339
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الرابع

۰.روى في الكافي عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«بَيْنَا أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام يَخْطُبُ عَلى مِنْبَرِ الْكُوفَةِ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ ـ يُقَالُ لَهُ : ذِعْلِبٌ ـ ذُو لِسَانٍ بَلِيغٍ فِي الْخُطَبِ ، شُجَاعُ الْقَلْبِ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، هَلْ رَأَيْتَ رَبَّكَ؟ فَقال : وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، مَا كُنْتُ أَعْبُدُ رَبّا لَمْ أَرَهُ ، فَقَالَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، كَيْفَ رَأَيْتَهُ؟ قَالَ : وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، لَمْ تَرَهُ الْعُيُونُ بِمُشَاهَدَةِ الْأَبْصَارِ ، وَلكِنْ رَأَتْهُ الْقُلُوبُ بِحَقَائِقِ الْاءِيمَانِ ، وَيْلَكَ يَا ذِعْلِبُ ، إِنَّ رَبِّي لَطِيفُ اللَّطَافَةِ لَا يُوصَفُ بِاللُّطْفِ ، عَظِيمُ الْعَظَمَةِ لَا يُوصَفُ بِالْعِظَمِ ، كَبِيرُ الْكِبْرِيَاءِ لَا يُوصَفُ بِالْكِبَرِ ، جَلِيلُ الْجَلَالَةِ لَا يُوصَفُ بِالْغِلَظِ ، قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ ، لَا يُقَالُ : شَيْءٌ قَبْلَهُ ، وَبَعْدَ كُلِّ شَيْءٍ ، لَا يُقَالُ : لَهُ بَعْدٌ ، شَاءَ الْأَشْيَاءَ لَا بِهِمَّةٍ ، دَرَّاكٌ لَا بِخَدِيعَةٍ ، فِي الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا ، غَيْرُ مُتَمَازِجٍ بِهَا ، وَلَا بَائِنٍ مِنْهَا ، ظَاهِرٌ لَا بِتَأْوِيلِ الْمُبَاشَرَةِ ، مُتَجَلٍّ لَا بِاسْتِهْلَالِ رُؤْيَةٍ ، نَاءٍ لَا بِمَسَافَةٍ ، قَرِيبٌ لَا بِمُدَانَاةٍ ، لَطِيفٌ لَا بِتَجَسُّمٍ ، مَوْجُودٌ لَا بَعْدَ عَدَمٍ ، فَاعِلٌ لَا بِاضْطِرَارٍ ، مُقَدِّرٌ لَا بِحَرَكَةٍ ، مُرِيدٌ لَا بِهَمَامَةٍ ، سَمِيعٌ لَا بِآلَةٍ ، بَصِيرٌ لَا بِأَدَاةٍ ، لَا تَحْوِيهِ الْأَمَاكِنُ ، وَلَا تَضَمَّنُهُ الْأَوْقَاتُ ، وَلَا تَحُدُّهُ الصِّفَاتُ ، وَلَا تَأْخُذُهُ السِّنَاتُ ، سَبَقَ الْأَوْقَاتَ كَوْنُهُ ، وَالْعَدَمَ وُجُودُهُ ، وَالِابْتِدَاءَ أَزَلُهُ ، بِتَشْعِيرِهِ الْمَشَاعِرَ عُرِفَ أَنْ لَا مَشْعَرَ لَهُ ، وَبِتَجْهِيرِهِ الْجَوَاهِرَ عُرِفَ أَنْ لَا جَوْهَرَ لَهُ ، وَبِمُضَادَّتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لَا ضِدَّ لَهُ ، وَبِمُقَارَنَتِهِ بَيْنَ الْأَشْيَاءِ عُرِفَ أَنْ لَا قَرِينَ لَهُ ، ضَادَّ النُّورَ بِالظُّلْمَةِ ، وَالْيُبْسَ بِالْبَلَلِ ، وَالْخَشِنَ بِاللَّيِّنِ ، وَالصَّرْدَ بِالْحَرُورِ ، مُؤَلِّفٌ بَيْنَ مُتَعَادِيَاتِهَا ، وَمُفَرِّقٌ بَيْنَ مُتَدَانِيَاتِهَا ، دَالَّةً بِتَفْرِيقِهَا عَلى مُتَفرِّقِهَا ، ۱ وَبِتَأْلِيفِهَا عَلى مُؤلِّفِهَا ، وَذلِكَ قَوْلُ اللّه تبارك وَ تَعَالى : «وَ مِن كُلِّ شَىْ ءٍخَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ» فَفَرَّقَ بَيْنَ قَبْلٍ وَبَعْدٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لَا قَبْلَ لَهُ وَلَا بَعْدَ ، ۲ شَاهِدَةً بِغَرَائِزِهَا أَنْ لَا غَرِيزَةَ لِمُغْرِزِهَا ، مُخْبِرَةً بِتَوْقِيتِهَا أَنْ لَا وَقْتَ لِمُوَقِّتِهَا ، حَجَبَ بَعْضَهَا عَنْ بَعْضٍ ؛ لِيُعْلَمَ أَنْ لَا حِجَابَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ خَلْقِهِ ، كَانَ رَبّا إِذْ لَا مَرْبُوبَ ، وَإِلها إِذْ لَا مَأْلُوهَ ، وَعَالِما إِذْ لَا مَعْلُومَ ، وَسَمِيعا إِذْ لَا مَسْمُوعَ» .

1.في الكافي المطبوع : «مفرّقها» .

2.في الكافي المطبوع : + «له» .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
338

هديّة :

يعني أبا الحسن الرضا عليه السلام عيّنه الصدوق في عيونه . ۱
وقال برهان الفضلاء : يعني الثاني أو الثالث عليهماالسلام .
و«المنصرف» مصدر ميمي بمعنى الانصراف .
(من اتّقى اللّه يتّقى) أي منه ، أو المعنى يحفظ .
(فلطفت) على المتكلّم المعلوم من باب حسن ، أي فعلت تدبيرا لطيفا في الوصول إليه سريعا .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : «فلطفت» أي رفقتُ أو دنوتُ ساعيا في الوصول إليه بتضمين معنى السعي . ۲
وفي بعض النسخ : «فتلطّفت» من التفعّل .
و«السخط» بفتحتين وبالضم : الغضب .
و«القمين» : كالخليق والجدير لفظا ومعنى . و«القمن» كالفَطِن ـ كما في بعض النسخ ـ بمعناه .
(أن تدركه) في تقدير «من أن تدركه» . وكذا (أن تناله) .
(والخطرات) جمع الخطرة ، أي جميع ما يخطر بالخواطر .
(والأبصار) أي أوهام القلوب .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : الإطلاق إشارة إلى شمول الأبصار لأبصار العيون وأبصار الأوهام . ۳
(نأى) من باب منع ، قلبت الياء ألفا ، أي بعُد في قربه ؛ لتعاليه عن أوصاف المخلوقات وتقدّسه عن إحاطة الأوهام والخطرات .
(وقرُب في نأيه) لإحاطته علما بظواهر الموجودات وبواطن الذوات من الأسرار والخفيّات .
قرأ برهان الفضلاء : «كيّف الكيِّف وأيّن الأيّن» كسيّد في المفعولين .
و«المنقطع» اسم مكان .
قال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«منقطع الكيفوفيّة والأينونيّة» يحتمل أن يكون من باب الوصف بحال المتعلّق وعلى صيغة اسم الفاعل ، أي الكيفوفيّة والأينونيّة منقطعة عنه . ويحتمل أن يكون على صيغة اسم المفعول بأن يكون اسم مفعول ، أي هو منقطع فيه وعنده الكيفوفيّة والأينونيّة . أو اسم مكان ، أي مرتبته مرتبة انقطع فيه الكيفوفيّة والأينونيّة .
والتعبير بلفظ الانقطاع ؛ لأنّ الكيف تحديد لحال الشيء بما به ينقطع بعده هذا الحال، كما أنّ الأين تحديد بما به ينقطع بعده حاله بحسب الكمّيّة أو التحيّز ، فهو سبحانه منقطع هذا القطع . ۴

1.لم أجده في عيون أخبار الرضا عليه السلام .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۴۶ .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۴۷ ، ذكره في هامشه نقلاً عن حاشية بعض النسخ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۴۷ ـ ۴۴۸ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 99282
صفحه از 508
پرینت  ارسال به