485
الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2

الحديث السادس

۰.روى في الكافي وقال : وَبِهذَا الْاءِسْنَادِ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ سَعْدَانَ رَفَعَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«إِنَّ اللّه َ ـ عزّوجلّ ـ لَمْ يُنْعِمْ عَلى عَبْدٍ نِعْمَةً إِلَا وَقَدْ أَلْزَمَهُ فِيهَا الْحُجَّةَ مِنَ اللّه ِ ، فَمَنْ مَنَّ اللّه ُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ قَوِيّا ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ الْقِيَامُ بِمَا كَلَّفَهُ ، وَاحْتِمَالُ مَنْ هُوَ دُونَهُ مِمَّنْ هُوَ أَضْعَفُ مِنْهُ ؛ وَمَنْ مَنَّ اللّه ُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ مُوَسَّعا عَلَيْهِ ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ مَالُهُ ، ثُمَّ تَعَاهُدُهُ الْفُقَرَاءَ بَعْدُ بِنَوَافِلِهِ ؛ وَمَنْ مَنَّ اللّه ُ عَلَيْهِ فَجَعَلَهُ شَرِيفا فِي بَيْتِهِ ، جَمِيلاً فِي صُورَتِهِ ، فَحُجَّتُهُ عَلَيْهِ أَنْ يَحْمَدَ اللّه َ عَلى ذلِكَ ، وَلَا ۱ يَتَطَاوَلَ عَلى غَيْرِهِ ؛ فَيَمْنَعَ حُقُوقَ الضُّعَفَاءِ لِحَالِ شَرَفِهِ وَجَمَالِهِ» .

هديّة :

«الفاء» في (فمن منّ اللّه عليه) للبيان .
(فجعله قويّا) بسلطنة أو رئاسة أو قوّة بدنيّة .
(بما كلّفه) من العدل في الرعيّة والإنصاف من نفسه فيمن هو دونه ، ورفع الظلم عن المظلوم ، والجهاد ، والحجّ ، والأمر بالمعروف ، والنهي عن المنكر ، وغير ذلك من الاُمور المكلّف بها ، كاحتمال مؤونة الأهل والعيال ، ومواساة الإخوان بحسن البِشر والمال وحسن المعاشرة ، وصلة الأرحام ، وحسن الجوار ، وتعاهد الفقراء للأغنياء ، والإتيان بحقوق الضعفاء ، وترك التطاول والتكبّر للشرفاء إلّا على من تكبّر لا على المتكبّر . وفي الحديث «تِهْ على التّاه حتّى نسى تيهه» . ۲
و(بعد) بعد (ثمّ) تأكيد وإشارة إلى ترتيب مراتب الإنفاق كما يجيء في كتاب المعيشة إن شاء اللّه تعالى .
و«النوافل» : الزوائد .
(في بيته) : في قومه .
(جميلاً في صورته) أي مزيّنا بلباس التجمّل في ظاهره ، كتزيّنه بنور الإيمان في سيرته وصورته .
قال برهان الفضلاء : ذكر «بعد» مع «ثمّ» للمبالغة في أنّ المال إن لم يكن من الحلال لا يجوز إتيانه الفقراء بل يجب ردّه على المالك .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«فحجّته عليه القيام بما كلّفه» أي ما يحتجّ به عليه بعد التعريف قوّة القيام بما كلّف به ، أو المحتجّ له القيام بالمكلّف به . وهذا أظهر وأوفق بما بعده من جعل التعاهد للفقراء بنوافل ماله والحمد على شرفه وجماله ، وعدم التطاول على غيره من الحجّة . وحينئذٍ ينبغي حمل قوله : «فحجّته عليه ماله» على أنّ المحتجّ له إصلاح ماله وصرفه في مصارفه ، وحفظه عن التضييع والإسراف فيه . ۳

1.. في الكافي المطبوع : «وأن لا» .

2.لم أجد هذا الحديث في المجاميع الحديثية للعامّة والخاصّة .

3.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۱۴ .


الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
484

الحديث الخامس

۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ حَمَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ الْأَعْلى ، قَالَ :
قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام : أَصْلَحَكَ اللّه ُ ، هَلْ جُعِلَ فِي النَّاسِ أَدَاةٌ يَنَالُونَ بِهَا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ : فَقَالَ :
«لَا» . قُلْتُ : فَهَلْ كُلِّفُوا الْمَعْرِفَةَ؟ قَالَ : «لَا ، عَلَى اللّه ِ الْبَيَانُ «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَاوُسْعَهَا» وَ «لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَا مَآ ءَاتَـلـهَا» » .
قَالَ : وَسَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ عزّوجلّ : «وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمام بَعْدَ إِذْ هَدَلـهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ» قَالَ : «حَتّى يُعَرِّفَهُمْ مَا يُرْضِيهِ وَمَا يُسْخِطُهُ» .

هديّة :

(أداة ينالون بها المعرفة) أي من عند أنفسهم من غير احتياجهم إلى بيان المعصوم وتعريفه في حصول المعرفة الدينيّة بدءً ، كما في حصول المعرفة الفطريّة .
(فهل كلّفوا المعرفة؟) أي من قبل البيان والتعريف بحجّة معصوم عاقل عن اللّه تعالى .
والآية الاُولى في سورة البقرة . ۲
و«الوسع»: الطاقّة ؛ أي الاستطاعة ، وهي سعة القدرة على ما مرّ بيانه في بابها .
والثانية في سورة الطلاق . ۳
والثالثة في سورة التوبة . ۴
قال برهان الفضلاء :
«أداة» أي آلة ينالون بها معرفة الربوبيّة والرسالة والإمامة ، كما جعل فيهم آلة الصلاة والزكاة .
«فهل كلّفوا المعرفة؟» كما زعمت الجهميّة والمرجئة .
«إِلَا مَآ ءَاتَـلـهَا» أي إلّا إنفاق مال أعطاه اللّه إيّاها .
وقال السيّد الأجلّ النائيني :
«لا يكلّف اللّه نفسا إلّا وسعها» فيه إشارة إلى أنّ المعرفة بكمالها لا قدرة للعبد على تحصيلها بإرادته ، وأنّ تكليف غير المقدور قبيح وغير واقع .
«لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَا مَآ ءَاتَـلـهَا» معرفتها . ۵

1.السند في الكافي المطبوع هكذا : «وبهذا الإسناد ، عن يونس» .

2.البقرة (۲) : ۲۸۶ .

3.الطلاق (۶۵) : ۷ .

4.التوبة (۹) : ۱۱۵ .

5.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۵۱۴ .

  • نام منبع :
    الهدايا لشيعة ائمة الهدي ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : الدرایتی، محمد حسین ؛ القیصریه ها، غلام حسین
    تعداد جلد :
    2
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 95568
صفحه از 508
پرینت  ارسال به