هديّة :
(في قول اللّه عزّ وجلّ) في سورة الأعراف . ۱
 «الاسم» : العلامة الدالّة على المسمّى ، وظاهر أنّ من أكمل علامات الربوبيّة الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه الدالّ عليه دلالة ظاهرة والهادي إليه هداية باهرة ، فتأويل الآية كما قال عليه السلام ، وللّه الحجج المعصومون فاطلب التقرّب إليه بمعرفتهم عليهم السلام . 
 في بعض النسخ ـ كما ضبط السيّد الأجلّ النائيني ـ : «ونحن واللّه أسماء اللّه الحسنى » وقال : أي الحافظ لها ومظهرها المحيط بمعرفتها .
الحديث الخامس
  ۰.روى في الكافي بإسناده ،۲عَنْ مَرْوَانَ بْنِ صَبَّاحٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام :«إِنَّ اللّه َ خَلَقَنَا ، فَأَحْسَنَ خَلْقَنَا ؛ وَصَوَّرَنَا ، فَأَحْسَنَ صُوَرَنَا ؛ وَجَعَلَنَا عَيْنَهُ فِي عِبَادِهِ ، وَلِسَانَهُ النَّاطِقَ فِي خَلْقِهِ ، وَيَدَهُ الْمَبْسُوطَةَ عَلى عِبَادِهِ بِالرَّأْفَةِ وَالرَّحْمَةِ ، وَوَجْهَهُ الَّذِي يُؤْتى مِنْهُ ، وَبَابَهُ الَّذِي يَدُلُّ عَلَيْهِ ، وَخُزَّانَهُ فِي سَمَائِهِ وَأَرْضِهِ ؛ بِنَا أَثْمَرَتِ الْأَشْجَارُ ، وَأَيْنَعَتِ الثِّمَارُ ، وَجَرَتِ الْأَنْهَارُ ؛ وَبِنَا يَنْزِلُ غَيْثُ السَّمَاءِ ، وَيَنْبُتُ عُشْبُ الْأَرْضِ ؛ وَبِعِبَادَتِنَا عُبِدَ اللّه ُ ، وَلَوْ لا نَحْنُ مَا عُبِدَ اللّه ُ» .
هديّة :
(فأحسن خلقنا) أي من الطينة الطاهرة . فإشارة إلى آية التطهير . ۳
 (وجعلنا عينه في عباده) أي بمنزلة عينه بدلالة خلقنا . 
 و«الوجه» هنا مفسّر صريحا بالجهة والطريق . 
 و«الإثمار» إفعال للصيرورة . وكذا «الإيناع» من «الينع» بتقديم الخاتمة المفتوحة على النون ، وهو نضج الثمر وإدراكه ، أي صار نضيجة . 
 (وينبت) على المعلوم من باب نصر . 
 و«العُشب» بالضمّ وسكون المعجمة : الكلاء الرطب . 
 (وبعبادتنا عبد اللّه ) إمّا بمعنى أنّ حقّ عبادته سبحانه لا يصدر إلّا عن المعصوم ، أو المعنى أنّ بطاعة مفترض الطاعة تقبل العبادة . 
 وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : 
 «وبعبادتنا عبد اللّه » أي بمعرفتنا وعبادتنا التي بها نعرفه ونعبده ونهدي عباده إليها ونعلّمها إيّاهم عُبِد اللّه لا بغيرها عمّا يسمّيها العامّةُ معرفةً وعبادةً ، وهذه المعرفة والعبادة إنّما تكون لمن انتجبه اللّه واختاره لحملها وأفاضها عليه ، وأمر عباده بالأخذ منهم والمراجعة إليهم فيها ؛ لئلّا يضلّوا بإغواء الشيطان . ۴
 واحتمل برهان الفضلاء : «ولولا نحن ما عبد اللّه » على التفعيل المعلوم . 
 فدلالة واضحة على وجوب وجود الإمام ؛ فإنّ الأعلم بالحقائق في هذا النظام صانعها ومدبّرها ألبتّة ، فانحصر الحقّ فيما أخبر به فلابدّ لامتناع الرؤية والمعاشرة الجسمانيّة من واسطة معصوم عاقلٍ عنه تعالى .