47
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث الثاني

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ۱
، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَسَنِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ صَالِحٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَعِيدٍ ، قَالَ : سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِي عليه السلام : يَجُوزُ أَنْ يُقَالَ لِلّهِ عزّوجلّ : إِنَّهُ شَيْءٌ؟ قَالَ :
«نَعَمْ ، يُخْرِجُهُ مِنَ الْحَدَّيْنِ : حَدِّ التَّعْطِيلِ ، وَحَدِّ التَّشْبِيهِ» .

هديّة :

(محمّد بن إسماعيل) هو البرمكي ، صاحب الصومعة، عيّنه الصدوق رحمه الله في سند هذا الحديث في كتاب التوحيد ۲ .
والمضاف في (حدّ التعطيل) يحتمل الحالات الثلاث . و«التعطيل» عبارة عن زعم الملحد في الصانع ب«ليس» . وقيل : أو عبارة عن إيجاب المؤثّر ، فردٌّ على الفلاسفة القائلين به ، وبأنّ الواحد من جميع الجهات لا يصدر عنه إلّا الواحد ، وبانتساب جميع الأفاعيل سوى الأثر الأوّل إلى العقل الفعّال عاشر العشرة عندهم ، وإلى المؤثّر الأوّل بواسطة تلك الأعوان ، وبتعطيله بالذات عن سوى الأثر الأوّل ، قال اللّه تعالى في المائدة : «وَقَالَتْ الْيَهُودُ يَدُ اللّه ِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ۳» .
ونفي التشبيه ، عبارة عن القطع بأنّ كلّ ما يخطر بالبال ويقع عليه الوهم ليس عينه ولا مثله .
وقال برهان الفضلاء بعد ضبطه يخرجه على الغيبة :
«التعطيل» هنا بمعنى عدّ الشخص خاليا عن الزينة «عطلت المرأة» كعلم ، و«تعطّلت» : إذا لم يكن عليها حُليّ، فهي عاطل . والمراد تخليته تعالى عن الصفات الكماليّة المختصّة المسمّاة بالنعوت . قال : يعني قال عليه السلام : نعم القول بأنّه شيء معيّن موجود في الخارج ، لا أنّه هو نفس الشيئيّة فيكون من الاُمور الاعتباريّة الخالية عن الصفات الكماليّة ، يخرجه من تعطيله عن تلك الصفات . وكذا القول بأنّه شيء لا كالأشياء ، يخرجه عن التشبيه ، وهو كونه متّحدا مع الممكنات ذاتا ومتغايرا بالاعتبار كما قالت الصوفيّة .
وقال السيّد الأجلّ النائيني ميرزا رفيعا رحمه الله :
أي يجوز أن يُقال للّه عزّ وجلّ : إنّه شيء ، ويجب أن يخرجه القائل من الحدّين . والمراد من التعطيل : الخروج عن الوجود ، وعن الصفات الكماليّة والفعليّة والإضافيّة ؛ وبالتشبيه : الاتّصاف بصفات الممكن ، والاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات . ۴
وقال الفاضل الإسترابادي : أي لا تقل: إنّه لا شيء ، ولا تقل : إنّه شيء كالنور أو كالشمس أو كالظلّ أو كغير ذلك من الماهيّات التي أدركناها . ۵
وقال بعض المعاصرين :
لمّا دلّ السؤال على أنّ السائل نفى التشبيهَ عن اللّه جلّ جلاله أجاب عليه السلام بقوله : «تخرجه من الحدّين» وإلّا فإطلاق الشيء عليه إخراج له من حدّ التعطيل فقط ، فينبغي أن يُقال : شيء لا كالأشياء . ۶
أقول : بناءً على توجيه برهان الفضلاء ـ سلّمه اللّه تعالى ـ بل لمّا دلّ السؤال على جواز إطلاق الشيء عليه تبارك وتعالى بالاشتراك المعنوي قال عليه السلام : نعم ، القول بأنّه شيء لا كالأشياء يخرجه من الحدّين .

1.في الكافي المطبوع : «محمّد بن أبي عبداللّه ، عن محمّد بن إسماعيل» .

2.التوحيد ، ص ۱۰۷ ، باب أنه تبارك و تعالى شيء ، ح ۷ .

3.المائدة (۵) : ۶۴ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۲۷۱ ـ ۲۷۲ .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۰۷ .

6.الوافي ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
46
  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 99419
صفحه از 508
پرینت  ارسال به