الحديث السابع
۰.روى في الكافي وقال :
فِي قَوْلِهِ :«الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى»
عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَمُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَى الْخَشَّابِ ، عَنْ بَعْضِ رِجَالِهِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ :«الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى»فَقَالَ :«اسْتَوى عَلى كُلِّ شَيْءٍ ؛ فَلَيْسَ شَيْءٌ أَقْرَبَ إِلَيْهِ مِنْ شَيْءٍ» .
هديّة :
(في قوله «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» ) كلام ثقة الإسلام . يعني وورد في قوله هذا حديث عليّ بن محمّد . والآية في سورة طه. ۱
(على) في التفسير ، إمّا فعل وكلّ مفعوله ؛ يعني «استوى» بمعنى «علا»، يعني علا الرحمنُ العرشَ ، وعلا العرشُ كلَّ شيءٍ ، فعلا الرحمانُ كلَّ شيء بالاستواء، (فليس شيء أقرب إليه من شيء)، وهذا حاصل المعنى ، لا أنّ لفظة «على» في الآية الكريمة فعل لا حرف ، أو حرفٌ ، فالتعدية إشارة إلى تضمين معنى «استولى» ، وأن العرش هنا عبارة عن جميع المخلوقات ، وهو أحد معاني العرش كما سيذكر ، وأنّ نسبة استيلائه بعلمه وقدرته وملكه ونفوذ إرادته على نهج «كُن فَيَكُونُ»۲ على الجميع على السواء، لا يتفاوت بالقُرب والبُعد، والضعف والشدّة، والقلّة والكثرة وغير ذلك من أوصاف الخلق .
قال برهان الفضلاء : «في قوله : الرحمن على العرش استوى» كلام المصنّف . وفرّق بهذا بين السابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر وسائر أحاديث الباب ؛ للإشارة إلى أنّ نفي الحركة والانتقال ليس بصريح فيها بل بعنوان الاستدلال . ثمّ قال :
وفي هذا الحديث إشارة إلى أنّ «على العرش» متعلّق ب«استوى» على تضمين معنى استولى ، وأنّ المراد بالعرش جميع المخلوقات .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«في قوله «الرَّحْمَـنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى» » كلام المؤلّف ، أي روي في بيان قوله تعالى هذا، هذه الروايات الآتية ، ثمّ قال : «فليس شيء أقرب إليه من شيء» أي ليس استواؤه على العرش بمعنى الاستقامة والاعتدال في الجلوس أو القيام ، بل استواؤه الاعتدال بالنسبة إلى كلّ شيء وعدم اختلاف نسبته من الأشياء أي بالقُرب والبُعد .
ولعلّ المراد بكونه «على العرش» علمه به وما فيه مشرفا عليه .
والمراد بالعرش ، العرش الذي فيه كلّ شيء علما وحوايةً وهو المحيط بالكرسي والسماوات وما فيهنّ ، والأرض وما بينهنّ بما فيه من النفس والروح الجسماني والعقلاني .
وتسميته عرشا باعتبار الأنوار التي فيه وهي المحيطة بالعلوم بأنواعها ، فاُطلق على متعلّق النور الجامع لهذه العلوم كما اُطلق على العلوم نفسها . ۳