281
البضاعة المزجاة المجلد الأول

ويحتمل أن يقرأ: «اطّهار» بتشديد الطاء المهملة، والإضافة حينئذ إلى الفاعل.قال الفيروزآبادي: «التطهّر: التنزّه والكفّ عن الإثم، واطّهر ، أصله تطهّر تطهّراً، اُدغمت التاء في الطاء، واجتلبت ألف الوصل» ۱ انتهى.أي تطهّر اللسان وتنزّهه عن الكذب والغيبة والسبّ والفضول من القول .
وأمّا كونه من باب الإفعال بمعنى التطهير، والإضافة إلى المفعول ـ كما قيل ـ فليس متعارفاً شايعاً في كتب اللغة.(وإفشاء السلام) مبتدئاً ومجيباً .
والأوّل أفضل على البرّ والفاجر، والوضيع والشريف، والعبد والحرّ، والصغير والكبير، إلّا ما أخرجه الدليل كالشاعر وشارب الخمر ۲ مثلاً.في القاموس: «فشا خبره: انتشر وأفشاه». ۳
(إيّاك والخديعة؛ فإنّها من خُلُق اللئيم) .في القاموس: «خدعه ـ كمنعه ـ خدعاً، ويكسر: ختله، وأراد به المكروه من حيث لا يعلم، والاسم: الخديعة». ۴ وقيل: المراد باللئيم هنا الجاهل باللّه واليوم الآخر المائل إلى الدنيا، وأمّا الكريم فإنّه يستنفك منها ، ويعدّها عيباً جدّاً. ۵ (ليس كلّ طالب يُصيب) .
والمراد ترك الحرص في الاُمور الدنيويّة، والتنفير عن طلب حطامها؛ فإنّه ليس كلّ ما يطلب يدرك ؛ إمّا لفقد أسبابها، أو لوجود مانع منها.ووجه التنفير ظاهر؛ فإنّ غاية الكدّ والتعب في تحصيل الشيء مع عدم الإصابة أمر ۶

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۵ .

2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۷۹ (طهر) .

3.في الحاشية: «واليهود والنصارى وغيرهم من أرباب الملل الباطلة ، ولو بدؤوا بالسلام ، فقل : عليك ، أو سلام ، كما دلّت عليه الروايات، وفي بعضها جواز السلام عليهم عند الحاجة إليهم إلّا أنّه لا ينفعهم . صالح» شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۵ .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۷۴ (فشو) .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۶ (خدع) .

6.كذا ، والنسخة غير مقروّة هنا .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
280

(يا أيّها الناس، كفر النعمة لُؤم) .اللؤم ، بالضمّ مهموزاً: ضدّ الكرم، واللئيم: دنيّ الأصل ، الشحيح النفس . واللَّوم ، بالفتح بغير همز: العذل والملامة.
والعبارة تحتملهما، ولعلّ الأوّل أنسب، والحمل للمبالغة .(وصحبة الجاهل شُؤم) .
الشؤم بالضمّ: ضدّ اليمن، وقد يخفّف الهمزة.وقيل: فسّر عليه السلام الجاهل في بعض كلامه بأنّه من لا يضع الأشياء مواضعها . ۱
وقيل: هو من لا يعرف أحوال الموت وما بعده من سعادة الآخرة وشقاوتها، وإنّما يعرف الدنيا وما فيها، ولا خفاء في أنّ صحبته شؤم مطلقاً، سواء كان جهله مركّباً أو بسيطاً؛ لأنّ طبعه لئيم، وذهنه عقيم، وفعله سقيم، وقوله أليم.وكلّ ذلك علّة مسرية إلى الجليس، وإن كان ذا عقل شريف، وطبع لطيف، ففي صحبته مضارّ غير معدودة، وفي تركها منافع غير محدودة. ۲ (إنّ من الكرم لين الكلام) عند محاورات الناس ومعاملاتهم، وله تأثير تامّ في حسن المعاشرة وميل القلوب.
ولعلّ المراد بالكلام ما يعمّ العبارة والإشارة.والكرم محرّكة: ضدّ اللؤم. وقيل: يطلق على الكرامة وسعة الخلق والخير والفضل والشرف والجود والعزّة والصفح والعظمة والتنزّه عن مخالفة الربّ. ۳ (ومن العبادة إظهار اللسان) .
في كثير من النسخ: «إظهار» بالظاء المعجمة ، والإضافة حينئذ إلى الفاعل، أو إلى المفعول.والمراد إظهار ما يصدر عن اللسان من الحمد والشكر والشهادة والإقرار بالذنب والمواعظ والنصائح ولين الكلام، أو الغلبة بالحجّة في إثبات الحقّ وإظهاره، والتكلّم عن عشيرته حيث عجزوا عن الكلام.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۴ .

2.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۴ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۳۵ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 106933
صفحه از 630
پرینت  ارسال به