221
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
220

هديّة :

في كتاب التوحيد للصدوق رحمه الله عن الحسن بن محمّد ، عن خالد بن يزيد . ۱
في بعض النسخ : «اسم اللّه غيره» بالضمير مكان لفظة الجلالة ، يعني اسمه اللفظيّ والنفسيّ .
(وكلّ شيء) في الخارج (وقع عليه اسم شيء) أي اسم من الأسماء ، أو اسم الشيئيّة ، فالغرض صحّة الإطلاق بأنّه تعالى شيء كما مرّ بابه .
أو المراد من «الاسم» الاسم النفسيّ ، ومن «الشيء» الاسم اللّفظي ، فالمعنى أنّ كلّ موجود يمكن أن يطابقه مفهومه ما خلا اللّه . فالغرض بيان وجه من وجوه المباينة الكلّيّة بين الخالق والمخلوق .
(فأمّا ما عبرته الألسن) بالتخفيف ، من العبارة . يقال : عبرت الرؤيا عبارةً ، كنصر : فسّرتها . قال اللّه تعالى في سورة يوسف : «إِنْ كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ»۲ .
(أو عملت الأيدي) يعني الأسماء المكتوبة .
(فهو مخلوق) أي باتّفاق من العقلاء .
(واللّه غاية من غاياته) أو «من غايات» كما في بعض النسخ ، يعني والمفهوم من «اللّه » في الأذهان مفهوم من مفهوماته بأسمائه اللفظيّة فيها ، فمحصور متناه ذو غاية .
و(المغيّا) يعني وذو الغاية (غير الغاية) قطعا، (والغاية موصوفة) محدودة، (وكلّ موصوف) محدودٍ (مصنوع) والصانع غير موصوف محدود بحدّ معيّن .
(بصنع غيره) متعلّق ب«الكينونيّة» .
(لا يذلّ) بالذال المعجمة على المعلوم من باب فرّ . وفي بعض النسخ : «لا يزلّ» بالزاي على المعلوم أيضا منه .
(وهو التوحيد الخالص) ناظر إلى نفي الحدّين : حدّ التعطيل ، وحدّ التشبيه .
(بحجاب أو بصورة أو بمثال) ردّ على طوائف من أهل الشرك لا سيّما الصوفيّة القدريّة .
وقد مضى بيان «من عرف اللّه باللّه » .
(ليس بين الخالق والمخلوق شيء) استئناف بيانيّ ، وناظر إلى حديث «هو خلو من خلقه ، وخلقه خلوّ منه» . ۳ أي شيء مشترك .
(لا من شيء كان) ردّ على طوائف من أهل الشرك أيضا .
وقال الفاضل الإسترابادي :
الظاهر «عن خالد» كما في كتاب التوحيد .
«اسم اللّه غيره» سيجيء في باب ما اُعطي الأئمّة من اسم اللّه الأعظم ما ينفع ذلك .
«فأمّا ما عبرته» إشارة إلى اللّفظ وإلى النقش . ومعنى «عبرته» جعلته عبارة .
«واللّه غاية من غاياته» أي لفظ اللّه اسم من أسمائه . و«المعنى» بالمهملة والنون «غير الغاية» أي المعنى غير اللّفظ .
«والغاية موصوفة» أي الاسم موصوفة ، أي يجوز تحديدها ، أي تعريفها بأن يقال : كيفيّة عارضة للهواء معتمدة على المخارج .
«مسمّى لم يتكوّن» خبر بعد خبر .
«ولم تتناه» على لفظ الخطاب ، يعني أنّه لم يبلغ ذهنك إلى اسم إلّا كان ذلك الاسم غيره تعالى . ۴
وقال برهان الفضلاء :
«اسم اللّه غيره» يعني ليس اسم من أسمائه مفهوما عَلَميّا كما توهّم جمع أنّ «اللّه » عَلَمَ ، وآخرون أنّ «الرّحمن» أيضا عَلَم .
«وكلّ شيء وقع عليه اسم شيء» بمعنى أنّه موجود في نفسه ، في الخارج أو في الذهن ، جوهرا كان أو عرضا، فهو حادث بالتدبير .
«ما خلا اللّه » يعني ليس اسم من أسمائه قديما ، فردّ على الأشاعرة القائلين بأنّ سبعة من أسمائه . ۵ وقد ذكرت في بيان الأوّل : كلّ منها موجود في نفسه في الخارج ، قديم بكلا وجوديه : وجوده في نفسه ، ووجوده الرابطي ، وقائم بذاته تعالى «فهو مخلوق» ثانيا، أي بلا نزاع فيه لأحد .
«فأمّا ما عبرته الألسن» من العبور من باب نصر كما من النهر بالتدريج . والمراد عبور اللسان من اللفظ حرفا حرفا .
ولمّا بيّن أنّه ليس اسم من أسمائه تعالى عَلَما شخصيّا له ، وكان أكثر التوهّم في لفظ «اللّه » صرّح بخصوصه ليرتفع الاشتباه .
و«الغاية» بمعنى العلامة ؛ فإنّ غاية العسكر وعلامته بمعنى ، يعني ولفظة «اللّه » علامة من علاماته تعالى .
«والمعنى غير الغاية» بالعين المهملة والنون ؛ بمعنى المقصد أو المقصود ، يعني والذي يتصوّر بتلك العلامة فهو غير تلك العلامة ؛ لأنّ العلامة متصوّرة بالكنه فحادثة مدبّرة لغيرها ، والمدبّر للأشياء لا يتصوّر بالكنه بل بالوجه فقط .
«من فهم هذا الحكم» أي الحكمة .
وقال بعض المعاصرين :
«واللّه غاية من غاياته» أي المفهوم من اسم اللّه حدّ من حدود ما عبرتْه الألسن ، أو عملتْه الأيدي ينتهيان إليه ، وهما غير المفهوم منهما ، والمفهوم منهما موصوف بهما فمصنوع يصفه الواصف في ذهنه . ۶
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«اسم اللّه غيره» أي اسم اللّه تعالى غير ذاته الذي هو المسمّى بالاسم .
«وكلّ شيء وقع عليه اسم شيء» يُقال له : إنّه اسم شيء «فهو مخلوق» غير اللّه وما خلاه .
وقوله : «ما خلا اللّه » إمّا استثناء من المبتدأ ، أو خبر بعد خبر ، أو صفة للخبر . ولمّا كان مظنّة أن يتوهّم من قوله : «ما خلا اللّه » أنّ اللّه غير مخلوق ولو بلفظه أو نقشه ، دفعه بقوله : «فأمّا ما عبرته الألسن» وجعلته عبارة «أو عملت الأيدي» أي اللّفظ أو النقش «فهو مخلوق» .
«واللّه عانة من عاناه» يحتمل أن يكون لفظ «اللّه » موردا على سبيل القسم .
و«عانة من عاناه» خبر لقوله : «هو» أو خبر مبتدأ محذوف . وتقدير الكلام: فهو مخلوق واللّه هو عانة من عاناه .
ويحتمل أن يكون «اللّه » مبتدأ ، ويكون المراد به الاسم ، و«عانة من عاناه» خبره ، فالمعنى وهو أو الاسم ملابس مَنْ لابسه ومباشر مَنْ باشره .
وفي النهاية الأثيريّة : معاناة الشيء : ملابسته ومباشرته . ۷
أو مهمّ من اهتمّ به . وفي النهاية : عنيتُ به فأنا عانٍ ، أي اهتممت به واشتغلت . ۸
أو هو أسير من أسره وذليل من أذلّه . وفي النهاية : العاني الأسير . وكلّ من ذلّ واستكان وخضع فقد عنا يعنو فهو عان . ۹
أو هو محبوس من حبسه . وفي النهاية : وعنّوا بالأصوات ، أي احبسوها واخفوها . ۱۰
«والمعنى غير العانة» أي المقصود بالاسم المتوسّل به إليه غير العانة ؛ أي غير ما تتصوّره وتفعله .
«والعانة موصوفة» أي كلّ ما تتصوّره أو تفعله فتلابسه أو تسخّره أو تهتمّ به، أو هو ذليل مخلوق مأسور موصوف بصفات الممكن وتوابع الإمكان، «وكلّ موصوف بها مصنوع» .
والمحفوظ في النسخ التي رأيناها «غاية من غايات» بالغين المعجمة فيهما ، ويفسّر بأنّ اسم اللّه غاية من غايات ، أي اسم من أسمائه تعالى ، ولكن في أكثر ما رأيناه من النسخ العتيقة وقع إصلاح في لفظ «غايات» حيث كانت مكتوبة بالهاء المدوّرة، فحُكّت وأصلحت وكُتبت بالتاء المستطيلة .
و«العانة» أصله عانية حذفت الياء كما حذفت عن العاني في حديث المقدام: «الخال وارث من لا وارث له، يفكُّ عانه» . ۱۱
وفي النهاية : أي عانيه ، فحذفت الياء . ۱۲
وأمّا «التاء» في «العانة» فإذا جعل خبرا لقوله : «هو» يكون للمبالغة ، وفي غيره يحتمل المبالغة والتأنيث .
«لا يذلّ من فهم هذا الحكم أبدا» أي لا يذلّ ذلّ الجهل والضلال من فهم هذا الحكم وعرف سلب جميع ما يغايره عنه .
«وهو» أي سلب جميع ما يغايره عنه «التوحيد الخالص» .
«فارعوه» من الرعاية . وفي بعض النسخ : «فاوعوه» بالواو ، أي فاحفظوه . وفي بعضها بالدال ، أي كونوا مدّعين له مصدّقين به . والمعاني فيها متقاربة . ۱۳

1.التوحيد ، ص ۱۹۲ ، باب ۲۹ ، ح ۶ . وفيه «عليّ بن الحسن بن محمّد» .

2.يوسف (۱۲) : ۴۳ .

3.تقدّم في باب إطلاق القول بأنّه شيء .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۰ .

5.كذا في النسخ التي بأيدينا .

6.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۶۸ ، بتفاوت يسير .

7.النهاية لابن الأثير ، ج ۳ ، ص ۵۹۸ (عنا) .

8.المصدر .

9.المصدر .

10.المصدر .

11.سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۱۳۸ ، ح ۲۹۰۱ ؛ سنن البيهقي ، ج ۶ ، ص ۲۴۳ ، ح ۱۲۱۷۹ .

12.النهاية لابن الأثير ، ص ۵۹۸ .

13.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۸۱ ـ ۳۸۴ ، بتفاوت يسير .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 95945
صفحه از 508
پرینت  ارسال به