الحديث الثالث
۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ ثَعْلَبَةَ بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَّارِ : عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام فِي قَوْلِ اللّه ِ تبارك وتعالى :«وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمَام بَعْدَ إِذْ هَدَلـهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ»، قَالَ :«حَتّى يُعَرِّفَهُمْ مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُسْخِطُهُ» . وَقَالَ : «فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَ تَقْوَلـهَا» ، قَالَ : «بَيَّنَ لَهَا مَا تَأْتِي وَمَا تَتْرُكُ» .
وَقَالَ : «إِنَّا هَدَيْنَـهُ السَّبِيلَ إِمَّا شَاكِرًا وَ إِمَّا كَفُورًا» ، قَالَ : «عَرَّفْنَاهُ ، إِمَّا آخِذٌ وَإِمَّا تَارِكٌ» .
وَعَنْ قَوْلِهِ : «وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدَى» ، قَالَ : «عَرَّفْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَى الْهُدى وَهُمْ يَعْرِفُونَ» .
وَفِي رِوَايَةٍ : «بَيَّنَّا لَهُمْ» .
هديّة :
الآية الاُولى في سورة التوبة ، ۲ والثانية في سورة الشمس ، ۳ والثالثة في سورة الإنسان ۴ والرابعة في سورة فصّلت . ۵
(وقال) في الموضعين بتقدير «القول» أي وقلت ، وقال اللّه .
(وعن قوله) بتقدير «السؤال» أي وسألت .
(وفي رواية) كلام ثقة الإسلام ـ طاب ثراه ـ يعني (بيّنا لهم) مكان «عرّفناهم» .
وهذه الآيات البيّنات بيّنات لما بيّناه في هديّة سابقة .
قال برهان الفضلاء :
«ليضلّ» أي ليتركهم في الحيرة والضلالة بعد إذ هداهم بالرُّسل والكتب حتّى يتبيّن لهم بمحكمات الكتاب ما يتّقون من إنكار الربوبيّة بالحكم بالرأي في المختلف فيه .
«حتّى يعرّفهم ما يرضيه » أي افتراض طاعة الإمام الحقّ الذي يرضيه طاعة الناس إيّاه .
«وما يسخطه» أي اقتفاء الإمام الباطل الذي يسخطه اقتفاء الناس إيّاه .
«وقال » عبارة ثعلبة ، والمستتر للحمزة . يعني وقرأ حمزة هذه الآية من سورة والشمس ، وكذا «وقال : «إِنَّا هَدَيْنَاهُ السَّبِيلَ»۶ » . «وعن قوله» أي وسأل حمزة الإمام عليه السلام عن قوله تعالى في سورة فصّلت .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«حتّى يعرّفهم ما يرضيه وما يسخطه » هذا القول وما بعده ممّا قاله عليه السلام دالّ على أنّ التعريف فيما يرضيه ويسخطه ، وفيما ينبغي الإتيان به وما ينبغي تركه ، وفيما هو سبيل الخير من اللّه سبحانه . ۷