293
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي وقال :
فِي قَوْلِهِ :«وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَهٌ».
عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ أَبِي عُمَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَكَمِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو شَاكِرٍ الدَّيَصَانِيُّ : إِنَّ فِي الْقُرْآنِ آيَةً هِيَ قَوْلُنَا ، قُلْتُ : مَا هِيَ؟ فَقَالَ :«وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ»فَلَمْ أَدْرِ بِمَا أُجِيبُهُ ، فَحَجَجْتُ ، فَخَبَّرْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، فَقَالَ :
«هذَا كَلَامُ زِنْدِيقٍ خَبِيثٍ ، إِذَا رَجَعْتَ إِلَيْهِ ، فَقُلْ لَهُ : مَا اسْمُكَ بِالْكُوفَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ : فُلَانٌ ، فَقُلْ لَهُ : مَا اسْمُكَ بِالْبَصْرَةِ؟ فَإِنَّهُ يَقُولُ : فُلَانٌ ، فَقُلْ : كَذلِكَ اللّه ُ رَبُّنَا فِي السَّمَاءِ إِلهٌ ، وَفِي الْأَرْضِ إِلهٌ ، وَفِي الْبِحَارِ إِلهٌ ، وَفِي الْقِفَارِ إِلهٌ ، وَفِي كُلِّ مَكَانٍ إِلهٌ» . قَالَ : فَقَدِمْتُ ، فَأَتَيْتُ أَبَا شَاكِرٍ ، فَأَخْبَرْتُهُ ، فَقَالَ : هذِهِ نُقِلَتْ مِنَ الْحِجَازِ .

هديّة :

(في قوله : «وَ هُوَ الَّذِى فِى السَّمَآءِ إِلَـهٌ وَ فِى الْأَرْضِ إِلَـهٌ» ) قول ثقة الإسلام كنظريّة السابقين ، «داص يديص ديصانا» بالتحريك : زاغ وحاد وألحد .
فلان ديصانيّ ، أي ملحد زنديق . قيل : كان أبو شاكر زنديقا ثنويّا ۱ . وقيل : كان من الطبيعيّين القائلين بأنّ أفاعيل العلويّات من طبائع الأجرام العلويّة وأفاعيل السفليّات من طبائع الأجسام السفليّة .
وقال الشهرستاني في كتاب الملل والنحل : الديصانيّة طائفة من طوائف الثنويّة القائلين بأصلين قديمين أي النور والظلمة ۲ .
وبهذا فرّق بين الثنويّة والمجوس ؛ فإنّهم يقولون بِقِدَم النور وحدوث الظلمة ، ولذا ورد حديث : «القدريّة مجوس هذه الاُمّة» . ۳ قال :
وكانت طائفة من الديصانيّة قبل الماني النقّاش قائلين بأنّ فاعل الخير هو النور من فوق ، وفاعل الشرّ هو الظلمة من جهة التحت ، وهما مع ذلك متلاقيان .
وطائفة اُخرى منهم يقولون بأنّ النور والظلمة من جنس واحد كالمنشار والحديد، فإنّ صفحته ملائمة لا تؤذي وأسنانه بخلاف صفحته . ۴
كما تقول الصوفيّة إنّ الوجود أصل وكلّ شيء سواه أكوانه وشؤوناته ، وقد قال ذلك الشبستري :
من و تو عارض ذات وجوديممشبّكهاى مشكوة وجوديم
ومثله كثير في كتبهم، هل يكون كفر أفحش من استناد كلّ شيء إلى طبيعة بحت الوجود بالإيجاب؟!
والآية في سورة الزخرف . ۵
(فخبّرت) من التخبير . أخبرته وخبّرته تخبيرا بمعنى .
وقرأ برهان الفضلاء : «خبرت» من باب نصر ، أي سألت وأخذت الخبر ، ثمّ احتمل «خبّرت» من التفعيل .
(في السماء إله) أي مستحقّ العبادة لأهلها، وفي الأرض إله كذلك، وهكذا .
و(القفار) : البراري والصحاري .
(هذه) أي الحجّة .
قال برهان الفضلاء : أي هذه الدقيقة ، أو المعنى هذه آية اُخرى نقلت من المدينة .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«ما اسمك بالكوفة؟» المراد بالاسم هنا ما يشتمل الاسم وما بمنزلته من الصفات التي يطلق على الشيء ويعبّر بها عنه . ۶
وقال بعض المعاصرين : «في السماء إله» أي معبود ؛ لأنّ الجامد العَلَمي لا يتعلّق بالظرف ، فالزمه عليه السلام بما هو أوضح وأقرب إلى فهمه . ۷
أقول : كأنّه توهّم عدم مطابقة الجواب ؛ غفلة عن الجواب المطابق . والمعنى أنّ تسميتك باسمك في مكان لا تكون فيه لا يقتضي كونك فيه ، والمطابقة أتمّ لو كان ورود الجواب عليه وهو لا في البصرة ولا في الكوفة .

1.رجال الكشّي ، ص ۲۷۸ ، الرقم ۴۹۷ .

2.راجع : الملل والنحل ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ .

3.التوحيد ، ص ۳۸۲ ، باب ۶۰ ، ح ۲۹ ؛ عوالي اللآلي ، ج ۱ ، ص ۱۶۶ ، ح ۱۷۵ ؛ المستدرك ، ج ۱۸ ، ص ۱۸۵ ، ح ۲۲۴۵۷ .

4.راجع: الملل والنحل ، ج ۱ ، ص ۲۵۰ . ولم نجد نصّ العبارة فيها .

5.الزخرف (۴۳) : ۸۴ .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۵ .

7.الوافي ، ج ۱ ، ص ۴۰۱ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
292

الحديث العاشر

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَبِي بَصِيرٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّه َ مِنْ شَيْءٍ ، أَوْ فِي شَيْءٍ ، أَوْ عَلى شَيْءٍ ، فَقَدْ كَفَرَ» . قُلْتُ : فَسِّرْ لِي ، قَالَ : «أَعْنِي بِالْحَوَايَةِ مِنَ الشَّيْءِ لَهُ ، أَوْ بِإِمْسَاكٍ لَهُ ، أَوْ مِنْ شَيْءٍ سَبَقَهُ» .

هديّة :

يعني (أعني) بقولي : (من شيء) معنيين : الأوّل : محاطيّته من جهة شيء . والثاني : كونه من شيء سبقه .
وبقولي : (في شيء) تمكّنه في مكان وكونه محصورا به . وبقولي : (على شيء) استقراره على عرشه ، وإمساك عرشه له كالمركب والسفينة كما توهّم المشبّهة .
قال برهان الفضلاء :
يعني أقصد من قولي : «في شيء» محاطيّته بشيء . ومن قولي : «على شيء» محفوظيّته بشيء مركوب له ، ومن قولي «من شيء» مسبوقيّته بشيء .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«بالحواية من الشيء له» تفسير لقوله : «في شيء» .
«أو بإمساك له» تفسير لقوله : «على شيء» .
«أو من شيء سبقه» تفسير لقوله : «من شي» . ۲

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي وقال : وَفِي رِوَايَةٍ أُخْرى :«مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّه َ مِنْ شَيْءٍ ، فَقَدْ جَعَلَهُ مُحْدَثا ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ فِي شَيْءٍ ، فَقَدْ جَعَلَهُ مَحْصُورا ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّهُ عَلى شَيْءٍ ، فَقَدْ جَعَلَهُ مَحْمُولاً» .

هديّة :

(محصورا) أي محاطا محدودا .
(محمولاً) أي كالراكب على مركب أو على سفينة ، فلزم التحيّر والافتقار وغيرهما من أوصاف المخلوق .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وعنه ، عن محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسين بن سعيد ، عن النضر بن سويد» .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۲۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 94207
صفحه از 508
پرینت  ارسال به