475
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
474

هديّة :

(النيلي) : نسبة إلى النّيل ، بكسر النون ، شطّ معروف ، وقرية من قرى الكوفة ، ومدينة بين بغداد وواسط .
(إذا فعلوا الفعل) أي بإذن اللّه توفيقا أو خذلانا .
(كانوا مستطيعين) أي بالاستطاعة الكاملة المؤثّرة بإذن اللّه التي جعلها اللّه فيهم بتمام أسبابها .
(قال : الآلة) بتقدير «منها الآلة» أو «الآلة منها» . ولا مانع من احتمال قصد الخصوص أو العموم ؛ لاحتمال الذّكر على التمثيل .
و(الزّنى) يمدّ ويقصر .
في بعض النسخ : «حين الزّنى» مكان «حين زنى» أي بالخذلان والتخلية .
(ولو أنّه ترك الزّنا) بالتوفيق والحيلولة .
(قليل ولا كثير) أي من الاستطاعة التامّة المؤثّرة بإذن اللّه .
(بالحجّة البالغة) أي بمخالفة الأمر أو النهي بعد إتمام الحجّة بالإخبار والتنبيه وعدا ووعيدا من المبشّر المعصوم والنّذير المعلوم ، وبعد جعله مختارا بخلق أسباب الاختيار فيه وآلات الاستطاعة التي من شأنها الفعل والترك بإذن اللّه عزّ وجلّ . ونِعْمَ ما قيل في هذا المعنى بالفارسيّة :
ترا تيشه دادم كه هيزم شكنندادم كه ديوار مسجد بكن
(ولاأرادة إرادة حتم الكفر من أحد) أي ليست إرادة إكراه وإجبار على خلاف ما علم صدوره من العبد باختياره إذا كان مخلّى السِرب ، فقد يكون إرادة حتم بالمعنى في غير مثل الكفر لحكمة ومصلحة عائدة نفعها إلى العبد ، بل أراد إرادة موافقة لإرادة العبد باختياره لعلمه بما يريد المكلّف باختياره من الطرفين .
(وهم) أي الكفّار .
وضبط بعض المعاصرين : «إنّما هي إرادة اختبار» ۱ بالمفردة ، وهو تصحيف سَمِج لا يناسب المقام بوجه .
قال برهان الفضلاء :
قد عرفت أنّ الاستطاعة وسعة تامّة في الجملة، لتأثيرها بعد الإذن بالمدخليّة لا بالاستقلال، وهي تحصل للقدرة المخلوقة بحصول الأسباب والآلات والأعوان .
«قليل ولا كثير» ردّ على المعتزلة ؛ حيث قالوا : تكون الاستطاعة في الحال للفعل في ثاني الحال .
و«الحجّة البالغة» الكتب المنزَّلة والرُّسل والأوصياء .
والمراد ب«الآلة» المركّبة فيهم» : ما يشمل حالتهم التي يصيرون بها مستعدّين . «للاستطاعة» أي القدرة المتّسعة بالاتّساع الذي عرفت .
«إلى شيء من الخير» أي الطاعة .
«وليست إرادة حتم» أي جبر وإكراه ، بل إنّما هي إرادة مجامعة لقدرة العبد واختياره ، أي ولإرادته باختياره .
وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله :
«بالحجّة البالغة والآلة التي ركّبها فيهم» من الأمر والنهي والإقدار على الفعل والترك ، والقوى والجوارح الصائرة إليه بإرادته ، وإن كان إعطاء وجود الفعل على وفق إرادة العبد من اللّه سبحانه وإفاضة الوجود منه سبحانه عليه بمشيّته وإرادته وقَدَره وقضائه . ۲
إنّ اللّه لم يجبر أحدا على معصيته» ؛ لصدورها عنه بقدرته وإرادته .
«ولا أراد ـ إرادة حتم ـ الكفر من أحد» حتّى يقع الكفر بلا مدخليّة إرادة العبد ، إنّما أراد وقوع الكفر عند إرادة العبد إيّاه بها ۳ وبقدرته ، فيتعلّق هذه الإرادة منه سبحانه بالعَرَض بالكفر وتحقّقه ، فحين كفر بإرادته كان في إرادة اللّه أن يكفر ، وهم في إرادة اللّه في ۴ علمه أن لا يصيروا إلى شيء من الخير بإرادتهم .
«أراد منهم أن يكفروا» أي شاء منهم أن يكفروا ، وذلك مقصوده منهم .
ولمّا كان هذا الكلام ۵ إنّما نشأ من توهّمه من قوله : «كان في إرادة اللّه أن يكفروا» أنّ الكفر مراده ومطلوبه منهم . أجاب عليه السلام : «ليس كذا أقول» ولم يكن مرادي من قولي هذا ، ولكن المراد من قولي وما أقوله أنّ اللّه أراد وقوع مرادهم ، وعلم أنّ إرادتهم يتعلّق بالكفر ، فتعلّق إرادته بكفرهم من حيث تعلّق إرادته بوقوع ما يريدون ، ومن حيث علمه بتعلّق إرادتهم به ، وهذا لا يستلزم كون الكفر مقصوده ومطلوبه منهم ؛ فإنّ دخوله في القصد بالعرض لا بالذات ، وتعلّق الإرادة بالكفر بالعرض ليست موجبة للفعل إيجابا يخرجه عن الاختيار ؛ لأنّ هذا التعلّق من جهة إرادتهم واختيارهم ، وما يتعلّق بشيء من جهة الإرادة والاختيار لا يخرجه عن الاختيار . ۶

1.الوافي ، ج ۱ ، ص ۵۴۹ .

2.في المصدر : «وقضائه وقدره» .

3.في المصدر : «وبها» .

4.في المصدر : «وفي» .

5.في المصدر : + «من السائل» .

6.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۱۰ ـ ۵۱۱ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 96135
صفحه از 508
پرینت  ارسال به