335
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ الْحُسَيْنِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ أَبِي حَمْزَةَ ،۱عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ اللّه َ تَبَارَكَ اسْمُهُ ، وَتَعَالى ذِكْرُهُ ، وَجَلَّ ثَنَاؤُهُ وسُبْحَانُهُ وَتَقَدَّسَ وَتَفَرَّدَ وَتَوَحَّدَ ، وَلَمْ يَزَلْ وَلَا يَزَالُ ، وَ «هُوَ الْأَوَّلُ وَالْاخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ» ، فَلَا أَوَّلَ لِأَوَّلِيَّتِهِ ، رَفِيعا فِي أَعْلى عُلُوِّهِ ، شَامِخُ الْأَرْكَانِ ، رَفِيعُ الْبُنْيَانِ ، عَظِيمُ السُّلْطَانِ ، مُنِيفُ الْا لَاءِ ، سَنِيُّ الْعَلْيَاءِ ، الَّذِي يَعْجِزُ الْوَاصِفُونَ عَنْ كُنْهِ صِفَتِهِ ، وَلَا يُطِيقُونَ حَمْلَ مَعْرِفَةِ إِلهِيَّتِهِ ، وَلَا يَحُدُّونَ حُدُودَهُ ؛ لِأَنَّهُ بِالْكَيْفِيَّةِ لَا يُتَنَاهى إِلَيْهِ» .

هديّة :

(إبراهيم) هذا يحتمل الصيقل ، والبصري ، والكرخي .
(تبارك اسمه) بالمعطوفات عليه خبر (إنّ) (وسبحانه) عطف على (ثناؤه) .
وفي بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «سبحانه» بدون العطف ، فنصب على المصدريّة . وفي بعض آخر : «وجلّ ثناءُ سُبُحاتِه» بضمّتين والمثنّاة من فوق ، أي أنوار ربوبيّته التي منها علوم حججه عليهم السلام . وفي العبارة وجوه اُخر .
(وتقدّس) عن جميع ما يحيطه الخواطر .
(وتفرّد) بالقِدَم . (وتوحّد) بالإلهيّة .
(شامخ الأركان) خبر بعد الخبر ، أو لمبتدأ محذوف . و«الشامخ» : العالي جدّا .
و«الإنافة» : الإشراف على الشيء .
و«السّنام» بالمدّ : الضياء ، وبالقصر : الرفعة .
و«العلياء» بالضمّ والمدّ : المكان المشرف على سائر الأمكنة . والمراد علوّه القدر والمنزلة .
(حدوده) أي الشرعيّة ؛ لأنّه علّة لقوله (ولا يطيقون) بل لقوله الذي (يعجز) .
(بالكيفيّة) أي بالعلم بالكيفيّة المعقولة قياسا .
(لا يتناهى) على ما لم يسمّ فاعله ، و(إليه) نايب الفاعل .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«إنّ اللّه تبارك اسمه» أي تقدّس اسمه عن لحوق النقصان ، وتعالى ذكره عن الوصف بما يليق بالإمكان ، وجلّ ثناؤه سبحانه عن إحصاء الألسن وإحاطة الأذهان ، وتقدّس عن الاتّصاف بما هو في بقعة الإمكان ، وتفرّد بقدرته عن مشاركة الأعوان ، وتوحّد بعزّ جلاله عن مجاورة الأمثال واتّخاذ الأزواج والولدان ، وهو بذاته لم يزل ولا يزال لابإحاطة الدهور والأزمان ، وهو الأوّل الذي يُبتدأ منه وجود كلّ موجود ، والآخر الذي ينتهي إليه كلّ معدود ، ۲ والظاهر الغالب على الأشياء والمحيط بها بقدرته وعلمه الشاملة ، والباطن الذي لا يصل إليه ولا يحيط به إدراك الأوهام والعقول الكاملة ، فلا أوّل لأوّليّته لأزليّته .
وقوله : «رفيعا» نصب على الحاليّة أو على المدح .
«في أعلى علوّه» أي في علوّه الأعلى من الوصف والبيان ، والأعلى ۳ من كلّ علوّ يصل إليه ويدركه الأوهام والأذهان ، أو يعبّر عنه بالعبارة واللّسان ، وهو «شامخ الأركان» وطويلها وعاليها، «رفيع البنيان» وهو خالقها وبانيها، «عظيم السلطان» لا يعارض في سلطانه .
«منيف الآلاء» مشرفها على الخلق بالفَيَضان من بحر جوده ، أو زائدها مَن أناف عليه ، أي زاد .
«سنيّ العلياء» : رفيعه . و«العلياء» : السّماء ، ورأس الجبل ، والمكان المرتفع ، وكلّ ما علا من شيء . ولعلّ المراد هنا كلّ مرتفع يليق بأن ينسب إليه .
ثمّ أشار عليه السلام إلى أنّ معرفته سبحانه ليس بالسبيل إلى معرفة كنه صفاته ؛ إذ لا سبيل إلى معرفة كنه صفاته ، كما لا معرفة ۴ إلى معرفة ۵ كنه ذاته بقوله : «الذي يعجز الواصفون عن كنه صفته ، ولا يطيقون حمل معرفة ذاته وصفاته كما يليق بإلهيّته». والعجز مستند إلى قصورهم عن إدراك ما يتعالى عنهم وعن إحاطتهم . «ولا يحدّون حدوده»، ولا يقدرون على تحديده ؛ لأنّهم إنّما يقدرون على التحديد بالكيفيّات وأشباهها، وهو سبحانه متعالٍ عن الكيفيّات والصفات الزائدة عينا . ۶

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن محمّد ، عن صالح بن أبي حمّاد ، عن الحسين بن يزيد ، عن الحسن بن عليّ بن أبي حمزة» .

2.في المصدر : «أمد كلّ معدود» .

3.في المصدر : «أو الأعلى» .

4.كذا في النسخ، وفي المصدر : «لاسبيل» .

5.في «ب» و «ج» : «معرفته» .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۴۵ ـ ۴۴۶ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
334
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 99331
صفحه از 508
پرینت  ارسال به