263
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
262

هديّة :

(مرسلاً) عبارة ثقة الإسلام طاب ثراه .
والصدوق رحمه الله رواه عن ثقة الإسلام مسندا ، قال في عيون أخبار الرضا عليه السلام : عن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق ، عن محمّد بن يعقوب الكليني ، عن عليّ بن محمّد المعروف بعلّان ، عن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن خالد ، عن أبي الحسن الرضا عليه السلام . ۱ الحديث .
قال الفاضل الإسترابادي : هذا الحديث منقول في توحيد الصدوق رحمه الله مسندا لا مرسلاً . ۲
(ولا شيء معه في ديموميّته) بيان لمعنى قوله تعالى : «إِلَا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا»۳ ردّا على القدريّة القائلين بوحدة الوجود. وتفسير المعيّة بها .
و«الديمومة» : فعولة من الدوام .
قال السيّد السند أمير حسن القائني رحمه الله :
«الديمومة» : الصحراء البعيدة الأرجاء . واللّه تعالى ديمومي ، يعني انقطع الغايات دونه ، فمعيّته تعالى مع الأشياء عبارة عن تمام الحضور وكمال الإحاطة ، وهو تعالى «خِلْو من خلقه ، وخلقه خلوّ منه» . ۴
قال برهان الفضلاء : «في ديموميّته» أي أزليّته ؛ إذ الكلام في صفة القديم ۵ واختصاصها .
فتعريف «القدم» هنا بوجوب الوجود كماترى . كما قال السيّد الأجلّ النائيني :
المراد بالقدم وجوب الوجود بالذات والسرمديّة ، ووجوب الوجود بالذات يدلّ على التوحيد بالسرمديّة ؛ لامتناع التعدّد في الواجب بذاته واستحالة سرمديّة غيره ، فلا شيء قبله بسرمديّته ، ۶ ولا شيء معه وفي مرتبته في ديمومته واستمرار وجوده ؛ لكون كلّ شيء مخلوق له ؛ لأنّ كلّ شيء سواه ممكن ، وكلّ ممكن إنّما يوجد بإيجاب خالق له يخرجه من العدم إلى الوجود ، وينتهي لا محالة إلى الواجب . ۷
أنت خبير بأنّ بيانه هذا ليس بمانع صريحا من تعدّد القديم ، والغرض الأصلي ـ كما بدأ به الإمام عليه السلام ـ إبطال تعدّد القديم ثبوتا ووجودا عينيّا ، وإثبات اختصاص صفة القِدَم بذاته سبحانه . على أنّ الأولى «بإيجاد خالق له» بالدال مكان المفردة .
(معجزة الصفة) قرئ بكسر الجيم والنصب على المفعوليّة ل«الإقرار» مضافا إلى «الصفة» أي الخالقيّة ، يعني فقد بان وظهر لنا بإقرار جميع الناس بخالقيّته التي أعجزت واضطرّت جميعهم إلى الإقرار بها .
ففاعل (بان) مضمون (أنّه لا شيء قبل اللّه ، ولا شيء مع اللّه في بقائه) .
وقال بعض المعاصرين :
«معجزة الصفة» بكسر الجيم والرّفع فاعل ل«بان» وما بعدها بدل عنها ؛ أي بان لنا بإقرار العامّة بأنّ اللّه قديم معجزة هذه الصفة ؛ أي إعجازها لمن زعم أنّ شيئا قبله أو معه . وقيل : معجزة الصفة بفتح الجيم والجرّ صفة للعامّة أي الذين أعجزتهم الصفة عن نيلها . ۸
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه : الظاهر «هذه الصفة» مكان «معجزة الصفة» . ۹
وقرأ برهان الفضلاء : «معجِّرة الصفة» بالجرّ على اسم الفاعل من التعجير ، بالجيم والرّاء المهملة بمعنى توسيع البطن .
وفسّر «العامّة» الموصوفة بالتعجير بالذين لم يهتدوا إلى باب «أنا مدينة العلم» ۱۰ ووسّعوا صفة القِدَم فأدرجوا فيها قدماء كالفلاسفة والأشاعرة والصوفيّة القدريّة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«فقد بان لنا بإقرار العامّة معجزة الصفة» بيان لخالقيّته لكلّ شيء بما يناسب أفهام العامّة من أنّ إقرار العامّة ـ أي كلّ الناس ـ بأنّه سبحانه خالق كلّ شيء ، وأنّه لم يسعهم إنكاره كما قال سبحانه : «وَ لَـلـءِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ»۱۱ يدلّ على خالقيّته لكلّ شيء ، وأنّ مقدّمات بيانها ظاهرة لا يضرّها تشكيك المشكّكين ، وإذا كان خالقا لكلّ شيء فلا شيء قبله ولا شيء معه .
واكتفى بهذا عن تفصيل بيانها ؛ لغناء العلماء عن التفصيل ، وعدم انتفاع العوام والمبتدئين بالتفصيل ، بل ربّما ينفتح لهم به أبواب الشُبه والشكوك التي لا يسعها الوقت لرفعها وإزالتها .
والمراد بقوله : «إقرار العامّة» إذعانهم ، أو الإثبات .
وعلى الأوّل متعلّق الإذعان ؛ إمّا «معجزة الصفة» بحذف الصّلة ، أو محذوف ؛ أي إقرار العامّة بأنّه خالق كلّ شيء ، و«معجزة الصفة» صفة ل«الإقرار» ، أو بدل عنه ، أي إقرار العامّة بأنّه خالق كلّ شيء معجزة الصفة ، أي صفة الخالقيّة لكلّ شيء أو صفة القدم لا يسع أحدا أن ينكره .
وعلى الثاني ف«معجزة الصفة» مفعول «الإقرار» أو صفة ل«الإقرار» أو بدل عنه والمفعول محذوف . وعلى تقدير كونه مفعولاً ف«معجزة الصفة» من إضافة الصفة إلى الموصوف ؛ أي الصفة التي هي معجزة لهم عن أن لا يثبتوا له خالقيّة كلّ شيء ، أو المعجزة بمعناه المتعارف ، والإضافة لاميّة ، أي إثباتهم الخالقيّة للكلّ معجزة هذه الصفة ؛ حيث لا يسعهم أن ينكروها وإن أرادوا الإنكار .
ويحتمل أن يكون «معجزة الصفة» فاعل «بان» ويكون «أنّه لا شيء قبل اللّه » بيانا أو بدلاً ل«معجزة الصفة» .
«ثمّ وصف نفسه تعالى» أي ثمّ اعلم أنّه ، أو ثمّ بعدما كان قديما وصف نفسه «بأسماء» محدثة . ۱۲
(تعبّدهم) كلّفهم العبادة .
«القالون» : المكذّبون ، بالقاف ، أي أعدائنا المكذّبين لإمامتنا . من «القلى» بالكسر والقصر : البغض والعداوة . فإن فتحت القاف مُددتْ .
وضبط السيّد الأجلّ النائيني بالغين المعجمة ؛ حيث قال :
«فسمّى نفسه» تعالى بهذه الأسماء المحدثة، فلمّا رأى الغالون المجاوزون في عباد اللّه عن مرتبتهم ، المكذّبون لأهل الحقّ من أسمائه ذلك ، أي وصفَه تعالى نفسه بها «وقد سمعونا نحدّث» ونحكي «عن اللّه » أنّه ۱۳ أي «لا شيء مثله» ومشاركة في الحقيقة «ولا شيء» يشاركه «من الخلق في حاله» اعترضوا و«قالوا : أخبرونا إذا زعمتم أنّه لَا مِثْلَ لِلّهِ وَلَا شِبْهَ لَهُ ، كَيْفَ شَارَكْتُمُوهُ فِي أَسْمَائِهِ الْحُسْنى» . وصفاته العلى «فَتَسَمَّيْتُمْ بِجَمِيعِهَا؟! وفي مثل ذلِكَ ۱۴ دَلِيل عَلى أَنَّكُمْ مِثْلُهُ فِي حَالَاتِهِ» . إن انحصرت حالاته فيها «أو بعضها» الظاهر «دون بعض» إن كان له حال غيرها .
ف«قيل لهم» في الجواب : «إنّ اللّه تعالى ألزم العباد أسماء من أسمائه» وأطلقها عليهم وسمّاهم بها لا بوضع واحد وبمعنى واحد ، بل «على اختلاف المعاني» باشتراك الاسم بين معنيين ، أو بالنقل ، أو بالحقيقة والمجاز، «وذلك كما يجمع الاسم الواحد» في اللّغات «معنيين مختلفين» بالاشتراك أو النقل أو الحقيقة والمجاز ، «والدليل على ذلك» والمصحّح له «قول الناس» في مقالاتهم «الجائز عندهم» أي الشائع ۱۵ أو الجائز من موضع إلى موضع ، ف«الشائع» على الثاني كالمفسّر والموكِّد للجائز . ۱۶
وضبط برهان الفضلاء بالقاف وقال :
وفي بعض النسخ : «الغالون» كما في كتاب التوحيد بالغين المعجمة ، فيشمل الغالين في التوحيد كالصوفيّة القدريّة ، حيث قالوا بوحدة الوجود وأنّ العالم صورته .
في بعض النسخ : «جمعتم» مكان «جمعتكم» أي جمعتم الأسماء الطيّبة لأنفسكم .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه :
يعني مراد الأعداء أن ليس كمثله شيء ليس نفي التشبّه بل نفى الموافق في تمام الحقيقة . وسمّيت الأشاعرة بأصحاب المعاني لقولهم بوجود صفات له تعالى في أنفسها زائدةً على الذات ، مشتركة بينه تعالى وبين الخلق .
(أسماء من أسمائه) يحتمل الإفراد في الأوّل على التمثيل ، والمعنى على التقديرين : أنّه سبحانه لم يمنع العباد من التسمية حقيقة أو مجازا بالأسماء الموضوعة حقيقةً له تعالى ، كما لا مانع في كلامهم من صدق الاسم الواحد حقيقةً ومجازا أو بالاشتراك اللّفظي على حقيقتين مختلفتين ، فلمّا خاطبهم اللّه في كلامه بكلامهم وكلّمهم بما يعقلون أنّ فيه ـ كما في كلامهم ـ نقل ومجاز واشتراك وتشابه ثبت احتياجهم في امتياز الحقّ من الباطل إلى قيّم معصوم عاقل عن اللّه تبارك وتعالى .
قيل : (خاطب اللّه به الخلق) مثل اليهود بالحمار ، وبلعم بالكلب . وعبّر عن القدرة باليد إلى غير ذلك .
و«العلقمة» : واحدة العلقم ، وهو شجر مُرّ ، والحنظل وكلّ شيء مرّ .
قال الفاضل الإسترابادي : «وسكّرة» نسخة بدل «وبقرة» كما في كتاب التوحيد . ۱۷
(وهو الذي خاطب اللّه به) حال من فاعل (الحائز) .
والواو في (وحالاته) بمعنى «مع» أو للعطف ، فمؤيّد لما ذهب إليه الكوفيّون من جواز العطف على الضمير المجرور بلا إعادة الجار .
والبارز في (بنيت عليه) لكلّ واحد من المعاني . وفي العيون : «عليها» . ۱۸
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
يعني قيل في جواب الاعداء أنّه تعالى ألزم عباده «إسما من أسمائه» على اختلاف مدلول ذلك الاسم من جميع الوجوه مع جميع مدلولاته الاُخر ، بمعنى عدم كون اسم غير مشتقّ مشتركا بينه وبينهم ، وكون اشتراكه معهم في اسم مشتقّ شبيها بجميع اسم غير مشتقّ مدلولين مختلفين ، مع أنّ المستعمل فيه اللفظ لذلك الاسم الغير المشتقّ فيهما واحد .
وحاصل الجواب : أنّ مشاركته تعالى مع خلقه في اسم من أسمائه ليست مستلزمة للتشبيه ، ولا منافية لنفي المثل ، إلّا أن لا ۱۹ يكون الاختلاف في جميع المدلولات ، وهو ثابت في جميعها باختلاف واحد من مدلولاته اختلافا كلّيّا مع جميع مدلولاته الاُخر ؛ إذ ليس اسم غير مشتقّ بينه وبين خلقه ، مع أنّه ليس مجازا فيهما ولا في واحدٍ منهما أصلاً ، لا مجازا لغويّا ولا مجازا عقليّا ، إلّا أنّه شبيه بالحقيقة العقليّة والمجاز العقلي ، والفرق أنّه لابدّ في مشاركة الخلق معه تعالى في اسم من الاختلاف في ما بين مدلول واحد من مدلولاته وجميع مدلولاته الاُخر كلّيّا ، ويكفي في اشتراك شيئين من الخلق في اسم بأن يكون في أحدهما حقيقة عقليّة وفي الآخر مجازا عقليّا اختلافهما في الجملة وإن كانا متّفقين من وجه أو أكثر ، كالرجل والاسم وكلاهما جسم .
أقول : هذا البيان لا سيّما قوله : «على اختلاف مدلول ذلك الاسم من جميع الوجوه» دليل الاشتراك اللفظي .
(ويفسد ما مضى بما أفنى) على المعلوم من الإفعال عطفا على (يخلق) .
وضبط برهان الفضلاء : «ممّا أفنى» بالميم مكان «بما» بالمفردة . وقال : «من» في «ممّا لو لم يحضره» للتعليل و«ما» مصدريّة .
وقرأ «تغيّبه» على الماضي من التفعّل ، بمعنى «وجده غائبا» وعلى الحذف والإيصال ؛ أي تغيّب عنه مكان «يعينه» من الإعانة عطفا على (لم يحضره) كما في العيون . ۲۰
وفي بعض النسخ : «ويعيّنه» من التعيين . فجواب «لو رأينا» إلى قوله : «فعادوا إلى الجهل» محذوف ، وهو «لحكمنا بضعفهم» .
ليس في التوحيد والعيون ۲۱ كلمة «لو» . وضبط ـ كما في بعض النسخ ـ «قبله» مكان «فيه» في (إذ كانوا فيه) .
وضبط السيّد الأجلّ النائيني : «ويعيّنه» من التعيين . و«فئة» بمعنى الجماعة مكان «فيه» ؛ حيث قال :
«ممّا لو لم يحضره ذلك العلم» أي من العلم الذي لو لم يحضر العالم ذلك العلم «ويعيّنه» ويحصّله تعيينا وتحصيلاً لا يكون ۲۲ إلّا بحصوله بعد خلوّه عنه بذاته «كان جاهلاً ضعيفا» .
ثمّ قال : وفي بعض النسخ «يغيبه» من الغيبة مكان «يعيّنه» من التعيين ، فيكون مفسّرا لقوله : «لم يحضره» .
«إذ كانوا فئة جهلةً» بيان لمسبوقيّة علمهم بالجهل ، يعني «إذ كانوا قبل علمهم فئة جهلة» .
وفي بعض النسخ «فيه» بحرف الإضافة والضمير ؛ أي كانوا في حال العلم الحاصل لهم جَهَلَةً خالية عن مناط الانكشاف بذواتهم . ۲۳
(لا يحتمل شخصا منظورا إليه) أي لا بطريق احتمال البصر الا?شخاص المرئيّة .
(فقد جمعنا الاسم) بالرفع (ولم يجمع المعنى) أي ولم يجمعنا المعنى . وقيل : «ولم نجمع المعنى» على المتكلّم مع الغير ، أو الغيبة ف«الاسم» بعد «فقد جمعنا» نصب أو رفع .
قال الفاضل الإسترابادي :
«فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العالم» حاصل الكلام: أنّ المعاني اللغويّة لتلك الألفاظ مفقودة في حقّه تعالى ، فإطلاق تلك الألفاظ عليه تعالى بطريق المجاز اللغوي أو العقلي . ۲۴
ومثل الحديث صريح في أنّ كلّ اسم من أسمائه تعالى يكون مأخذ اشتقاقه من الصفات الانتزاعيّة بالنسبة إلى الخلائق ، كالموجود والثابت والرازق والصانع ، فإطلاقه عليه تعالى حقيقة . وكلّ اسم يكون مأخذ اشتقاقه في حقّ الخلق من الصفات الانضماميّة كالعلم والقادر ، فإطلاقه عليه تعالى بطريق المجاز لا الحقيقة . ۲۵
والخرت بضمّ المعجمة صماخ الاُذن وثقب الاُبرة ونحوها .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : «الخَرْت» ويضمّ : الثقب في الاُذن وغيرها . ۲۶ كما في القاموس . ۲۷ و«الكبد» بالتحريك : الشدّة والتعب والضيق .
و«القضافة» بفتح القاف والمعجمة : النحافة والدقّة . و«القضيف» : النحيف والدّقيق .
(على النفاذ) بفتح النون ، يعني على استيلائه على جميع الأشياء بنفوذ القدرة والإرادة ظواهرها وبواطنها .
وضبط برهان الفضلاء بالمهملة ، يعني على فقد شبيهه في الأشياء يخبرك ، أي هذا القول .
وفي بعض النسخ : «وقولك يخبرك غمض فيه العقل» بضمّ الميم وفتحها ، أي خفي واشتدّ غوره . والغامض من الكلام : خلاف الواضح .
وفي التوحيد والعيون : «فبهر العقل» ۲۸ من «بهره» : إذا غلبه معلوما ومجهولاً .
(فعند التجربة) في التوحيد والعيون : «فيفيده التجربة والاعتبار علما» .
(المستخبر عن جهل) أي العالم بعد جهل سابق (المتعلّم) أي من غيره .
(وتسنّم لذراها) : ارتفاع لأعلاها . سنمه وتسنّمه : علاه .
و«الذرى» بالضمّ والقصر : جمع «ذروة» بالضم ويكسر : أعلى الشيء .
و(الفلج) بالتحريك : الظفر .
(ووجه آخر أنّه ظاهر لمن أراده ولا يخفى عليه شيء) وجه من وجوه ظاهريّته تعالى .
قال الفاضل الإسترابادي :
«ووجه آخر أنّه الظاهر لمن أراده ولا يخفى عليه شيء» تصريح بأنّ اللّه تعالى ظاهر في ذهن كلّ من أراده ، بل أظهر من كلّ شيء ؛ لأنّك لا تُعْدِم صنعته حيث شئت ، وفيك من آثاره ما يغنيك ، فالمنكر كالمنكر وجود نفسه من السوفسطائيّة . والشاكّ في وجوده كالشاكّ في وجود نفسه من السوفسطائيّة ، ومن المعلوم أنّ الإنكار والشكّ هناك إمّا من باب الجنون أو من باب العناد فكذلك هنا . ۲۹
وقال السيّد الداماد رحمه الله :
«ولا يخفى عليه شيء» هذا وجه آخر لظاهريّته جلّ سلطانه وراء أنّه الظاهر لمن أراده ؛ فإنّ ظهور كلّ شيء للّه سبحانه إنّما هو بنفس ظهور ذاته تعالى لذاته عزّ وجلّ . ۳۰
وقال بعض المعاصرين :
تعدّد الوجه بعيد عن العبارة ، والأولى أن يقال : لمّا كان سبحانه محيطا بالأشياء وله المعيّة مع كلّ شيء فعدم خفاء شيء عليه يستلزم ظهوره للأشياء ، وكذا تدبيره لها يستلزم ظهوره لديهم ، فكأنّه أكّد ظهوره لمن أراده بالأمرين . ۳۱ انتهى .
قال سيّد الشهداء صلوات اللّه عليه في دعاء عرفة : «كيف يستدلّ عليك بما هو في وجوده مفتقرٌ إليك ، أيكون لغيرك من الظهور ما ليس لك حتّى يكون هو المظهر لك؟ متى غبت حتّى تحتاج إلى دليل يدلّ عليك؟ ومتى بعُدت حتّى تكون الآثار هي التي توصل إليك؟ عميت عينٌ لا تراك ، ولا تزال عليها رقيبا ، وخسرت صفقةُ عبدٍ لم تجعل له من حبّك نصيبا . ۳۲
قوله عليه السلام : (أبطنته) قيل : يعني بطنته ، أو الهمزة للاستفهام . الجوهري : بطنت الأمر كنصر : إذا عرفت باطنه . ومنه الباطن في أسماء اللّه . ۳۳
(خبرته) كنصر من الخُبر بالضمّ اسم من الاختبار .
في بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : (ونصب) محرّكة ؛ أي وتعب ، مكان (وتصلّب) أي تشدّد وقوّة السعي في العمل .
و«الاحتيال» جودة النظر والقدرة على التصرّف .
و«المداراة» وقد يحتاج في العمل إليها .
(لم يخرج منه طرفة عين) أي من سلطانه تبارك وتعالى .

1.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۱۳۲، باب ۱۱، ح ۵۰. وفيه في صدر الحديث : «عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقّاق».

2.لم نعثر عليه.

3.المجادلة (۵۸) : ۷ .

4.الكافي ، ج ۱ ، ص ۸۲ ـ ۸۳ ، باب إطلاق القول بأنّه شيء ، ح ۳ ـ ۵ .

5.في «الف»: «القِدَم».

6.في المصدر : «لسرمديّته» .

7.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۰۳ ـ ۴۰۴ .

8.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۸۷ . بتفاوت يسير وتقدّم وتأخّر في العبارة .

9.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۱ .

10.نهج الحقّ، ص ۲۲۱؛ المناقب، ج ۲، ص ۳۵؛ البحار، ج ۴۰، ص ۲۰۱، ح ۴.

11.الزخرف (۴۳) : ۸۷ .

12.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۰۴ ـ ۴۰۵ .

13.كذا في المصدر، وفي جميع النسخ : «أي» .

14.في المصدر : «فإنّ في ذلك» بدل «وفي مثل ذلك» .

15.في المصدر: «السائغ».

16.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۰۵ ـ ۴۰۶ . بتفاوت .

17.التوحيد ، ص ۱۸۷ ، باب ۲۹ ، ح ۲ . وفيه أيضا : «وسكّرة» .

18.عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، باب ۱۱ ، ح ۵۰ .

19.في «ب ، ج» : - «لا» .

20.في الكافي المطبوع ، والتوحيد : «يغيبه» .

21.التوحيد ، ص ۱۸۸ ، باب ۲۹ ، ح ۲ ؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲ ، ص ۱۳۳ ، باب ۱۱ ، ح ۵۰ .

22.في المصدر : + «له» .

23.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۰۷ ـ ۴۰۸ . بتفاوت وتلخيص .

24.في المصدر : «فائدة : هذا الأحاديث صريحة» مكان «ومثل الحديث» .

25.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۲ .

26.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۰۸ .

27.القاموس ، ج ۱ ، ص ۱۴۶ (خرت) .

28.التوحيد، ص ۱۸۹، باب ۲۹ ، ح ۲؛ عيون أخبار الرضا عليه السلام ، ج ۲، ص ۱۳۴، باب ۱۱، ح ۵۰ .

29.الحاشية على اُصول الكافي، ص ۱۲۲.

30.التعليقة على الكافي ، ص ۲۹۲ ـ ۲۹۳ .

31.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۸۸ .

32.الإقبال ، ص ۳۴۹ ؛ البحار ، ج ۹۵ ، ص ۲۲۵ ـ ۲۲۶ ، ح ۲ .

33.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۷۹ (بطن) .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94974
صفحه از 508
پرینت  ارسال به