279
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِي إِبْرَاهِيمَ عليه السلام أَنَّهُ قَالَ :«لَا أَقُولُ : إِنَّهُ قَائِمٌ ؛ فَأُزِيلَهُ عَنْ مَكَانِهِ ، وَلَا أَحُدُّهُ بِمَكَانٍ يَكُونُ فِيهِ ، وَلَا أَحُدُّهُ أَنْ يَتَحَرَّكَ فِي شَيْءٍ مِنَ الأَرْكَانِ وَالْجَوَارِحِ ، وَلَا أَحُدُّهُ بِلَفْظِ شَقِّ فَمٍ ، وَلكِنْ كَمَا قَالَ ۲ تَبَارَكَ وَتَعَالى : «كُن فَيَكُونُ» بِمَشِيئَتِهِ مِنْ غَيْرِ تَرَدُّدٍ فِي نَفْسٍ ، صَمَدا فَرْدا ، لَمْ يَحْتَجْ إِلى شَرِيكٍ يَذْكُرُ لَهُ مُلْكَهُ ، وَلَا يَفْتَحُ لَهُ أَبْوَابَ عِلْمِهِ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وعنه رفعه» .

2.في الكافي المطبوع : + «اللّه » .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
278

هديّة :

في العنوان يعني امتناع (الحركة والانتقال) عليه سبحانه مطلقا ؛ ردّا على المجسّمة ، وكفر الصوفيّة القدريّة أيضا ، وهم مصرّحون بتنزّله سبحانه عن مرتبة العِلّيّة إلى مراتب المعلوليّة في سلسلتي البدو والعود على اصطلاحهم الميشوم .
في بعض النسخ «إلى سماء الدنيا» بالإضافة ، والأكثر أكثر .
والحكاية إشارة إلى ما روي «أنّ اللّه ينزل في الثلث الأخير ، أو النصف الأخير في كلّ ليلة ، وفي ليالي الجمعة في أوّل الليل إلى السماء الدنيا فينادي هل من داع؟ هل من مستغفر؟ هل من سائل»، ۱ الحديث . واُوّل في بعض الأخبار بإنزاله سبحانه ملكا ينادي ، فالظاهر صحّة الحديث ، وأنّه مأوّل .
و«المنظر» كمنصب : مصدر ميمي وهنا بمعنى التدبير ، أو اسم مكان ؛ يعني محلّ التدبير .
(لم يبعد منه قريب ، ولم يقرب منه بعيد) لتساوي نسبة جميع ما سواه تعالى إليه جلّ وعلا ، فالفقرتان بأجمعهما كناية عن تساوي نسبة كلّ مُحاط مكاني إلى محيطه اللّامكانيّ .
قال برهان الفضلاء : «لم يبعد منه قريب» أي باعتبار مكان قريب منّا ، «ولم يقرب منه بعيد» أي باعتبار مكان بعيد عنّا .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«إنّما منظره» أي ما ينظر إليه «في القرب والبُعد منه سواء» أي لا يختلف اطّلاعه على الأشياء بالقرب والبُعد ؛ لأنّهما إنّما يجريان في المكاني ، بالنسبة إلى المكاني ، وهو سبحانه متعال عن المكان . ۲
(ولم يحتجّ إلى شيء) أي في تدبيره .
(بل يحتاج إليه) على المجهول، والظرف نائب الفاعل .
(وهو ذو الطول) أي الفضل والخير . وفيه ـ وهو اقتباس من سورة المؤمن ۳ ـ إشارةٌ إلى غنائه عن كلّ شيء وحاجة كلّ شيء إليه ؛ إذ لا إله للعالمين إلّا هو ، وهو العزيز الحكيم .
(إلى من يحرّكه) في الحركة القسريّة والنفسانيّة ، أو ما يتحرّك به في الحركة الطبيعيّة .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«من أن تقفوا» إمّا من «وقف يقف» أي أن يقفوا في الوصف له وتوصيفه إلى ۴ حدّ، فتحدّونه بنقص أو زيادة ، أو تحريك ، أو تحرّك .
أو من «قفا يقفوا» أي أن تتّبعوا له في البحث عن صفاته تتبّعا «على حدّ تحدّونه» بما ذكر . ۵
«استنزله» و«أنزله» بمعنى .
قال برهان الفضلاء : و«التوهّم» هنا بمعنى التصوّر باسم غير مشتقّ .
«وَ تَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ»۶ أي في جميع اُمورك موقنا بعلمه بجميع الأحوال أزلاً وأبدا ، أو توكّل عليه في توصيفه، فصفه بما وصف به نفسه لا بما يذهب إليه الأوهام .
«وَ تَقَلُّبَكَ فِى السَّـجِدِينَ»۷ أي تصرّفك في قلوب أهل التوحيد . والاقتباس من سورة الشعراء .

1.البحار ، ج ۸۴ ، ص ۱۶۸ ـ ۱۶۹ ، ح ۱۲ ؛ وراجع أيضا الوسائل ، ج ۷ ، ص ۷۷ ـ ۷۹ ، ح ۸۷۷۸ ـ ۸۷۸۱ ؛ والبحار ، ج ۸۴ ، ص ۱۶۳ ، باب دعوة المنادي في السحر و ... .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۱۷ .

3.غافر (۴۰) : ۳ .

4.في «الف» : «على» .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۱۸ .

6.الشعراء (۲۶) : ۲۱۷ .

7.الشعراء (۲۶) : ۲۱۹ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 101160
صفحه از 508
پرینت  ارسال به