281
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللّه ِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ لِأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام فِي بَعْضِ مَا كَانَ يُحَاوِرُهُ : ذَكَرْتَ اللّه َ ، فَأَحَلْتَ عَلى غَائِبٍ ، فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«وَيْلَكَ ، كَيْفَ يَكُونُ غَائِبا مَنْ هُوَ مَعَ خَلْقِهِ شَاهِدٌ ، وَإِلَيْهِمْ أَقْرَبُ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ، يَسْمَعُ كَلَامَهُمْ ، وَيَرى أَشْخَاصَهُمْ ، وَيَعْلَمُ أَسْرَارَهُمْ؟!» فَقَالَ ابْنُ أَبِي الْعَوْجَاءِ : أَ هُوَ فِي كُلِّ مَكَانٍ؟ أَ لَيْسَ إِذَا كَانَ فِي السَّمَاءِ ، كَيْفَ يَكُونُ فِي الْأَرْضِ؟! وَإِذَا كَانَ فِي الْأَرْضِ ، كَيْفَ يَكُونُ فِي السَّمَاءِ؟! فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : «إِنَّمَا وَصَفْتَ الْمَخْلُوقَ الَّذِي إِذَا انْتَقَلَ عَنْ مَكَانٍ ، اشْتَغَلَ بِهِ مَكَانٌ ، وَخَلَا مِنْهُ مَكَانٌ ، فَلَا يَدْرِي فِي الْمَكَانِ الَّذِي صَارَ إِلَيْهِ مَا يَحْدُثُ فِي الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ فِيهِ ، فَأَمَّا اللّه ُ ـ الْعَظِيمُ الشَّأْنِ ، الْمَلِكُ ، الدَّيَّانُ ـ فَلَا يَخْلُو مِنْهُ مَكَانٌ ، وَلَا يَشْتَغِلُ بِهِ مَكَانٌ ، وَلَا يَكُونُ إِلى مَكَانٍ أَقْرَبَ مِنْهُ إِلى مَكَانٍ» .

هديّة :

(محمّد بن إسماعيل) هو البرمكي .
و(عمرو بن محمّد) هو الأسدي من رجال الكاظم عليه السلام . وقيل : عمر بضمّ العين .
و(عيسى بن يونس) هو الشاكري الكوفي .
و«المحاورة» : المكالمة .
(فأحلت) من الإحالة من الحوالة . وهمز تاء الاستفهام للإنكار .
و(الديّان) من الدين بمعنى الجزاء .
قال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
ولعلّ بعظمته وملكه أشار إلى وجوبه الذاتي وعدم مشاركته لشيء من الممكنات ، وهو مناط الحكم بعدم جواز التمكّن عليه ، والاختلاف بالقرب والبُعد المكاني بالنسبة إلى ما سواه . ۲

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وعنه ، عن محمّد بن أبي عبد اللّه » .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۰ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
280

هديّة :

(إنّه قائم) أي عن قعود ، وهو قول بانتقاله عن وضعه في مستقرّه إلى وضع آخر فيه ، أو بانتقاله (عن مكان) بمعنى السطح الباطن للحاوي .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
أي لا يتّصف بالقيام اتّصاف الأجسام والمكانيّات ؛ لاستلزامه الزوال في الجملة عن مكانه الذي استقرّ فيه . ۱
(ولا أحدّه أن يتحرّك) أي بأن يتحرّك .
(في شيء من الأركان) أي عمدة الأطراف حركة كمّيّة ، أو المعنى بشيء منها ؛ أي حركة أينيّة . وحروف الأدوات ينوب بعضها مناب بعض .
(ولكن كما قال) أي ولكن يكون الأشياء بقوله : «كن» لا بآلة جارحة بل بمشيئته .
(من غير تردّد نفس) إمّا بالتحريك ، أو بسكون الفاء ، أي من غير تردّد وتفكّر .
(صمدا فردا) نصب على المدح .
قرئ «يذكّر ، ولا يفتّح» على المعلوم من التفعيل . وقرأ السيّد الأجلّ النائيني على المجهول من المجرّد ، وقال : أي لم يحتج ملكه إلى شريك يذكر له . ۲
واحتُمل المعلوم من المجرّد والتفعيل .
وقال برهان الفضلاء :
«صمدا» نصب بالمدح بتقدير أعني . «ويذكر» على المعلوم من باب نصر . والمستتر فيه ل«للّه » والضمير في «له» للشريك . «ولا يفتح» عطف على «يذكر» . و«لا» زائدة لتذكير النفي في «لم يحتج» كما في «ولا الضالّين» أي لم يحتج إلى شريك يذكر له ربوبيّته نفسه تعالى ويفتح له أبواب علمه عزّ وجلّ . والمراد أنّ بعثة الأنبياء والرّسل لتعليم الخلق ليس على وجه الاحتياج بل بمحض الحكمة والرحمة والتفضّل .
أقول : يعني لم يحتج في عجائب صنعه وتدبيره إلى معين يعينه في سلطنة تدبيره وتقديره وكمال إحاطة علمه بالجميع أزلاً أبدا وعموم قدرته الكاملة .

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۱۹ .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۱۹ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 101094
صفحه از 508
پرینت  ارسال به