هديّة :
(وأسماؤه وصفاته هي هو) بتقدير الاستفهام ، يعني وهل أسماؤه وصفاته هي هو لثبوت عينيّة الصفات؟
وقيل : الظاهر أنّ الواو حاليّة ، يعني والحال أنّ أسماءه وصفاته عين الذات .
قال برهان الفضلاء :
الواو حاليّة ، احتراز عن صفات الفعل ؛ فإنّها ليست عين الذات . ومراد السائل أنّ كون الصفات عين الذات فهمه مشكل، فبيّن لنا .
والمراد هنا من الأسماء مفهومات المشتقّات ، ومن الصفات مفهومات مباديها ، كمفهوم القويّ والعزيز في آية «إِنَّ اللّه َ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ»۱ ، ومفهوم القوّة والعزّة في آية «ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ»۲ وآية «وَللّه ِِ الْعِزَّةُ»۳ .
ثمّ احتمل على البعد أن يكون المراد منهما ألفاظ المشتقّات والمبادئ .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : استفسر عليه السلام بقوله : «إن كنت تقول هي هو» عن مراد السائل بقوله : «هي هو» فذكر محتملاته وحُكَم كلّ منها . ۴
و«الهجاء» بالكسر والمدّ : إحصاء عدد أشياء متغايرة .
و«معاذ اللّه » : مصدر ميميّ نصب على المصدر من عاملٍ محذوف ، أي فَعُذتُ عياذا باللّه ، وإضافة المصدر كما في شكرَ للّه مكان شكرا للّه .
و(غيره) بالرّفع وصف ل«شيءٍ» بناءً على المشهور من أنّ مثل «غير» ومثل «لا» يكسبان التعريف بالإضافة .
قال برهان الفضلاء :
يعني إن كنت تقول بعينيّة الصفات ، بمعنى أنّه سبحانه ذو عدد وكثرة كالأشاعرة والصوفيّة فذاك شرك وكفر .
وإن كنت تقول : إنّها أزليّة أبديّة ، بمعنى كون حدوثها في الأذهان معلوما له سبحانه ، وكذا كونه مستحقّا لأن يدعوه الخلائق بها «فنعم» .
وإن كنت تقول : إنّها أزليّة بكيفيّاتها وكمّيّاتها التي تتّصف بها بعد الحدوث في الأذهان أو الألفاظ ، فعياذا باللّه أن نعتقد كون شيء شريكا له في أزليّته .
وتقييد «شيء» ب«غيره» إنّما هو لدفع توهّم أنّ الاستحقاق المدلول لقوله عليه السلام : «وهو مستحقّها» أيضا شيء أزليّ ، بأنّ المراد نفي كلّ شيء أزليّ غيره حتّى الاستحقاق ، فالحكم بأزليّة الاستحقاق على المجاز بناءً على ضيق العبارة . فظهر من هذا أنّ إطلاق الوجود الرابطي على المستحقّ ـ بفتح الحاء ـ أيضا على المجاز وضيق العبارة ، بل كان اللّه ولا غير معه ، فليس كما تقول الأشاعرة في الصفات السبع أنّ كلّ واحدة منها موجودة في نفسها وقائمة بذاته سبحانه ، ولا كما تقول المعتزلة بثبوت المعدومات ، ولا كما تقول أكثر الفلاسفة وجماهير الصوفيّة بِقِدَم العالم وحضور كلّ جزء من أجزائه عنده تعالى في وقته أزلاً وأبدا ، ولا كما يقول بعض الفلاسفة وجمع من الصوفيّة بقدم العالم وحضور كلّ جزء من أجزائه بصورته في اللّه سبحانه أو في واحدٍ من العقول العشرة .
(ثمّ خلقها) أي الأسماء جميعا، وصفات الفعل جميعا .
وللسيّد الأجلّ النائيني هنا كلام فهمه مشكل ، أو قياس الانكشاف الأزلي بالانكشاف الحاصل من علم المخلوق ؛ حيث قال :
و«هجاؤها» أي شكلها ، أو تقطيع الكلمات بحروفها . والثاني كالمفسّر ل«هجاؤها» على ثاني الاحتمالين . فعلى جميع هذه الشقوق يلزم أن يكون مع اللّه سبحانه موجود عينيّ مغاير له غير مسبوق بالعدم ، ومعاذ اللّه أن يكون معه شيء مغاير له عينا غير محدث .
ولا كذلك الظلّيّات ؛ فإنّها كالتوابع والأظلال للعينيّات لا تأصّل لها في الوجود حتّى يجب أن يكون موجودا بذاته ، أو مخرجا من العدم إلى الوجود ، فكلّ ما يغايره من الموجودات العينيّة مسبوق بالعدم ، عري عن الأزليّة .
«بل كان اللّه ولا خلق ، ثمّ خلقها» أي الأسماء والصفات بعد عدمها المقابل للوجود العيني وإن كان أظلالها العلميّة التابعة لذاته الأحديّة مسبوقة بالذات لا بالعدم ، حيث لم يصر مخرجا من العدم إلى الوجود العيني ، وثبوتها نفس تابعيّتها للذات الأحديّة ، وكذا مسبوقيّتها بالذات ، فليس كالاُمور العينيّة التي مقتضى تأخّرها وانفصال وجودها عن الوجود الأزلي مسبوقيّتها بالعدم . ۵ انتهى .
أقول : والحقّ ـ كما هو المستفاد من أحاديثهم عليهم السلام ، وعليه انعقد إجماع العصابة ـ أنّه تعالى علمه عين ذاته فلا علم لغيره بخصوصيّة علمه تعالى بأنّه حصوليّ أو حضوريّ ، كما لا علم لأحد بخصوصيّة الذات . فالمراد بالأظلال العلميّة إن كان هو الصور كما في الأذهان فقياس ، وإلّا فكما قلنا ، وذلك قوله عليه السلام : (وإن كنت تقول لم يزل تصويرها وهجاؤها وتقطيع حروفها ، فمعاذ اللّه أن يكون معه شيء غيره) .
وأيضا بنفي الوجود العيني عن الظلّ الأزليّ ، وثبوت الثبوت الأزلي لا يندفع الإشكال ؛ فإنّ ذلك يستلزم إمّا ثبوت قديم غيره تعالى ، أو عينيّة الظلّ التابع مع ذي الظلّ المتبوع ، والأظلال المذكورة في أحاديثهم عليهم السلام مخلوقات قطعا فلا مخلص إلّا بما قلنا .
(وهي ذكره) على المصدر . وقرئ «ذكرة» بالتاء بدل الضمير بمعنى الذكرى .
(والمعاني) قيل : عطف على الصفات ؛ أي مخلوقات .
وقال برهان الفضلاء :
«الواو» بمعنى «مع» . واحتمل العطف وحذف الخبر . ولا بأس بالاستئناف فالواو في «والمعنيُّ بها» لعطف التفسير .
قال بعض المعاصرين :
والأولى أن يجعل «والمعاني» مبتدأ ويجعل «المعنيّ بها» عطف تفسير له بإرجاع الضمير المجرور إلى «الأسماء والصفات» . وقيل : وفي بعض النسخ «مخلوقات المعاني» بدون الواو . ۶
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«والأسماء والصفات مخلوقات» . المراد بالأسماء والصفات الألفاظ والحروف الدالّة على ما وصفت له . ۷
«والمعاني» عطف على «الأسماء» أي والمعاني ـ وهي حقائق مفهومات الصفات ـ مخلوقة . أو المراد بالأسماء الألفاظ ، وبالصفات ما وضع ألفاظها له .
وقوله : «مخلوقات والمعاني» خبر لقوله «والأسماء والصفات»، أي الأسماء مخلوقات والصفات هي المعاني .
وقوله : «والمعنيّ بها هو اللّه » أي المقصود بها ، المذكور بالذّكر ، ومصداق تلك المعاني المطلوب بها هو ذات اللّه تعالى «الذي لا يليق به الاختلاف ولا الائتلاف» . ۸ انتهى .
(لا يليق به الاختلاف) باشتماله على أمرين مختلفين حقيقة ، كالجسم والبياض والنوع والفصل . (ولا الائتلاف) باشتماله على شيئين متّفقين حقيقةً كجسم واحد منقسم إلى نصفين ، وهو تعالى واحد من جميع الوجوه «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۹ وتنزيهه عن الوحدة العدديّة معيار لجميع صفاته الذاتية ، ولذا يرجع جميع صفاته تعالى في التوحيد الخالص إلى السلب .
قال السيّد الأجلّ النائيني : ولعلّ «الاختلاف» إشارة إلى كثرة الأفراد و«الائتلاف» إلى كثرة الأجزاء «وإنّما يختلف ويأتلف المتجزّي» . ۱۰
(ولكنّه القديم في ذاته) لا في أسمائه وصفاته ؛ لأنّ فرض ما سوى الواحد بحقيقة الوحدة يستلزم التجزّي والتعدّد والتحديد والكمّية والكيفيّة وغير ذلك من سمات المخلوق .
و«التخبير» : مبالغة في الإخبار .
والمراد بنفي العجز : إثبات أنّ مصداق قدرته تعالى إنّما هو نفس ذاته ، فنفي العجز كناية عن عموم القدرة . وكذا الكلام في نفي الجهل ، وكلّ ما لا يليق بجنابه تبارك وتعالى . وبهذا أشار ثقة الإسلام في آخر باب صفات الفعل بقوله : «وصفات الذات ينفي عنه تعالى بكلّ صفة منها ضدّها» .
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه : قوله : «لأنّه لا يخفى عليه» تصريح بأنّ صفاته تعالى كلّها يرجع إلى السلب . ۱۱
أي السلب الذي عين الثبوت الخاصّ الذي لا علم لأحدٍ سواه تعالى بخصوصيّته .
(أفنى الصورة) يعني صورة الأسماء والصفات التي في الأذهان ، كما أفنى الأذهان وسائر ما سوى اللّه ، فلا يبقى شيء ممّا سوى اللّه ، كما لم يكن شيء قديم عالم قدير سميع بصير ملكٌ قدّوس سوى اللّه .
قال أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له مذكورة في نهج البلاغة : «وإنّه سبحانه يعود بعد فناء الدنيا وحده لا شيء معه ، كما كان قبل ابتدائها ... ثمّ يعيدها من هذا الفناء» ۱۲ يعني ينشئها كما أنشأها أوّل مرّة .
(فكيف سمّينا ربّنا سميعا؟) يعني إذا كان إثبات الصفة بنفي الضدّ . ۱۳
وقال برهان الفضلاء : يعني إذا امتنع الاختلاف والائتلاف فكيف اتّصافه بصفة السمع مثلاً .
(بالسمع المعقول في الرأس) يحتمل العقل بمعنى التصوّر ، والعقل بمعنى العقد . والأوّل أولى معنى ، والثاني لفظا .
و(النشوء) بالضمّ على فُعول : الحدوث ، وبالكسر كالعلم : الشمّ ، وبالفتح كالفتح : أوّل النموّ . والكلّ مناسب .
و«السّفاد» بالكسر : نزو الذكر على الاُنثى .
و(الحدب) محرّكة العطف والشفقة .
(وإقام بعضها) بكسر الهمزة ؛ أي إقامته وكونه مقيما قواما قويّا عليه قائما بأُموره حافظا لأحواله .
وفي توحيد الصدوق رحمه الله : «وإفهام بعضها عن بعض ، أي منطقها» ۱۴ موافقا لخبر فتح الآتي في الباب التالي .
و«القفر» بفتح القاف وسكون الفاء : المفازة التي لا نبات فيها ولا ماء ، والجمع قِفار كرجال .
(لوقع التشبيه) لأنّ جميع صفاته تعالى كوحدته ، وهي ليست من باب الأعداد ، فلا شبه لصفاته و «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ»۱۵ .
(ولاحتمل الزيادة) لأنّ كلّ ما كان من باب الأوصاف المخلوقة لكان كذا .
(وما كان ناقصا) أي وما احتمل النقصان ، بدليل السياق ۱۶ (كان غير قديم) لأنّ القديم الواحد بحقيقة الوحدة لا يحتمل الزيادة والنقصان ، والقلّة والكثرة . كيف؟! وهو قبل العدد والمعدود ، والزائد والناقص ، والقليل والكثير ، وغير ذلك ممّا سوى الذات الأحديّ تعالى شأنه وجلّ برهانه . وأبديّة باب العدد بمعنى لا يقف إنّما هي في الخيال ، والخيال فانٍ «وَ يَبْقَى وَجْهُ رَبِّـكَ ذُو الْجَلَـلِ وَ الْاءِكْرَامِ» . ۱۷
قال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
أبطل عليه السلام كون قوّته قوّة البطش المعروف من المخلوق بوجهين :
أحدهما : لزوم وقوع التشبيه ، وكونه مادّيا مصوّرا بصورة المخلوق .
وثانيهما : لزوم كونه سبحانه محتملاً للزيادة ؛ لأنّ الموصوف بمثل هذه الكيفيّة لابدّ لها ، من مادّة قابلة لها متقوّمة بصورة جسمانيّة ، موصوفة بالتقدّر بقدر ، والتناهي والتحدّد بحدّ لا محالة ، فيكون لا محالة حينئذٍ موصوفا بالزيادة على ما دونه من ذوي الأقدار ، فكلّ موصوف بالزيادة الإضافيّة موصوف بالنقصان الإضافي لوجهين :
أحدهما : أنّ المقادير الممكنة لا حدّ لها تقف عنده ، كما لا حدّ لها في النقصان ، فالمتقدّر بمقدار متناهٍ يتّصف بالنقص الإضافي بالنسبة إلى بعض الممكنات وإن لم يكن يدخل في الوجود .
وثانيهما : أنّه يكون حينئذٍ لا محالة موصوفا بالنقص الإضافي بالنسبة إلى مجموع الموصوف بالزيادة الإضافيّة والمقيس إليه ، فيكون أنقص من مجموعهما ، وما كان ناقصا بالنسبة إلى غيره من الممكنات لا يكون قديما واجب الوجود لذاته ؛ لأنّه علّة ومبدأ لكلّ ما يغايره ، والمبدأ المفيض أكمل وأتمّ من المعلول الصادر عنه المفاض عليه منه ، فكلّ ناقص إضافيّ أحقُّ بالمعلوليّة من المبدئيّة لما هو أكمل وأزيد منه ، وهذا ينافي ربوبيّته ويتمّ به المطلوب . ۱۸
أقول : ليس غرض جمع من متأخّري أصحابنا ـ رضوان اللّه عليهم ـ من بناء الكلام في بيان أحاديث الأئمّة عليهم السلام لا سيّما أحاديث اُصول الدِّين على حكمة قواعد حكمة الفلسفة ومسائلها ، إلّا إظهار قوّة الطبيعة وجَوْدة القريحة بأنّهم يمكنهم توجيه المستصعبات من أحاديث الاُصول باُصول غيرها بحيث لا يلزم منه قدح في المذهب وإن كانت تلك الاُصول غير مذكورة في أحاديث الاُصول وغير مطابقة لها أصلاً .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«البطش» أخذك عدوّك بالعُنْف . قال اللّه تعالى في سورة البروج : «إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ»۱۹ . وأيضا «البطش» : العداوة ؛ قال اللّه تعالى في سورة الشورى : «وَإِذَا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ» . ۲۰ وكلا المعنيين يناسب هنا .
(لوقع التشبيه) أي بغيره في الأعضاء والكيفيّة .
(وما كان غير قديم كان عاجزا) لأنّه مخلوق .
(لا شبه له) أي لا شبيه له .
قال برهان الفضلاء : أي لا شبيه له في اسم غير مشتقّ .
وضبط السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : «لا شية له» ۲۱ أي لا لونَ له ولا نقش . وأصلها «وشي» ومنه الوشّاء لنقّاش الثوب . قال : لأنّ شية الممكن ممكن .
(ولا ضدّ) لأنّ ما سواه مخلوق .
(ولا ندّ) لأنّ المخلوق ليس له قوّة المعاندة لخالقه بحيث يغلب .
قال برهان الفضلاء :
«التبصار» بالفتح : مصدر من باب التفعيل للمبالغة ، كما يقال في العرف : فلان مبصّر بكسر الصاد المشدّدة . و«التبصار» بالكسر : اسم المصدر ، كالتكرار ، وكلاهما هنا مناسب .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«تبصار بصر» أي التبصّر بالبصر ، و«تبصار» مصدر «تبصّر» لمن قال : كِلّام وكذّاب في كلّم وكذّب . وفي التنزيل : «وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كِذَّابا»۲۲ ، وقال الشاعر :
ثلاثة أحباب فحبّ علاقةوحبّ تِملاق وحبّ هو القتل .
فكأنّه قال : ولا تبصّر بصر.
(ومحرّم على القلوب أن تمثّله) أي ممتنع عليها أن تشبّهه أو تصوّره كما هو .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
أي أن تجعل حقيقته موجودا ظلّيّا مثاليّا ، وتأخذ منه حقيقة كلّيّة معقولة ؛ لكونه واجب الوجود بذاته لا ينفكّ حقيقته عن كونه موجودا عينيّا شخصيّا . ۲۳
(وعلى الأوهام أن تحدّه) أي تحيط به .
(وَعَلَى الضَّمَائِرِ أَنْ تُكَوِّنَهُ) أي تجد خصوصيّته وحقيقته المخصوصة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«وعلى الأوهام أن تحدّه» لعجزها عن أخذ المعاني الجزئيّة عمّا لا يحصل في القوى والأذهان ولايخاط بها .
«وعلى الضمائر أن تكوّنه» الضمير : السرّ وداخل الخاطر والبال ، ويطلق على محلّه ، كما أنّ «الخاطر» في الأصل ما يخطر بالبال ويدخله ، ثمّ يطلق على محلّه الذي هو البال . و«التكوين» : التحريك .
والمعنى أنّه محرّم على ما يدخل الخواطر أن يدخله وينقله من حالٍ إلى حال ؛ لاستحالة قبوله لما يغايره .
أو المراد بالضمائر خواطر الخلق وقواهم الباطنة ، وأنّه يستحيل أن يخرجه من الغيبة إلى الحضور والظهور عليهم ، أي ليس لها أن يجعله بأفعالها مستنزلاً إلى مرتبة الحضور عندهم ، إنّما يمكن الحضور بجذبة منه للنفوس الذكيّة ، وإخراج لها من مرتبتها التي يليق بها ويتمكّن من الوصول إليها بسعيها إلى مرتبة الحضور .
والمراد ۲۴ أنّه لا يمكن حضور ذاته سبحانه للنفوس ما دامت في مرتبتها النفسيّة ، إنّما المراد بالحضور في تلك المرتبة حضور الأنوار والملائكة والآيات لا حضور ذاته الأحديّة ، والظهور العلمي الحضوري لذاته بحقيقته عليها . ۲۵ انتهى .
وقال برهان الفضلاء : «التكوين» : التصوير بعنوان التشخّص . ثمّ قال : و«الأدات» بفتح الهمزة والدال والتاء الممدودة في الكتابة بعد الألف : جمع «الأداة» بالتاء المدوّرة ، يعني آلات خلقه .
وضبط السيّد الأجلّ النائيني : «عن آداب خلقه» جمع «الأدب» بالمفردة ، وقال :
يعني جلّ وعزّ عن آداب خلقه وما يليق بهم من الصفات ، واستعمال الآلات . ثمّ قال : وفي بعض النسخ : «عن أداة خلقه» أي آلتهم التي بها يفعلون ويحتاجون في أفعالهم إليها . «و»جلّ عن «سمات بريّته» أي صفات خليقته وصورها . ۲۶
1.الحجّ (۲۲) : ۴۰ .
2.الذاريات (۵۱) : ۵۸ .
3.المنافقون (۶۳) : ۸ .
4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۱ .
5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۱ ـ ۳۹۲ .
6.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۷۴ .
7.في المصدر : «وضعت له» .
8.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۲ .
9.الشورى (۴۲) : ۱۱ .
10.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۲ .
11.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۰ .
12.نهج البلاغة ، ص ۲۷۶ ، الخطبة ۱۸۶ . وفيه «بعد الفناء» بدل «من هذا الفناء» .
13.في «الف» : + «فكيف» .
14.التوحيد ، ص ۶۳ ، باب ۲ ، ح ۱۸ .
15.الشورى (۴۲) : ۵ .
16.في «الف» : «بدلالة السياق» .
17.الرحمن (۵۵) : ۲۷ .
18.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۵ .
19.البروج (۸۵) : ۱۲ .
20.الشعراء (۲۶) : ۱۳۰ .
21.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۶ . وفيه «لاشبه» .
22.النبأ (۷۸) : ۲۸ .
23.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۶ .
24.في المصدر : «أو المراد» .
25.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۶ ـ ۳۹۷ .
26.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۷ .