الباب الثالث والثلاثون : بَاب ۱
وفيه كما في الكافي حديث واحد :
الحديث الأوّل
۰.روى في الكافي بإسناده ، عَنْ ابْنِ أَسْبَاطٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ دُرُسْتَ ،۲عَمَّنْ حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّه ِ عليه السلام ، قَالَ :«سِتَّةُ أَشْيَاءَ لَيْسَ لِلْعِبَادِ فِيهَا صُنْعٌ : الْمَعْرِفَةُ ، وَالْجَهْلُ ، وَالرِّضَا ، وَالْغَضَبُ ، وَالنَّوْمُ ، وَالْيَقَظَةُ» .
هديّة :
لعلّ ثقة الإسلام أفرد هذا الحديث مع مناسبته أحاديث الباب السابق للإشارة إلى غرابته وندرته ، فالتقدير : «باب نادر» . وفي تعقيب الباب بسابقه إشارة إلى المناسبة .
قيل : ذكر العدد ليس للحصر ؛ إذ ورد في الحديث أيضا أنّ الستّة : «الفقر ، والغنى ، والمرض ، والصحّة ، والنوم ، واليقظة» . ۳ وتكلّف التوجيه بما يدخل به غير المذكور هنا في المذكور بعيد جدّا .
وقال برهان الفضلاء :
إنّما لم يعنون هذا الباب ؛ لكونه شبيها بأنّه من تتمّة سابقه ، والفرق أنّ الكلام في سابقه في لزوم الحجّة في معرفة الربوبيّة والرسالة والإمامة على اُولي الألباب ، وهنا في عدم لزوم الحجّة في المذكورات على المستضعفين .
والمراد ب «المعرفة» : معرفة الربوبيّة والرسالة والوصاية . وب «الجهل» : جهل المذكورات . وب «الرِّضا» : رضى مخلوق عن مخلوق . وب «الغضب» : غضب مخلوق على مخلوق . والمراد أنّ الجاهل الواقعي بالربوبيّة والرسالة والوصاية معذور . انتهى .
وفي بيانه تأمّل بليغ .
وقال الفاضل الإسترابادي بخطّه : قوله عليه السلام : «المعرفة والجهل» يعني الجهل المركّب ؛ أي الصورة الإدراكيّة الغير المطابقة للواقع . ۴
فيه أيضا تأمّل .
1.في الكافي المطبوع : «باب اختلاف الحجّة على عباده» .
2.السند في الكافي المطبوع هكذا : «محمّد بن أبي عبد اللّه ، عن سهل بن زياد ، عن عليّ بن أسباط ، عن الحسين بن زيد ، عن درست بن أبي منصور» .
3.راجع التوحيد ، ص ۳۰۰ ، باب اثبات حدوث العالم ، ح ۷ ؛ البحار ، ج ۵ ، ص ۹۵ ، ح ۱۷ .
4.الحاشية على اُصول الكافي ، ص ۱۳۵ .