هديّة :
الظاهر أنّ (ورواه) كلام ثقة الإسلام طاب ثراه .
وقال برهان الفضلاء : «ورواه» إلى قوله : «فيه» كلام عليّ بن محمّد .
و(الدّيانة) بالكسر : الاستكانة والعبوديّة . وتعديته بالباء على تضمين معنى الإيمان به .
قال السيّد الأجلّ النائيني :
«الدِّيانة» : مصدر دان يدين . وفي المصادر : «الديانة» : دين دار كَشتن . ويعدّى بالباء . والمعنى : أوّل التدّين بدين اللّه ـ الذي أمر عباده بالتديّن به والدخول في العبوديّة والتذلّل له كما ينبغي ويليق بكبرياء كماله وعزّ جلاله ـ معرفته سبحانه ، فمن لم يكن ذا معرفة به سبحانه لم يكن ذا دين . ۱
(وكمال معرفته توحيده) دلالة على أنّ المعرفة الفطريّة التي فطر اللّه الناس عليها قبل التوحيد ؛ فإنّ لكلّ أحد علم ـ بإعطاء اللّه ـ بأنّ لهذا النظام العظيم صانع أعظم ومدبّر أعلى .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
المراد بمعرفته العلم بوجوده وإنّيّته وعينيّته بصفات كماله والتقدّس عمّا لا يليق بجبروته وجلاله . ۲
أقول : نعم ، لكن المراد بمعرفته ما قلناه لما قلناه .
(نفي الصفات) أي نفي الزائدة والمعقولة في الأذهان الحادثة .
في بعض النسخ : «بشهادة كلّ صفة» بالباء مكان اللام .
و«التثنية» و«التثنّي» : جعل الشيء قرينا للآخر فتذكير «منه» للمصدر .
وفي بعض النسخ : «الممتنعة من الأزل» .
(فقد عدّه) أي في عداد الممكنات .
(فقد استوصفه) أي بالأوصاف الإمكانيّة والكيفيّات الجسمانيّة .
(فقد حمّله) على المعلوم من التفعيل ، أي زعم أنّ اعتماده على غير قدرته . ونسخة : «فقد جهله» كعلم ، أو على التفعيل ، بمعنى عدّه جاهلاً كأنّها تصحيف .
(فقد أخلى منه) أي إحاطته بالزمان والزمانيّات والمكان والمكانيّات .
و«التنعيت» : توصيف الشيء بالكنه .
قيل : «والمغاياة» : اطّلاع كلّ من الشيئين على كنه الآخر .
وقال برهان الفضلاء :
«المغاياة» : قيام الرجل على رأس الآخر بالسيف على قصد هلاكه ، والمراد هنا الحكم بفناء شيء .
وفي توحيد الصدوق رحمه الله : «ومن قال إلامَ فقد وقّته» . ۳
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«فمن قال : كيف؟ فقد استوصفه» ووصفه بصفة ، «ومن قال : فيما؟ فقد ضمّنه» وجعله مضمّنا محاطا بشيء ، «ومن قال : على ما؟ فقد حمّله» وجعله محمولاً منتهٍ إلى ما يحمله ، «ومَن قال : أين؟ فقد أخلى منه» حيث جعله مخصوصا بأين خاصّ منتهٍ إلى حدّ أينه ، «ومن قال : ما هو؟ فقد نعته» بما يقع في حقّه جواب «ما هو» «ومن قال : إلى ما؟ فقد غاياه» وجعله منتهٍ إلى ما هو ينتهي إليه . ۴
(وخالق إذ لا مخلوق) أي قادر على الخلق قبل الخلق .
قال برهان الفضلاء :
هذا وأمثاله على سبيل المجاز ، يعني كأنّه قبل الخلق ـ لقدرته عليه من غير مانع ـ خالق ، كما أنّ غير الأصمّ عند عدم صوت سميع .
أقول : تمثيله ـ سلّمه اللّه تعالى ـ دلالة على أنّ التجوّز إنّما هو بالنسبة بين الخالق وفعليّة المخلوق ، وهو سبحانه خالق حقيقة دائما ، كما أنّه عالم أزلاً أبدا ، وربّ إذ لا مربوب . وقد سبق أنّ صفات الفعل حدوثها باعتبار النسب والمتعلّقات ، وهي أفعال حادثة لا صفات حقيقيّة .
1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۵۸ .
2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۵۸ .
3.التوحيد ، ص ۵۷ ، باب ۲ ، ح ۱۴ .
4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۶۰ .