249
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ سَهْلٍ ؛ وَمُحَمَّدٌ ، عَنْ ابْنِ عِيسى جَمِيعا ،۱عَنْ أَبِي هَاشِمٍ الْجَعْفَرِيِّ ، قَالَ :سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِيَ عليه السلام : مَا مَعْنَى «الْوَاحِدِ»؟ فَقَالَ :«إِجْمَاعُ الْأَلْسُنِ عَلَيْهِ بِالْوَحْدَانِيَّةِ ، كَقَوْلِهِ تَعَالى : «وَ لَـلـءِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ» » .

هديّة :

الألف واللام في المسؤول عنه للعهد الخارجي يعني ما معنى (الواحد) الممتاز من كلّ واحدٍ ، أو الواحد المأخوذ في صفاته تعالى ، فقال : (إجماع الألسن) يعني الواحد من وحدانيّته متّفقة عليها يوم أخذ الميثاق .
قال برهان الفضلاء :
«إجماع» مبتدأ ، والضمير في «عليه» للّه سبحانه ، و«بالوحدانيّة» خبر ، و«الباء» للسببيّة ، والألف واللام للعهد الخارجي ؛ يعني إنّما كان إجماع الألسن عليه يوم الميثاق بسبب ذلك الوحدانيّة ، كما قال في سورة الزخرف : «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّه ُ»۲ .
وقال بعض المعاصرين :
كما أنّ الغرائز الإنسانيّة مجبولة بحسب الفطرة الاُولى على الاعتراف بأنّ اللّه تعالى واحد لا شريك له ، ولهذا لمّا سألهم «أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا» بالاتّفاق «بَلَى»۳ كذلك في الفطرة الثانية لو خلّوا وطبائعهم ولم يكن لهم غرض آخر وسئلوا : من الخالق إيّاهم ليقولنّ اللّه . وقد روي أنّ زنديقا دخل على أبي عبداللّه عليه السلام فسأله عن الدليل على إثبات الصانع فأعرض عليه السلام عنه ، ثمّ التفت عليه السلام إليه وسأله: «من أين أقبلت وما قصّتك؟» فقال الزنديق : إنّي كنت مسافرا في البحر فعصفتْ علينا الريحُ وتقلّبتْ بنا الأمواج ، فانكسرت سفينتنا ، فتعلّقت بساجة منها ، فلم يزل الموج يقلبها حتّى قذفتْ بي إلى الساحل فنجوت عليها ، فقال عليه السلام : «أرأيت الذي كان قلبك إذا انكسرت السفينةُ وتلاطمتْ عليكم الأمواج فزعا عليه ، مخلصا له في التضرّع ، طالبا منه النجاة ، فهو إلهك» . فاعترف الزنديق بذلك وحسن اعتقاده ، وذلك من قوله عزّ وجلّ : «وَإِذَا مَسَّكُمْ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَا إِيَّاهُ»۴ .
قال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«إجماع الألسن عليه بالوحدانيّة» أي معنى الواحد في أسمائه وصفاته سبحانه ما أجمع عليه الألسن من وحدانيّته وتفرّده بالخالقيّة والاُلوهيّة، كقوله : «وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللّه ُ» . ۵
لا يخفى أنّ صنيعه من عدم تخصيصه الإجماع بيوم الميثاق أولى .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّدٍ ، ومحمّدُ بنُ الحسنِ ، عن سهلِ بن زيادٍ ؛ ومحمّدُ بنُ يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا» .

2.الزخرف (۴۳) : ۸۷ .

3.الأعراف (۷) : ۱۷۲ .

4.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۷۷ . والآية في الإسراء (۱۷) : ۶۷ .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۰۰ . والآية في الزخرف (۴۳) : ۸۷ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
248

هديّة :

«أنف من الشيء» كعلم أنَفَةً بالتحريك ، إذا استنكف عنه وكرهه وشرّف نفسه عنه .
يعني تنزّهٌ للّه سبحانه عن كلّ متصوّر ، وما لا يليق بشأنه تعالى في علمه .
و(سبحان) مصدر منصوب بفعل مضمر .
قال برهان الفضلاء : «سبحان» : مصدر باب منع . والمعنى عدّ الشيء منزّها من النقصان ، ومفعول مطلق لفعل محذوف ؛ أي أ سبح سبحانا كأمنع . و«الأنفة» بالتحريك ، مصدر باب علم : الإباء والاستنكاف .
أقول : لعلّ قصده أنّه مصدر من المجرّد بمعنى التسبيح لكون المبالغة مقصود ألبتّة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«أنفة» أي براءةٌ، وتعالٍ وتنزّهٌ له سبحانه عن صفات المخلوقات .
ونصب «سبحان اللّه » على المصدر ، أي اُسبّح اللّه سبحانا يليق به ، يعني اُبرّئ اللّه من السوء وممّا لا يليق به براءةً ، واُنزّهه تنزيها . ۱

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بإسناده ،۲عَنْ سُلَيْمَانَ مَوْلى طِرْبَالٍ ، عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِيقِيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّه ِ :«سُبْحَانَ اللَّهِ»: مَا يُعْنى بِهِ؟ قَالَ :«تَنْزِيهُهُ» .

هديّة :

خلاف بين علماء الرجال في اسم (مولى طربال) فضبط جماعة «سليمان» ۳ وآخرون «سليم» ۴ مصغّرا ، وقيل مكبّرا .
و«طربال» بالكسر : كلّ بناء عال ، واسم رجل . وطرابيل الشام : صوامعها .
في بعض النسخ : «عن قول اللّه سبحانه ، سبحان اللّه كأنّ سبحانه تصرّف تنزيه شاهد لما قلنا آنفا أنّ المبالغة مرادة ألبتّة .
وفي بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «تنزيهه» بالنصب مضافا إلى الضمير المنصوب .
قال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
في بعض النسخ : «سليم مولى طربال» وفي «قر» ۵ من رجال الشيخ : «سليمان مولى طربال» وفي (ق) : ۶ سليم مولى طربال» .
«تنزيه» في بعض النسخ : «تنزيهه» أي معنى سبحان اللّه ، والمقصود به تنزيه اللّه سبحانه . ۷

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۹ .

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «أحمد بن مهران ، عن عبدالعظيم بن عبد اللّه الحسني ، عن عليّ بن أسباط» .

3.كما في رجال النجاشي، ص ۱۸۵، الرقم ۴۸۹؛ رجال الطوسي، ص ۱۳۷، الرقم ۱۴۴۸، في أصحاب الباقر عليه السلام .

4.كما في رجال الطوسي ، ص ۲۱۹ ، الرقم ۲۹۰۷ ، في أصحاب الصادق عليه السلام .

5.يعنى أصحاب الباقر عليه السلام .

6.يعنى أصحاب الصادق عليه السلام . والصحيح من العبارة ما أثبتناه ، وفي النسخ : «وفي «قر» و«ق» من رجال الشيخ : «سليمان مولى طربال» . وفي «ن» ...» . وفي المصدر : وفي «قر» و«ق» من رجال الشيخ : «سليمان مولى طربال» . وفي «ق» ...» .

7.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۳۹۹ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100742
صفحه از 508
پرینت  ارسال به