هديّة :
«السبيع» كأمير : أبو بطن من همدان . في القاموس : منهم الإمام أبو إسحاق عمرو بن عبداللّه . ومحلّة بالكوفة منسوبة إليهم أيضا . ۱
«عجب» كعلم ، و«تعجّب» بمعنى .
(من حسن صفته) أي وصفه وثنائه .
(وما ذكره) أي ومن حسن ما ذكره ، فعطف تفسير على صفته .
«أمليت» الكتاب و«أمللته» بمعنى أي قرأته .
(لا يموت) ؛ إذ الموت والحياة من مخلوقاته ؛ «خَلَقَ الْمَوْتَ وَ الْحَيَوةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً» . ۲
(عجائبه) أفاعيله ، أي أفعاله العجيبة ؛ لأنّ كلّ يوم من أيّام الدنيا والآخرة .
(مشاركا) يحتمل فتح الراء وكسرها والفتح أولى . والولد مشارك لوالده في شرفه وعزّه .
(هالكا) مفعول ل«الموروث» بمعنى الوارث ؛ إذ الموروث بمعنى الموصول إليه الميراث .
قال السيّد الأجلّ النائيني : «فيكون موروثا هالكا» لهلاك كلّ حادث ، وحدوث كلّ مولود . ۳
(ولم تقع عليه الأوهام) أي بالإحاطة .
(ماثلاً) أي شبيها . شبّهه بالأشباح المدركة بالأذهان .
قال برهان الفضلاء :
وقوع الوهم على شيء عبارة عن تصوّره باسم غير مشتقّ . و«الماثل» : شبيه الشيء في اسم غير مشتقّ .
(حائلاً) أي متغيّرا ، من حال يحول ، إذا تغيّر عن حاله .
وضبط السيّد الأجلّ النائيني : «خايلاً» بالمعجمة . قال :
أي فيكون بعد انتقاله تعالى عن ذلك من مقابلتها وما في حكمها «خايلاً» أي ذا خيال وصورة متمثّلة في المدرك . ۴
وقال برهان الفضلاء : يعني بعد انتقالها عنه ومرور الأيّام متغيّرا عن حال إلى حال .
(نهاية) أي ليس لأوّليّته أوّل ولا لآخريّته آخر ؛ لأزليّته وأبديّته سبحانه .
(لم يسبقه) ؛ إذ الوقت من مخلوقاته .
و«التعاور» : التناوب .
(ولا يوصف) أي لا يقع الجواب بوضعٍ وكيفٍ عن السؤال عن أينه وحقيقته .
(ومكان) ؛ لأنّ الأين والمكان من مخلوقاته وحقيقته لا تدرك لمخلوق .
(بطن من خفيّات الاُمور) أي أخفى من كلّ خفيّ بالعدم السبيل لدركٍ إلى ذاته ، وأظهر من كلّ ظاهر بآثاره وآياته .
(بحدّ) أي بمعرّف لتمام حقيقته أو بعضها .
وضبط السيّد الأجلّ النائيني : «ولا بنغض» بالنون والغين والضاد المعجمتين ، أي ولا بحركة وانتقالٍ من حالٍ إلى حال . ۵
وقال برهان الفضلاء : أي فلم يصفوه باسم غير مشتقّ يكون تمام حقيقته ولا باسم غير مشتق يكون بعض حقيقته .
(ودلّت عليه بآياته) أي اُممهم بآيات ربوبيّته ، وإشارة إلى قوله تعالى في سورة الشعراء : «قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ * قَالَ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا»۶ ، وفي سورة طه : «قَالَ فَمَنْ رَبُّكُمَا يَا مُوسَى * قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى» . ۷
(فلا مدفع لقدرته) حتى يثبتون إيجابه ، أو ينسبون التدبير إلى الطبائع .
(وأقدرهم) : أعطاهم القدرة .
في بعض النسخ ـ كما في توحيد الصدوق رحمه الله ـ : «وعن بيّنة» ۸ مكان «وبمنّه» .
(و للّه الفضل) أي التفضّل والكرم .
(ومعيدا) أي لهم ليوم الحساب .
(افتتح الحمد لنفسه) ناظر إلى قوله : «وللّه الفضل مبدئا» كنظيره إلى قوله : «معيدا» .
وقال السيّد الأجلّ النائيني : «ومعيدا» حيث لطف بهم ومنَّ عليهم بالحجج من النبيّ والوصيّ . ۹
قيل : «افتتح» أي في القرآن .
وقال برهان الفضلاء : أي أبواب عبادة الخلق له تعالى ، بمعنى ترغيبهم إليها بجعله فاتحة الكتاب لازمة لصلاتهم .
(ومحلّ الآخرة) : مصدر ميمي بمعنى الحلول .
وقال برهان الفضلاء : «ومحلّ الآخرة» بفتح الميم وسكون الحاء شدّتها وصعوبتها .
(فقال : «وقُضِىَ بَيْنَهُم» ) في سورة الزمر . ۱۰
في بعض النسخ : «بلا تجسّد» على التفعّل مكان التفعيل . وكذا «بلا تمثّل» .
وقد سبق معنى الاستواء على العرش .
(ينتهى) على ما لم يسمّ فاعله .
(إلى حدّه) : إلى كنهه .
(وكلّت) : عجزت .
و«الطروف» : جمع الطّرف ، وهو تحريك الجَفْن ۱۱ بالنظر .
(بالقهر له) أي بالتسلّط والغلبة ، أو اللام للاختصاص ، والضمير له سبحانه .
(والمشاهد) أي الحاضر .
وقد ذكرت آية «هُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ»۱۲ في الثاني عشر في الباب التاسع عشر .
(من الأشباح كلّها) أي من الأعيان كلّها .
و«اللغوب» : الإعياء والتعب .
و«الإرادة» في (على ما) بمعنى الطلب التكليفي .
(وتمكّن) على المضارع الغائبة بحذف إحدى التائين .
و«المحامد» : جمع محمدة بكسر الميم الثانية ، وتفتح مصدر ميمي بمعنى الحمد .
(كلّها) : مبالغة في التأكيد ؛ للشمول .
و«النّعماء» بالفتح والمدّ: النعمة .
و«المراشد» : جمع المرشد كمنصب ، من الرُّشد بمعنى استواء الطريق واستقامتها .
(فهدى به) مكان «فهدانا» ـ كما يقتضيه السياق ـ دلالة على أنّ الهداية هنا بمعنى إراءة الطريق ، وإشارة إلى قوله تعالى : «إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ»۱۳ ، وإلى أنّ الهداية المنفيّة في هذه الآية بمعنى الاستنقاذ والإيصال إلى المطلوب .
(ومن يعص اللّه ورسوله) أيّ عصيان أفحش؟ وأيّ كفر أغلظ؟ وأيّ عناد أفضح؟ وأيّ قول أقبح؟ وأيّ طريق أهلك من القول بولاية من ادّعى الربوبيّة لنفسه كحلّاج القدريّة وجنيدهم وبسطاميّهم.
(فابخعوا بما يحقّ عليكم) بالمفردة ثمّ المعجمة ثمّ المهملة ؛ أي فبالغوا في أداء ما يجب عليكم .
قال ابن الأثير في نهايته :
فيه: أتاكم أهل اليمن أرقّ قلوبا وأبخع طاعةً ؛ أي أبلغ وأنصح في الطاعة من غيرهم ، كأنّهم بالغوا في بَخْع أنفسهم ، أي قهرها وإذلالها بالطاعة . ۱۴
الجوهري : بخع بالحقّ خضع له وأقرَّ به . ۱۵ ونحوه في القاموس . ۱۶
وضبط برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى : «فأنجعوا» بالنون والجيم والمهملة ، على الأمر من الإفعال . قال : «الإنجاع» : الوصول إلى المطلب . ولم أقف على مأخذه . وفي كتب اللغة : نجع الطعام : هنّأ أكله ، والوعظ فيه : دخل وأثّر . وانتجع : طلب الكلأ في موضعه . ۱۷ فلعلّه قصد لازم المعنى .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«فانجعوا بما يحقّ عليكم » أي فأفلحوا بما يجب عليكم من الأخذ سمعا وطاعةً وإخلاص النصيحة ، وأن لا تغشّ بخدعة وميل إلى الفساد والضلال، «وتناولوا الحقّ بينكم» . ۱۸
و«الموازرة» : المعاونة .
و(المكروهة) هنا بمعنى الممنوعة .
(دوني) قيل: أي من غير مراجعة إليّ في كلّ أمر أمر .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : «دوني» أي عندي وقريبا منّي ، أو قبل الوصول إليّ . ۱۹
وقال برهان الفضلاء : «دوني» أي عندي .
ومن الظالمين السفهاء الشيعة المبتلى بالتصوّف؛ مغترّا بما ترى ظاهرا في الصوفي من العزلة والخضوع والاستكانة ومداومة الذكر والسهر وترك الدنيا وغيرها من الأعمال الحسنة ، والتصوّف كوسخ حديد رُصّع بالجواهر النفيسة، وهو من غوامض أفكار الشيطان في أواخر عمره بعد تفريقه الاُمّة على بضع وسبعين فرقة ، ۲۰ وعلمه بأنّ الناجية منهم لا يتهوّد بوسوسته ولا يتنصّر مثلاً وقلّما تهلك بالمعصية ؛ لمكان الزيارات والشفاعات وانفتاح أبواب التوبة إلى المعاينة .
1.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۶ (سبع) .
2.الملك (۶۷) : ۲ .
3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۶۲ .
4.المصدر .
5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۶۳ .
6.الشعراء (۲۶) : ۲۳ ـ ۲۴ .
7.طه (۲۰) : ۴۹ ـ ۵۰ .
8.التوحيد، ص ۳۲، باب ۲، ح ۱.
9.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۶۴ .
10.الزمر (۳۹) : ۷۵ .
11.«الجَفْن» بفتح الجيم وسكون الفاء : جفن العين وهو غطاؤها من أعلاها ومن أسفلها . مجمع البحرين ، ج ۶ ، ص ۲۲۵ (جفن) .
12.الزخرف (۴۳) : ۸۴ .
13.القصص (۲۸) : ۵۶ .
14.النهاية ، ج ۱ ، ص ۲۵۸ (بخع) .
15.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳ (بخع) .
16.الصحاح، ج ۳، ص ۱۸۳ (بخع).
17.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۸۸ ؛ القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۸۷ (نجع) .
18.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۴۶۶ .
19.المصدر .
20.إشارة إلى حديث الافتراق الذي رواه الخاصّة والعامّة . راجع الوسائل ، ج ۲۷ ، ص ۴۹ ، ح ۳۳۱۸۰ ؛ البحار ، ج ۳۶ ، ص ۳۳۶ ، ح ۱۹۸ ؛ وج ۲۸ ، ص ۲۹ ـ ۳۰ ؛ سنن أبي داود ، ج ۲ ، ص ۶۰۸ ، ح ۴۵۹۷ ؛ سنن ابن ماجه ، ج ۲ ، ص ۱۳۲۲ ، ح ۳۹۹۳ ؛ مسند أحمد ، ج ۳ ، ص ۱۴۵ ، ح ۱۲۵۰۱ ؛ المستدرك للحاكم ، ج ۴ ، ص ۴۷۷ ، ح ۸۳۲۵ .