315
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
314

هديّة :

قد علم بيانه . والأخبار متلائمة .

الحديث السادس

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ البزنطي ،۱عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَيْلِ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«حَمَلَةُ الْعَرْشِ ـ وَالْعَرْشُ : الْعِلْمُ ـ ثَمَانِيَةٌ : أَرْبَعَةٌ مِنَّا ، وَأَرْبَعَةٌ مِمَّنْ شَاءَ اللّه ُ» .

هديّة :

(والعرش : العلم) ابتدائيّة معترضة بين المبتدأ وخبره ؛ أي العلم الذي أطلع اللّه عليه حججه المعصومين من الأنبياء والرسل والأوصياء . في الحديث عن الكاظم عليه السلام قال : «إذا كان يوم القيامة كان حملة العرش ثمانية : أربعة من الأوّلين : نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ، وأربعة من الآخرين : محمّد وعليّ والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم» . ۲ فلعلّ عليه السلام عبّر عن السبعة عشر بثمانية بعدّة الحسين والمعصومين من ولده عليهم السلام واحدا .
وفي اعتقادات الصدوق رحمه الله :
فأمّا العرش الذي هو جملة الخلق فَحَمَلته أربعة من الملائكة لكلّ واحدٍ منهم ثماني أعين ، كلّ عين طباق الدنيا ، واحد منهم على صورة بني آدم يسترزق اللّه لولد آدم ، والآخر على صورة الثور يسترزق اللّه للبهائم كلّها ، والآخر على صورة الأسد يسترزق اللّه للسباع ، والآخر على صورة الديك يسترزق اللّه للطير كلّها ، فهم اليوم هؤلاء الأربعة ، وإذا كان يوم القيامة صاروا ثمانية .
وأمّا العرش الذي هو العلم فحملته أربعة من الأوّلين وأربعة من الآخرين ؛ فأمّا الأربعة من الأوّلين فنوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام ، وأمّا الأربعة من الآخرين فمحمّد وعليّ والحسن والحسين صلوات اللّه عليهم ، هكذا روى بالأسانيد الصحيحة عن الأئمّة عليهم السلام في العرش وحملته . انتهى كلام الصدوق رحمه الله . ۳
وقول بعض المعاصرين :
ويشبه أن يكون الملائكة كناية عن أرباب الأنواع العقليّة ، وتكون أربعة في جانب البدو والنشأة الاُولى ، وتصير ثمانية في جانب العود والنشأة الاُخرى التي تصير إليها الأنواع بعد تحصيل كمالاتها . ۴
فخروج عن الشرع إلى مسلك الفلسفي والقدري .
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
في هذا الحديث إشارة إلى تفسير قوله تعالى : «وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ»۵ وحملهم العرش فوق الخلائق يوم القيامة عبارة عن رفعهم الأعمال للعرض على كتاب اللّه ، وظاهر بعض الأخبار ـ كما في الصحيفة الكاملة ۶ ـ أنّ بعض حملة العرش من الملائكة ، وبعضها أنّ كلّ واحد من أئمّتنا عليهم السلام داخل في حملة العرش . ۷ فالمراد بثمانية الأصناف لا الأشخاص . ويمكن أن يكون المراد بقوله : «منّا» أهل بيت إبراهيم عليه السلام فهذه الأربعة : إبراهيم وأوصياؤه ، وموسى وأوصياؤه، وعيسى وأوصياؤه ، ومحمّد وأوصياؤه عليهم السلام . وتلك الأربعة : آدم وأوصياؤه ، ونوح وأوصاؤه ، ورضوان بتوابعه ، ومالك بزبانيته .
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه :
«أربعة منّا» : نبيّنا وعليّ والحسن والحسين صلوات اللّه الرحمن عليهم . وفسّرت في بعض الأخبار أربعة منّا بأمير المؤمنين ، وسيّدة نساء العالمين ، والحسنين صلوات اللّه عليهم ؛ والأربعة الثانية بسلمان ، والمقداد ، وعمّار ياسر ، وأبي ذرّ الغفاري رضي اللّه عنهم . ۸

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر» .

2.الوافي ، ج ۱ ، ص ۵۰۳ ؛ ورواه بتفاوت مرسلاً في البحار ، ح ۵۵ ، ص ۲۷ ، ح ۴۳ .

3.الاعتقادات للصدوق ، ص ۴۵ ، باب الاعتقاد في العرش ؛ الوافي ، ج ۱ ، ص ۵۰۳ ـ ۵۰۴ .

4.الوافي ، ج ۱ ، ص ۵۰۴ .

5.الحاقّة (۶۹): ۱۷.

6.الصحيفة الكاملة ، ص ۳۳ ، الدعاء ۳ .

7.تقدّم قبيل هذا .

8.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 95682
صفحه از 508
پرینت  ارسال به