195
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

هديّة :

«السُخط» بالضمّ ، وبفتحتين : الغضب .
(عليه) أي على المخلوق .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«عليه» أي على الراضي من الخلق «فينقله من حالٍ إلى حال» حيث كان قبل الرّضا قابلاً له ، ثمّ اتّصف به بالفعل . ۱
وضبط في توحيد الصدوق رحمه الله : «وذلك أنّ الرّضا [والغصب] دخّال يدخل عليه» . ۲
(أجوف) أي ضعيف محتاج في أفعاله إلى قوىً زائدة على ذاته وأسباب وآلات كذلك . وقيل : أجوف ؛ لأنّه مزدوج الحقيقة من الوجود والعدم . ومضى بيانه في باب النسبة . ۳
وقال السيّد الأجلّ النائيني : «أجوف» له قابليّة ما يحصل فيه ويدخله . ۴
وقال السيّد الدّاماد رحمه الله :
قد تبرهن واستبان في حكمة ما فوق الطبيعة ، وهي العلم الأعلى : أنّ كلّ ممكن مزدوج تركيبيّ ، وكلّ مركّب مزدوج الحقيقة فإنّه أجوف الذات لا محالة ، فما لا جوف لذاته على الحقيقة هو الأحد الحقّ سبحانه لا غير ، فإذن الصمد الحقّ ليس هو إلّا الذات الأحديّة الحقّة من كلّ جهة ، فقد تصحّ من هذا الحديث الشريف تأويل الصمد بما لا جوف له ، ولا مدخل لمفهوم من المفهومات وشيء من الأشياء في ذاته أصلاً . ۵
وقيل : أي قابل لأن يدخل فيه شيء .
وقال برهان الفضلاء : أي قابل للكيفيّة .
(معتمل) أي معمول حسنا من أشياء .
قال برهان الفضلاء : «المعتمل» المعمول بتدبير .
و«المدخل» اسم المكان ، وبالضمّ مصدر ميمي .
في توحيد الصدوق : «لأنّه واحد أحديّ الذات ، أحديّ المعنى» ۶ بدون الواوين للعطف . وقد مرّ بيان «أحديّ المعنى» في مواضع . والياء للمبالغة كالأحمريّ .
وقال برهان الفضلاء :
«أحديّ المعنى» كناية عن عدم كونه معقولاً ذهنيّا باسم غير مشتقّ أيضا ؛ فإنّ المغاير لاسمه الغير المشتقّ لا مصداق لأحديّته معنىً سوى أحديّته ذاتا .
وفي توحيد الصدوق زيادة بعد «المحتاجين» هكذا : «وهو تبارك وتعالى القويّ العزيز الذي لا حاجة به إلى شيء ممّا خلق ، وخلقه جميعا محتاجون ، إليه إنّما خلق الأشياء من غير حاجة و سبب ۷ ، بل اختراعا وابتداعا» .
وقال السيّد الدّاماد رحمه الله :
«من غير حاجة» في زيادة رواية الصدوق ، نفي لمبادئ الأفعال الاختياريّة التي فينا عنه سبحانه وعن أفعاله الاختياريّة . وقوله : «ولا سبب» تصريح بأنّ السبب الغائي الحقيقي الذي هو غاية الغايات لأفعاله تعالى نفس ذاته لا أمر وراء ذاته عزّ وجلّ . ۸

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۷۱ .

2.التوحيد ، ص ۱۶۹ ، باب ۲۶ ، ح ۳ .

3.قاله في الوافي ، ح ۱ ، ص ۴۶۰ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۷۱ .

5.التعليقة على اُصول الكافي ، ص ۲۵۰ ـ ۲۵۱ .

6.التوحيد ، ص ۱۶۹ ، باب ۲۶ ، ح ۳ . و فيه : «وأحديّ المعنى» .

7.في المصدر : «ولا سبب» .

8.التعليقة على اُصول الكافي ، ص ۲۵۱ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
194

الحديث السادس

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ : فِي حَدِيثِ الزِّنْدِيقِ ـ الَّذِي سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ـ فَكَانَ مِنْ سُؤَالِهِ : أَنْ قَالَ لَهُ : فَلَهُ رِضا وَسَخَطٌ؟ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«نَعَمْ ، وَلكِنْ لَيْسَ ذلِكَ عَلى مَا يُوجَدُ مِنَ الْمَخْلُوقِينَ ؛ وَذلِكَ أَنَّ الرِّضَا حَالٌ تَدْخُلُ عَلَيْهِ ، فَتَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ؛ لِأَنَّ الْمَخْلُوقَ أَجْوَفُ ، مُعْتَمِلٌ ، مُرَكَّبٌ ، لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ مَدْخَلٌ ، وَخَالِقُنَا لَا مَدْخَلَ لِلْأَشْيَاءِ فِيهِ ؛ لِأَنَّهُ وَاحِدٌ : وَأحدِيُّ الذَّاتِ ، وَأحدِيُّ ۲ الْمَعْنى ؛ فَرِضَاهُ ثَوَابُهُ ، وَسَخَطُهُ عِقَابُهُ ، مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ يَتَدَاخَلُهُ ؛ فَيُهَيِّجُهُ وَيَنْقُلُهُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ؛ لِأَنَّ ذلِكَ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ الْعَاجِزِينَ الْمُحْتَاجِينَ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه» .

2.في الكافي المطبوع : «واحديّ» بدل «وَأحديّ» في الموضعين .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 104042
صفحه از 508
پرینت  ارسال به