457
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثامن

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ أَبِي طَالِبٍ الْقُمِّيِّ ، عَنْ رَجُلٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :قُلْتُ : أَجَبَرَ اللّه ُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ : «لَا» . قال : قُلْتُ : فَفَوَّضَ إِلَيْهِمُ الْأَمْرَ؟ قَالَ : «لَا» . قَالَ : قُلْتُ : فَمَا ذَا؟ قَالَ : «لُطْفٌ مِنْ رَبِّكَ بَيْنَ ذلِكَ» .

هديّة :

«الهمزة» للاستفهام . و(جبر) كنصر ، أو «أجبر» من باب الإفعال ، وظاهر السياق الاستفهام .
(لطف) أي أمرٌ لطيف دقيق جدّا ، وعند فهيمه أوسع ممّا بين السماء والأرض . وقد سبق بيانه وتصوير نظير مصداقه ببيان الحاء صعود القائم على المنحدر إلى القائم على المرتفع بأنّه إمّا باستقلال هذا أو ذاك ، وإمّا بقوّة ذاك على الغالبيّة توفيقا أو خذلانا ، ومدخليّة قوّة هذا على المغلوبيّة كذلك .
قال برهان الفضلاء :
ظاهر هذا الجواب أنّ المراد بالجبر جبر المخطّئة ، وبالتفويض تفويض المصوّبة ، وباللّطف الإمام المعصوم المفترض الطاعة العالِم بجميع الأحكام .
ويحتمل أن يكون المراد بالجبر والتفويض أعمّ ممّا ذكر ، وباللّطف الدقّة ، فيشتمل الإمام المعصوم أيضا .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«لطف من ربّك بين ذلك » لعلّ المراد باللّطف هنا إعطاء القدرة للعبد على ما يشاء من الفعل والترك ، وجعله عاملاً بإرادته ـ الواقعة تحت إرادة اللّه ـ بالمأمور به ، والكفّ عن المنهيّ عنه ، وتقريبه من الطاعة بالأمر ، وتبعيده عن المعصية بالنهي . ۲
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه :
«لطف من ربّك» هذا نظير قوله تعالى : «قُلْ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي» ؛ ۳ فإنّ المقامات الصعبة يقتضي الاكتفاء بالإجمال وترك التفصيل . وسمعت اُستاذي رئيس المحدّثين ميرزا محمّد الإسترابادي رحمه الله ومدّ ظلّه يقول : «لطف من ربّك» أي التكليف والأمر والنهي ، كما سيجيء . ۴

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن يحيى ، عن أحمد بن محمّد ، عن محمّد بن الحسن زعلان» .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۰۵ .

3.الإسراء (۱۷) : ۸۵ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۱ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
456

هديّة :

في بعض النسخ : «يتكلّم في القدر » وضبط برهان الفضلاء كالأكثر ، وقال : يعني بالتفويض الأوّل للمعتزلة . وفسّر «الملك» بالمملكة ، فكأنّه احتمل ضمّ الميم وكسرها . و«نظر» بفكر ، وصرّح بأنّ اللام في «لك» للانتفاع ؛ يعني عن غيرك فأكون مقرّا بخلاف مذهبي ، وأنّ «أما» للتنبيه .
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه :
«لنفسه نظر » أي احتاط . «لهلك» لأنّه كان يزعم أنّ إرادة اللّه إنّما يكون بطريق الحتم ؛ لقوله تعالى : «إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ»۱ . ۲
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«أقررت لك بالمعاصي» أي أمكنتك لفعلها ؛ إذ كلّ معصيته بإرادة . ۳ أو المراد أنّه أقررت لك بأنّ المعاصي بإرادته . «لنفسه نظر» أي رقّ ورحم لنفسه وأعانها «لو قال غير ما قال لهلك» . ۴
أقول : (رجل يتكلّم بالقدر) أي بنسبة التقادير والتدابير إلى الحقائق والماهيّات ، وإفاضة الوجود حسب إلى الربّ تعالى ، كما صرّح به بعض المعاصرين في كتابه ۵ وحكيناه لك مرارا .
(لنفسه نظر) أي من تأمّل ولم يحكم في مثله برأيه فنفع نفسه ، وإلّا فهلك أسوء الهلاك كالقدريّة لعنهم اللّه .

1.يس (۳۶) : ۸۰ .

2.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۱ .

3.في المصدر : «معصية بإرادته» .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۰۴ ـ ۵۰۵ .

5.الوافي، ج ۱، ص ۵۲۹ ـ ۵۳۰.

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100904
صفحه از 508
پرینت  ارسال به