461
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

هديّة :

بيانه كنظائره .
«حصره» كنصر : جعله في حصار وضيّق عليه .
قال برهان الفضلاء : «لم يحصرهم» أي لم يجعلهم محصورا في حصار الأمر والنهي بالتكليف .
وقال الفاضل الإسترابادي :
«لم يحصرهم » يعني الحكمة التي اقتضت حصرهم بالأمر والنهي يأبى عن التفويض ، وهو قول المعتزلة ؛ حيث قالوا : العباد ما شاؤوا صنعوا . ۱
في بعض النسخ ـ كما ضبط برهان الفضلاء ـ : «إلى الأرض» مكان «والأرض » . وفي بعض آخر : «ممّا بين السماء» بميمين مكان «ما بين السماء» .

الحديث الثاني عشر

۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ سَهْلٍ ، عَنْ البزنْطي ،۲قَالَ : قُلْتُ لِأَبِي الْحَسَنِ الرِّضَا عليه السلام : إِنَّ بَعْضَ أَصْحَابِنَا يَقُولُ بِالْجَبْرِ ، وَبَعْضَهُمْ يَقُولُ بِالِاسْتِطَاعَةِ ، قَالَ : فَقَالَ عليه السلام لِي :«اكْتُبْ : بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ ، قَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ عليهماالسلام : قَالَ اللّه ُ عَزَّ وَجَلَّ : يَا ابْنَ آدَمَ ، بِمَشِيئَتِي كُنْتَ أَنْتَ الَّذِي تَشَاءُ ، وَبِقُوَّتِي أَدَّيْتَ إِلَيَّ فَرَائِضِي ، وَبِنِعْمَتِي قَوِيتَ عَلى مَعْصِيَتِي ؛ جَعَلْتُكَ سَمِيعا بَصِيرا «مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللّه ِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ» ، وَذلِكَ أَنِّي أَوْلى بِحَسَنَاتِكَ مِنْكَ ، وَأَنْتَ أَوْلى بِسَيِّئَاتِكَ مِنِّي ، وَذلِكَ أَنِّي لَا أُسْأَلُ عَمَّا أَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ ، قَدْ نَظَمْتُ لَكَ كُلَّ شَيْءٍ تُرِيدُ» .

1.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۲ .

2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن أبي عبد اللّه وغيره ، عن سهل بن زياد ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر» .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
460

هديّة :

قيل فيها : (الحقّ) مبتدأ وخبر مقدّم ، و(التي بينهما) مبتدأ آخر .
وقال برهان الفضلاء سلّمه اللّه تعالى :
«منزلة» مبتدأ ، و«بينهما» نعت له ، وجملة «فيها الحقّ» خبر ، و«التي» مبتدأ آخر ، و«بينهما» صلة الموصول ، وجملة «لا يعلمها» بتمامها خبر .
والمراد ب«العالم» : الحجّة المعصوم العاقل عن اللّه تعالى . وب«المتعلّم» : شيعته العاقل عنه .
واحتمال أن يكون المراد بالعالم : مطلق العاقل عن اللّه تعالى فيشمل الملائكة ۱ ، وب«المتعلّم» : مطلق العاقل عن العاقل ۲ عن اللّه فيشمل المحدّث مثل سلمان وسفراء الصاحب عليه السلام ، كما ترى .
قال الفاضل الإسترابادي رحمه الله :
المراد من «العالم» أصحاب العصمة عليهم السلام على وفق ما مضى في الأحاديث السابقة «نحن العلماء وشيعتنا المتعلِّمون ۳ » . ۴
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
التي بينهما لا يعلمها إلّا العالم ، أو من علّمها إيّاه العالم » وذلك لدقّتها وغموضها وعروض الشبه فيها ، فلا يقدر على تحقيقها والعلم بها على ما ينبغي إلّا العالم ، أو من علّمه العالم ، فالقادر على تحقيقها والعالم بها إمّا من خصّه اللّه بإفاضة العلوم عليه ، أو من وفّقه للتعلّم والأخذ عنه . ۵

الحديث الحادي عشر

۰.روى في الكافي بهذا الإسناد ،۶عَنْ يُونُسَ ، عَنْ عِدَّةٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ : قَالَ لَهُرَجُلٌ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، أَجْبَرَ اللّه ُ الْعِبَادَ عَلَى الْمَعَاصِي؟ قَالَ :۷«أَعْدَلُ مِنْ أَنْ يُجْبِرَهُمْ عَلَى الْمَعَاصِي ، ثُمَّ يُعَذِّبَهُمْ عَلَيْهَا» . فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَفَوَّضَ اللّه ُ إِلَى الْعِبَادِ؟ قَالَ : فَقَالَ :«لَوْ فَوَّضَ إِلَيْهِمْ ، لَمْ يَحْصُرْهُمْ بِالْأَمْرِ وَالنَّهْيِ» .
فَقَالَ لَهُ : جُعِلْتُ فِدَاكَ ، فَبَيْنَهُمَا مَنْزِلَةٌ؟ قَالَ : فَقَالَ : «نَعَمْ ، أَوْسَعُ ما ۸ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ» .

1.في «ب» و «ج» : - «فيشمل الملائكة» .

2.في «ب» و «ج» : شيعته العاقل» مكان : «مطلق العاقل عن العاقل» .

3.الكافي ، ج ۱ ، ص ۳۴ ، باب أصناف الناس ، ح ۴ .

4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۱ .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۰۶ .

6.يعني : «عليّ بن إبراهيم ، عن محمّد» .

7.في الكافي المطبوع : «فقال : اللّه » .

8.في الكافي المطبوع : «ممّا» .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100853
صفحه از 508
پرینت  ارسال به