233
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث السادس

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ مَيْمُونٍ الْبَانِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام وَقَدْ سُئِلَ عَنِ الْأَوَّلِ وَالْاخِرِ ، فَقَالَ :«الْأَوَّلُ لَا عَنْ أَوَّلٍ قَبْلَهُ ، وَلَا عَنْ بَدْءٍ سَبَقَهُ ؛ وَالْاخِرُ لَا عَنْ نِهَايَةٍ كَمَا يُعْقَلُ مِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقِينَ ، وَلكِنْ قَدِيمٌ ، أَوَّلٌ ، آخِرٌ ، لَمْ يَزَلْ ، وَلَا يَزُولُ ، بِلَا بَدْءٍ وَلَا نِهَايَةٍ ، لَا يَقَعُ عَلَيْهِ الْحُدُوثُ ، وَلَا يَحُولُ مِنْ حَالٍ إِلى حَالٍ ، خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ» .

هديّة :

مفعول (سمعت) محذوف يدلّ عليه (فقال) وما بعده . قيل: والتقدير : سمعت قوله عليه السلام ، فاُقيم المضاف إليه مقام المضاف . والأصحّ أنّ المحذوف : «يقول» .
(لا عن أوّل قبله) يحتمل إضافة «الأوّل» إلى «القبل» و«البدء» إلى «السبق»، أي لا عن جهة أوّله الزمانيّ ولا عن جهة سبقه كذلك .
أو «الأوّل» منوّن ، وكذا «البدء» و«قبله» نصب على الظرفيّة ، و«سبقه» على الفعل الماضي ؛ فإنّ كلّ ما أوّليّته زمانيّة مسبوق بزمان قطعا .
(والآخر لا عن نهاية) أي لا جهة نهاية زمانيّة ، بل بمعنى أنّه قديم لا بداية له ولا نهاية له .
في بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «ولا يزال» مكان «ولا يزول» وهو أظهر .
(لا يقع عليه الحدوث) ردّ على القائلين بأنّه سبحانه محلّ الحوادث كالقدريّة القائلين بأنّ الحوادث بأجمعها شكله «قَـتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ» . ۲
قال الفاضل الإسترابادي : «لاعن أوّل قبله» يعني معنى الأوّل والآخر يرجعان إلى السلب . ۳
وقرأ برهان الفضلاء : «لا عن أوّل قبلة» بإضافة «الأوّل» إلى «القبلة» بالتحريك ، والتاء للوحدة . وكذا «ولا عن بديء سبقة» بقراءة «البديء» كالبديع لفظا ومعنىً ، و«السّبقة» بالفتح وسكون المفردة . قال :
«القَبَل» بفتحتين : الاستيناف . قال الهروي في الغريبين في حديث آدم عليه السلام : «إنّ اللّه تعالى كلّمه قِبَلاً» بكسر القاف وفتح المفرد . ويجوز في العربيّة قَبَلاً بفتحتين ؛ أي مستأنفا للكلام يقال : سقى إبله قَبَلاً، أي استأنف بها السّقي . قال : يعني سمعته عليه السلام وقد سئل عن قوله تعالى في سورة الحديد «الْأَوَّلُ وَالْاخِرُ»۴ ، فقال : الأوّل هنا ليس مأخوذا عن أوّل يكون مع استئناف ، ولا عن ابتداع يكون مع سبق واحد على أمثاله .
ثمّ قال : «لم يزل ولا يزال» من الأفعال الناقصة وخبرهما محذوف يدلّ عليه «أوّل آخر» فالتقدير : لم يزل أوّلاً آخرا ، ولا يزال أوّلاً آخرا .
قال السيّد الداماد رحمه الله :
«أوّل آخر» بدون العطف إشارة إلى أنّ أوّليّته عين آخريّته ؛ لأنّ قدمه ليس قدما زمانيّا ؛ أي الامتداد الكمّي بلا نهاية ، فهو تبارك وتعالى أزليّ بما هو أبديّ وأبديّ بما هو أزليّ . «لا يقع عليه الحدوث» ناظر إلى الأوّليّة . «لا يحول من حال إلى حال» ناظر إلى الآخريّة . ۵

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن ابن اُذينة» .

2.المنافقون (۶۳) : ۴ .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۰ .

4.الحديد (۵۷) : ۳ .

5.لم نعثر عليه.


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
232

هديّة :

(أمّا الأوّل فقد عرفناه) أي من قولكم بأنّه تعالى هو القديم ، ليس قديم سواه ، فإشارة إلى بطلان ما توهّمت الأشاعرة في السبع من صفاته تعالى : العلم والقدرة والحياة والإرادة والكلام والسمع والبصر من أنّها كيفيّات قديمة له تعالى موجودة في أنفسها زائدة على الذات ، ووجودها في أنفسها غير وجود الذات ، وغير وجودها الرابطي أيضا . وكذا إلى بطلان القائلين مَنْ الفلاسفة ومن تبعهم كالصوفيّة القدريّة بثبوت الحقائق والطبائع والماهيّات القديمة .
(وأمّا الآخر فبيّن لنا تفسيره) يعني فإنّه إن كان بمعنى أنّ كلّ شيء يفنى وهو سبحانه يبقى ، فيتوهّم منه عدم إعادة أهل المعصية والطاعة ، وعدم النار والجنّة كما زعمت القدريّة وأوّلوا الجسماني من المذكورات بما أوّلها التناسخيّة لعنهم اللّه . أو أنّ الأنسب على الإعادة الأوسط مكان الآخر . فأجاب عليه السلام بما حاصله : إنّ المعنى من الآخر هو المستمرّ على الربوبيّة أزلاً أبدا .
«باد عدوّي» كباع : فنى وهلك .
«على» في (على ما لم يزل) استعلائيّة ، كما في قوله تعالى : «أُوْلَئِكَ عَلَى هُدىً مِنْ رَبِّهِمْ»۱ . ف«ما» إمّا موصولة ، فالتقدير : على ما لم يزل هو عليه . أو مصدريّة ، يعني على أزليّة الربوبيّة وأبديّتها .
و«الرُفات» كالفُتات لفظا ومعنىً ، أي السّاقط من المدقوق أو المكسور أو المفتّت .
وأوّل ما يبدو من النخلة يقال له : «طلع» ثمّ «خَلال» بالمعجمة كسحاب ، ثمّ «بلح» بالمفردة واللام المفتوحتين والمهملة ، ثمّ «بسر» ، ثمّ «رطب» ، ثمّ «تمر» .

1.البقرة (۲) : ۵ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 101107
صفحه از 508
پرینت  ارسال به