الحديث الثاني
  ۰.روى في الكافي بإسناده ،۱عَنْ عَلِيِّ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ قَيْسِ بْنِ سِمْعَانَ بْنِ أَبِي رُبَيْحَةَ مَوْلى رَسُولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، قَالَ : سُئِلَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عليه السلام : بِمَ عَرَفْتَ رَبَّكَ؟ قَالَ :«بِمَا عَرَّفَنِي نَفْسَهُ» . قِيلَ : وَكَيْفَ عَرَّفَكَ نَفْسَهُ؟ قَالَ : «لَا يُشْبِهُهُ صُورَةٌ ، وَلَا يُحَسُّ بِالْحَوَاسِّ ، وَلَا يُقَاسُ بِالنَّاسِ ، قَرِيبٌ فِي بُعْدِهِ ، بَعِيدٌ فِي قُرْبِهِ ، فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلَا يُقَالُ : شَيْءٌ فَوْقَهُ ، أَمَامَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَلَا يُقَالُ : لَهُ أَمَامٌ ، دَاخِلٌ فِي الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْءٍ دَاخِلٍ فِي شَيْءٍ ، وَخَارِجٌ مِنَ الْأَشْيَاءِ لَا كَشَيْءٍ خَارِجٍ مِنْ شَيْءٍ ، سُبْحَانَ مَنْ هُوَ هكَذَا وَلَا هكَذَا غَيْرُهُ ، وَلِكُلِّ شَيْءٍ مُبْتَدَأٌ» .
هديّة :
(سمعان) بالفتح ويكسر . ضبط العلّامة الحلّي في إيضاحه : «سمعان بن أبي رُبَيْحة» ۲ مصغّرة بالراء والمفردة والمهملة . وفي بعض النسخ : «أبي ربيعة» مكبّرة بالعين المهملة . وضبطه برهان الفضلاء وجماعة : «أبي زيحة» بفتح الزاي وسكون الخاتمة والمهملة . 
 (قال : لا يشبهه صورة) يعني علّمني بالإرسال والإخبار أنّه نفى عنه حدّ التشبيه ، وأنّه  عزّ وجلّ كذا وكذا ، ولا يقاس بالناس في شيء أصلاً . فليس النسبة كنسبة الروح إلى البدن ، أو الأب إلى الابن ، أو الحال إلى المحلّ ، أو الفحل إلى الاُنثى ؛ فإنّ إضافته أيضا إلى خلقه منفردة عن سائر الإضافات . 
 (قريب في بُعده) بالإحاطة الخاصّة الممتازة . 
 (بعيدٌ في قربه) بالمباينة الكلّيّة (فوق كلٍّ) بالقدرة والغلبة . 
 (أمام كلّ) بالأوّليّة المنفردة . 
 (لا كشيء داخل) يعني قربه عين بُعده ، وفوقيّته عين أماميّته ، وهي عين دخوله في الأشياء ، وهو عين خروجه منها . 
 قيل : «ولكلّ شيء مبتدأ» حاليّة يعني وكيف يكون مثله شيء وهو لكلّ شيء مبتدأ ولا مبتدأ له . 
 وقال برهان الفضلاء : هذه كبرى البرهان ، يعني فلمعرفته أيضا مبتدأ لا يتمّ إلّا بإخبار المعصوم . 
 وقال بعض المعاصرين : 
 يعني يقع الابتداء به وبأثره من حيث هو أثره ، كلّما ينظر إلى شيء . ۳
 تقييده بالحيثيّة على زعمه زخرفة لستر سرّه الذي انكشف من مزخرفاتهم بالنثر والنظم في المجامع والأسواق لصبيان اللّاعين أيضا . 
 وقال السيّد الأجلّ النائيني رحمه الله : أي لا واجب غيره . ۴
 أقول : أي لا قديم غيره . ووجه الفرق هو الأولويّة .