هديّة :
في (قول اللّه تعالى) في سورة النور . ۱
(وفي رواية البرقي) كلام ثقة الإسلام .
في بعض النسخ : «هدى» بالضمّ في المواضع الأربعة مكان «هاد» و«هدى» .
لا خفاء لوجه تفسير النور بالهادي أو بالهدى ، ويمكن تأويل هذا التفسير إلى ما يستفاد من تفسير هذه الآية في الخامس في الباب الثالث عشر باب أنّ الأئمّة عليهم السلام نور اللّه عزّ وجلّ من أنّ نور اللّه هو الإمام، فالتقدير : نور اللّه نور السموات والأرض ، أو : اللّه نوره نور السموات والأرض ؛ فإنّ تقدير السلطان نادى بين الناس : أنّ منادي السلطان نادى ، أو : السلطان مناديه نادى .
قال برهان الفضلاء :
يعني أنّ نور السراج مثلاً كما هو هاد للخلق في ظلمة الليل كذلك اللّه هاد لأهل السموات وأهل الأرض بأنوار حجبه وآياته إلى معرفته ، كما أنّ أهل الجنّة يقولون «وَمَا كُنَّا لِنَهْتَدِىَ لَوْلَا أَنْ هَدَانَا اللّه ُ»۲ .
قال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
لمّا كان النور مناط الهداية فهو الهدى ، أي ما يهتدى به ويصحّ أن ينسب الهداية إليه ، ويطلق عليه الهادي ، فعبّر عن كونه سبحانه هاديا أو هدى لمن في السماء والأرض بأنّه نور السموات والأرض . ۳
الحديث الخامس
۰.روى في الكافي بإسناده ،۴عَنِ ابْنِ أَبِي يَعْفُورٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّه ِ تباكو تعالى :«هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْاخِرُ»وَقُلْتُ : أَمَّا «الْأَوَّلُ» فَقَدْ عَرَفْنَاهُ ، وَأَمَّا «الْاخِرُ» فَبَيِّنْ لَنَا تَفْسِيرَهُ . فَقَالَ :«إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ إِلَا يَبِيدَ ۵ أَوْ يَتَغَيَّرَ ، أَوْ يَدْخُلَهُ التَّغَيُّرُ وَالزَّوَالُ ، أَوْ يَنْتَقِلَ مِنْ لَوْنٍ إِلى لَوْنٍ ، وَمِنْ هَيْئَةٍ إِلى هَيْئَةٍ ، وَمِنْ صِفَةٍ إِلى صِفَةٍ ، وَمِنْ زِيَادَةٍ إِلى نُقْصَانٍ ، وَمِنْ نُقْصَانٍ إِلى زِيَادَةٍ إِلَا رَبَّ الْعَالَمِينَ ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ بِحَالَةٍ وَاحِدَةٍ ، هُوَ الْأَوَّلُ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَهُوَ الْاخِرُ عَلى مَا لَمْ يَزَلْ ، وَلَا تَخْتَلِفُ عَلَيْهِ الصِّفَاتُ وَالْأَسْمَاءُ كَمَا تَخْتَلِفُ عَلى غَيْرِهِ ، مِثْلُ الْاءِنْسَانِ الَّذِي يَكُونُ تُرَابا مَرَّةً ، وَمَرَّةً لَحْما وَدَما ، وَمَرَّةً رُفَاتا وَرَمِيما ، وَكَالْبُسْرِ الَّذِي يَكُونُ مَرَّةً بَلَحا ، وَمَرَّةً بُسْرا ، وَمَرَّةً رُطَبا ، وَمَرَّةً تَمْرا ، فَيَتَبَدَّلُ ۶ عَلَيْهِ الْأَسْمَاءُ وَالصِّفَاتُ ، وَاللّه ُ ـ تعالى ـ بِخِلَافِ ذلِكَ» .
1.النور (۲۴) : ۳۵ .
2.الأعراف (۷) : ۴۳ .
3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۸۹ .
4.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن إدريس ، عن محمّد بن عبد الجبّار ، عن صفوان بن يحيى ، عن فضيل بن عثمان» .
5.في الكافي المطبوع : «أن يبيد» .
6.في الكافي¨ المطبوع : «فتتبدّل» .