455
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث السابع

۰.روى في الكافي بإسناده ، عن البرقي ، عَنْ عُثْمَانَ ،۱عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ فِي مَسْجِدِ الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَتَكَلَّمُ بِالْقَدَرِ۲وَالنَّاسُ مُجْتَمِعُونَ ، قَالَ : فَقُلْتُ : يَا هذَا ، أَسْأَلُكَ؟ قَالَ : سَلْ ، قُلْتُ : قد۳يَكُونُ فِي مُلْكِ اللّه ِ تَعَالى مَا لَا يُرِيدُ؟ قَالَ : فَأَطْرَقَ طَوِيلاً ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ ، فَقَالَ : يَا هذَا ، لَئِنْ قُلْتُ : إِنَّهُ يَكُونُ فِي مُلْكِهِ مَا لَا يُرِيدُ ، إِنَّهُ لَمَقْهُورٌ ، وَلَئِنْ قُلْتُ : لَايَكُونُ فِي مُلْكِهِ إِلَا مَا يُرِيدُ ، أَقْرَرْتُ لَكَ بِالْمَعَاصِي ، قَالَ : فَقُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : سَأَلْتُ هذَا الْقَدَرِيَّ ، فَكَانَ مِنْ جَوَابِهِ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ :«لِنَفْسِهِ نَظَرَ ، أَمَا لَوْ قَالَ غَيْرَ مَا قَالَ ، لَهَلَكَ» .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عدّة من أصحابنا ، عن أحمد بن أبي عبد اللّه ، عن عثمان بن عيسى» .

2.في الكافي المطبوع : «بالقدر» .

3.في الكافي المطبوع : - «قد» .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
454

الحديث السادس

۰.روى في الكافي بإسناده ، عن العبيدي ، عَنْ يُونُسَ ،۱عَنْ حَفْصِ بْنِ قُرْطٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«قَالَ رَسُولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله : مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللّه َ يَأْمُرُ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّه ِ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ بِغَيْرِ مَشِيئَةِ اللّه ِ ، فَقَدْ أَخْرَجَ اللّه َ مِنْ سُلْطَانِهِ ؛ وَمَنْ زَعَمَ أَنَّ الْمَعَاصِيَ بِغَيْرِ قُوَّةِ اللّه ِ ، فَقَدْ كَذَبَ عَلَى اللّه ِ ؛ وَمَنْ كَذَبَ عَلَى اللّه ِ ، أَدْخَلَهُ اللّه ُ النَّارَ» .

هديّة :

الفقرة الاُولى ردّ على الأشاعرة ، والثانية ردّ على الصوفيّة القدريّة ـ وقد عرفت مقالتهم في هديّة الثاني في الباب الثامن والعشرين ـ والثالثة ردّ على المفوّضة .
قال الفاضل الإسترابادي بخطّه :
«ومَنْ زعم أنّ المعاصي بغير قوّة اللّه » ردّ على الأشاعرة ؛ حيث زعموا أنّ المعاصي فعل اللّه لا بقوّة خلقها . ۲
قال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
في هذا الحديث ردّ على عدّة فِرَق: أوّلها : الذين قالوا في آية سورة النساء : «أَطِيعُوا اللّه َ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ»۳ : إنّ من كان حكمه في المختلف فيه بالظنّ والرأي هو داخل في اُولي الأمر واللّه سبحانه أمر بطاعته .
وحاصل الردّ أنّه تعالى قال في سورة البقرة : «وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ * إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللّه ِ مَا لَا تَعْلَمُونَ»۴ ، وفي سورة الأعراف : «إِنَّ اللّه َ لَا يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ»۵ ، وفي سورة النحل : «وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْىِ»۶ .
وثانيتها : المصوّبة ؛ حيث قالوا : يحصل العلم بالحسن والقبح بدون إرادة اللّه والوحي إلى الرسول ، أو التابعون لزنادقة الفلاسفة ؛ حيث قالوا : إنّ الحوادث مثل الصحّة والمرض ليست بمشيّة اللّه وقدرته ، أو الّذين يقولون باستقلال العبد في القدرة على الفعل والترك وعدم فعله في تحت مشيئة اللّه وإرادته وقَدَره وقضائه .
وحاصل الردّ : أنّه تعالى قال في سورة الكهف : «وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَدا»۷ ، وفي سورة الأنبياء : «وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً»۸ ، وفي سورة الدهر : «وَمَا تَشَاءُونَ إِلَا أَنْ يَشَاءَ اللّه ُ»۹ ، فكيف يكون الخير والشرّ بدون مشيئة اللّه سبحانه .
وثالثتها : القائلون بالتفويض الثاني للمعتزلة ؛ حيث لم يثبتوا الإذن في الخصال السبع ، أو القائلون بالجبر ، بعدم إثباتهم قدرة العبد على الفعل والترك ، أو القائلون بعدم كون السعادة والشقاء بخلق اللّه تعالى .

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد بن عيسى ، عن يونس بن عبد الرحمن» .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۱ .

3.النساء (۴) : ۵۹ .

4.البقرة (۲) : ۱۶۸ ـ ۱۶۹ .

5.الأعراف (۷) : ۲۸ .

6.النحل (۱۶) : ۹۰ .

7.الكهف (۱۸) : ۲۶ .

8.الأنبياء (۲۱) : ۳۵ .

9.الإنسان (۷۶) : ۳۰ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100992
صفحه از 508
پرینت  ارسال به