هديّة :
بيان بيّن للأمر بين الأمرين بما لا مزيد عليه .
(ما هم صائرون إليه) أي باختيارهم .
(وأمرهم ونهاهم) لعدم علّيّة العلم وتحقّق السبيل إلى الطرفين لمكان الاختيار .
(فما أمرهم) بيانيّة . ووجه الاستثناء محاليّة فاعليّة العبد بدون خالقيّة الربّ ولا خالق سوى اللّه ، ولحكمته الحيلولة أو التخلية توفيقا أو خذلانا .
قال برهان الفضلاء :
الاستثناء ردّ على المعتزلة في تفويضهم الثاني ، وهو صدور الفعل عن العبد بدون إذنه تعالى ، وفي متن الحديث اقتصار للاختصار .
وما نهاهم عنه من شيء فقد جعل لهم السبيل إلى أخذه ؛ وذلك لأنّ تكليف المجبور ليس من أفعال العدل الحكيم .
وقال الفاضل الإسترابادي :
سيجيء في الأحاديث أنّ إذن اللّه مقارن لحدوث الفعل والترك ، فإنّ مصداقه الحيلولة أو التخلية ، والإذن آخر الخصال ، وسيجيء في باب الاستطاعة تفسيره . ۱
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«فما أمرهم به» أي كلّ ما تعلّق به الأمر جُعل للمأمور سبيل إلى تركه بإعطاء القدرة له ، وإمكان المأمور . ۲ ولا منافاة بين إمكانه بالذات قبل الإرادة الحتميّة ووجوبه بالعرض بعدها . والمراد الإمكان قبل الإرادة الحتميّة ، فلا يُقال المأمور به واجب ضروري الوجود عند اجتماع أسباب وجوده ، وممتنع ضروريّ العدم عند عدم اجتماع أسباب وجوده فلا إمكان له .
«ولا يكونون آخذين ولا تاركين إلّا بإذن اللّه » إشارة إلى عدم استقلالهم فيما لهم من الفعل والكفّ والترك . ۳
1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۰ ـ ۱۳۱ .
2.في المصدر : «المأمور به» .
3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۰۳ ـ ۵۰۴ ، بتفاوت كثير .