمثالي اللّازم للانكشاف للأشخاص لا يتوقّف على المادّة العينيّة وتوابعها ، فيصحّ قبل الخلق كما يصحّ بعده ، فهو لم يزل عالم بجميع الأشياء كلّيّاتها وجزئيّاتها ، لا يعزب عنه مثقال ذرّة في السماء ولا في الأرض . ۳
1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن سعد بن عبداللّه ، عن محمّد بن عيسى ، عن أيّوب بن نوح» .
2.رجال النجاشي ، ص ۱۰۲ ، الرقم ۲۵۴ ؛ خلاصة الأقوال ، ص ۵۹ ، الرقم ۱ . وفي المصدرين : «وأخوه جميل بن درّاج» .
3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۶۱ و ۳۶۳ . بتقطيع في العبارة .