321
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثالث

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الطَّائِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام عَنْ قَوْلِ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَ نَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِى»: كَيْفَ هذَا النَّفْخُ؟ فَقَالَ :«إِنَّ الرُّوحَ مُتَحَرِّكٌ كَالرِّيحِ ، وَإِنَّمَا سُمِّيَ رُوحا لِأَنَّهُ اشْتَقَّ اسْمَهُ مِنَ الرِّيحِ ، وَإِنَّمَا أَخْرَجَهُ عَنْ لَفْظَةِ الرِّيحِ ؛ لِأَنَّ الْأَرْوَاحَ مُجَانِسَ ۲ لِلرِّيحِ ، وَإِنَّمَا أَضَافَهُ إِلى نَفْسِهِ لِأَنَّهُ اصْطَفَاهُ عَلى سَائِرِ الْأَرْوَاحِ ، كَمَا قَالَ لِبَيْتٍ مِنَ الْبُيُوتِ : بَيْتِي ، وَلِرَسُولٍ مِنَ الرُّسُلِ : خَلِيلِي ، وَأَشْبَاهِ ذلِكَ ، وَكُلُّ ذلِكَ مَخْلُوقٌ ، مَصْنُوعٌ ، مُحْدَثٌ ، مَرْبُوبٌ ، مُدَبَّرٌ» .

هديّة :

(عن قول اللّه عزّ وجلّ) في سورة ص . ۳
(كيف هذا النفخ؟) يعني هل هو كنفخ الهواء في جسم ، أو عبارة عن تعلّق مجرّد بمادّي كما قالت الفلاسفة به؟ والجواب صريح في أنّه كالأوّل .
قال برهان الفضلاء :
الروح التي عبّرت الفلاسفة عنها بالنفس الناطقة ليست مجرّدة كما قالت الفلاسفة ، بل جسم لطيف يتحرّك وينتقل كالهواء من مكان إلى مكان .
قال الفاضل الإسترابادي :
الحركة إنّما تصحّ في الروح بمعنى الجسم البخاري الذي يتكوّن من لطافة الأخلاط وبخاريّتها لا في الروح المجرّدة . ۴
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«وإنّما أخرجه على لفظة الريح» لعلّ إخراجه على لفظة الريح عبارة عن التعبير عن إيجاده في البدن بالنفخ فيه ؛ لمناسبة الروح للريح ومجانسته إيّاه . وإنّما أضافه إلى نفسه سبحانه ؛ لأنّه اصطفاه بتقدّسه وتشرّفه على سائر الأرواح ، كما أضاف البيت إلى نفسه ، والخليل إلى نفسه سبحانه للتشرّف والتقدّس ، وكلّ ذلك مخلوق محدث مربوب . فلا يتوهّم أنّه سبحانه له روح به حياته الذاتيّة نفخ منه في آدم وعيسى عليهماالسلام . ۵

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن خالد ، عن القاسم بن عروة» .

2.في الكافي المطبوع: «مجانسة» .

3.ص (۳۸) : ۷۲ ؛ الحجر (۱۵) : ۲۹ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۴ .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۳۵ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
320

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ ثَعْلَبَةَ ، عَنْ حُمْرَانَ ، قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا عَبدِ اللّه عليه السلام۲عَنْ قَوْلِ اللّه ِ عَزَّ وَجَلَّ :«وَرُوحٌ مِّنْهُ»قَالَ :«هِيَ رُوحُ اللّه ِ مَخْلُوقَةٌ ، خَلَقَهَا اللّه ُ فِي آدَمَ وَعِيسى» .

هديّة :

في سورة النساء : «إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللّه ِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌمِنْهُ»۳ . قال برهان الفضلاء :
المراد بـ«الكلمة» مصداق ما وجب دائما من وجوب وجود حجّة معصوم عاقل عن اللّه . وب«الرّوح» مصداق ما به حياة الناس إيمانا ، يعني الأحكام النازلة من السماء .
وقال الفاضل الإسترابادي :
«خلقها اللّه في آدم وعيسى» أي من غير جري العادة ، وخلقها في غيرهما بجري العادة . فهاهنا زيادة اختصاص به تعالى . ۴

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحجّال» .

2.في الكافي المطبوع : «أبا جعفر» .

3.النساء (۴) : ۱۷۱ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۲۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 98832
صفحه از 508
پرینت  ارسال به