275
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

هديّة

(فهذا هو المعنى الصحيح) أي التأويل الصحيح الذي لا خلاف فيه ؛ لموافقته نصّ الكتاب والسنّة .
و(المشبّهة) المجسّمة من الحنابلة وغيرهم .
«لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» في سورة الشورى . ۱
فأمّا ما جاء في الأخبار من ذلك كما ذكرنا طائفة منها في الباب السابع ، وأشرنا هنا إلى إمكان تأويل الجميع إلى ما هنا .
(فالعالم عليه السلام ) أي الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه (أعلم بما قال) .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
يعني له احتمالات : الأوّل : التقيّة . الثاني : الاستفهام الإنكاري . الثالث : الاستعارة على التشبيه بالصمد في الاعتماد عليه ؛ فإنّ الاعتماد في الأجسام على مُصْمِتها أكثر .
وقال السيّد السند أمير حسن القائني رحمه الله: كان المصمت في الحديث بمعنى الوحدة المختصّة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
لعلّ تفسير الصمد بالمصمت بمعنى أنّه سبحانه لا جوف له ، بمعنى الخلوّ عمّا يصحّ الاتّصاف به ، لكونه تامّا مستكملاً في ذاته بذاته فيطلق عليه الصمد لذلك الاستكمال الذاتي والتماميّة ، بمعنى أنّه لا يخلو في ذاته عمّا يصحّ أن يتّصف به ويعدّ من كماله ، وبمعنى أنّه يقصد إليه كلّ ما يغايره في كمالاته ويكون انتهاء الكلّ إليه في الوجود والكمالات . ۲
و«الباء» في (وبالجمرة القصوى) للقسم ، وجواب القسم في بيت آخر .
(صمدوا) : قصدوا .
(يؤمّون) : يقصدون .
(قذفا) رميا . في بعض النسخ : «رضخا» أي دقّا وكسرا . يقال : رضخت رأس الحيّة بالحجارة كمنع .
و(الزبرقان) بكسر الزاي والراء وسكون المفردة بينهما : القمر ، واسم شاعر .
في بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «وقال : ابن الزبرقان» . قال في المُغْرب : «الزبرقان» لقب ابن بدر ، وهو في الأصل القمر . ۳ وفي القاموس : «الزبرقان» لقب الحصين بن بدر الصحابي [لجماله] ۴ أو لصغر عمامته . ۵
و(رهيبة) بالتصغير اسم رجل .
في بعض النسخ : «في حذيفة بن مرو» مكان «بدر» .
و«الحسام» كغراب : السيف القاطع ، من «الحسم» بمعنى القطع .
وتأنيث الضمير في (خذها) للضربة أو الحربة . ويحتمل التنبيه .
«حذيف» : منادى مرخَّم .
و(الرخاء) بالفتح والمدّ : السُمولة والراحة .

1.الشورى (۴۲) : ۱۱ .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۱۵ بتفاوت يسير .

3.المُغْرِب ، ج ۱ ، ص ۱۸۰ (حجج) ؛ وص ۳۶۰ (زنبق) .

4.أضفناه من المصدر .

5.القاموس المحيط ، ص ۱۱۴۸ (زبرق). وفيه : «أو لصُفرَة عمامته» .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
274

قَالَ ثقة الإسلام طاب ثراه بعد هذا الحديث بلا فاصلة

فَهذَا هُوَ الْمَعْنَى الصَّحِيحُ فِي تَأْوِيلِ الصَّمَدِ ، لَا مَا ذَهَبَ إِلَيْهِ الْمُشَبِّهَةُ أَنَّ تَأْوِيلَ الصَّمَدِ : الْمُصْمَتُ الَّذِي لَا جَوْفَ لَهُ ؛ لِأَنَّ ذلِكَ لَا يَكُونُ إِلَا مِنْ صِفَةِ الْجِسْمِ ، وَاللّه ُ ـ جَلَّ ذِكْرُهُ ـ مُتَعَالٍ عَنْ ذلِكَ ، هُوَ أَعْظَمُ وَأَجَلُّ مِنْ أَنْ تَقَعَ الْأَوْهَامُ عَلى صِفَتِهِ ، أَوْ تُدْرِكَ كُنْهَ عَظَمَتِهِ ، وَلَوْ كَانَ تَأْوِيلُ الصَّمَدِ فِي صِفَةِ اللّه ِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ الْمُصْمَتَ ، لَكَانَ مُخَالِفا لِقَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» ؛ لِأَنَّ ذلِكَ مِنْ صِفَةِ الْأَجْسَامِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِي لَا أَجْوَافَ لَهَا ، مِثْلِ الْحَجَرِ وَالْحَدِيدِ وَسَائِرِ الْأَشْيَاءِ الْمُصْمَتَةِ الَّتِي لَا أَجْوَافَ لَهَا ، تَعَالَى اللّه ُ عَنْ ذلِكَ عُلُوّا كَبِيرا ، فَأَمَّا مَا جَاءَ فِي الْأَخْبَارِ مِنْ ذَلِكَ ، فَالْعَالِمُ عليه السلام أَعْلَمُ بِمَا قَالَ .
وَهذَا الَّذِي قَالَ عليه السلام ـ أَنَّ الصَّمَدَ هُوَ السَّيِّدُ الْمَصْمُودُ إِلَيْهِ ـ هُوَ مَعْنًى صَحِيحٌ مُوَافِقٌ لِقَوْلِ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ : «لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَىْ ءٌ» .
وَالْمَصْمُودُ إِلَيْهِ : الْمَقْصُودُ فِي اللُّغَةِ .
قَالَ أَبُو طَالِبٍ صلوات اللّه عليه فِي بَعْضِ مَا كَانَ يَمْدَحُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله مِنْ شِعْرِهِ :
وَ بِالْجَمْرَةِ الْقُصْوى إِذَا صَمَدُوا لَهَايَؤُمُّونَ قَذْفا رَأْسَهَا بِالْجَنَادِلِ
يَعْنِي قَصَدُوا نَحْوَهَا يَرْمُونَهَا بِالْجَنَادِلِ ، يَعْنِي الْحَصَى الصِّغَارَ الَّتِي تُسَمّى بِالْجِمَارِ .
وَقَالَ بَعْضُ شُعَرَاءِ الْجَاهِلِيَّةِ ۱ :
مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ بَيْتا ظَاهِرالِلّهِ فِي أَكْنَافِ مَكَّةَ يُصْمَدُ
يَعْنِي : يُقْصَدُ .
وَقَالَ ابن ۲ الزِّبْرِقَانُ :
[ ... ... ... ... ... ... ... ... ... ... .....]وَ لَا رَهِيبَةَ إِلّا سَيِّدٌ صَمَدٌ
وَ قَالَ شَدَّادُ بْنُ مُعَاوِيَةَ فِي حُذَيْفَةَ بْنِ بَدْرٍ :
عَلَوْتُهُ بِحُسَامٍ ثُمَّ قُلْتُ لَهُخُذْهَا حُذَيْفُ فَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ
وَ مِثْلُ هذَا كَثِيرٌ ، وَاللّه ُ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ هُوَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ الَّذِي جَمِيعُ الْخَلْقِ ـ مِنَ الْجِنِّ وَالْاءِنْسِ ـ إِلَيْهِ يَصْمُدُونَ فِي الْحَوَائِجِ ، وَإِلَيْهِ يَلْجَؤُونَ عِنْدَ الشَّدَائِدِ ، وَمِنْهُ يَرْجُونَ الرَّخَاءَ وَدَوَامَ النَّعْمَاءِ لِيَدْفَعَ عَنْهُمُ الشَّدَائِدَ .

1.في الكافي المطبوع : + «شعرا» .

2.في الكافي المطبوع : - «ابن» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 96763
صفحه از 508
پرینت  ارسال به