419
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وأمّا المسلم ففيه تفصيل في كتب الفروع .
والبَذل: العطاء، أعمّ من أن يكون بالعقد، أو بغيره بالاُجرة أو بغيرها .
(ورأيت المَلاهي قد ظهرت) .
اللَّهو: اللّعب ، والملاهي: آلاته كالدفّ والزِّمار والطنبور وأمثالها .
وقيل : قد تُطلق الملاهي على أنواع اللّهو . ۱
(يُمَرُّ بها) على بناء المجهول، أو المعلوم، وفاعله المارّ المفهوم من السياق، أو «أحد» على سبيل التنازع .
(لا يمنعها أحد أحداً، ولا يجترئ) من الجرأة (أحد على منعها) أي منع تلك الملاهي، والمقصود صاحبها .
(ورأيت الشريف) .
الشرف: العلوّ، والمكان العالي، والمَجْد، وعلوّ الحسب . والمراد بالشريف هنا المؤمن، أو العالم منه، أو الصالح، أو العابد .
(يستذلّه الذي يُخاف سلطانه) .
في القاموس: «استذلّه: رآه ذليلاً» ۲ . وفي الصحاح: «أذلّه، واستذلّه بمعنى» . ۳
الموصول فاعل «يستذلّه» ، و«يخاف» على بناء المجهول ، و«سلطانه» قائم مقام فاعله ، وضميره للموصول. أو على بناء المعلوم ، والمستتر فيه راجع إلى «الشريف»، و«سلطانه» مفعوله، والضمير المجرور للموصول أيضاً ، وفيه احتمال آخر يظهر لمن تأمّل ، وهو أن يكون «يخاف» على بناء الفاعل ، وفاعله المستتر راجع إلى الموصول ، و«سلطانه» مفعوله ، وضميره راجع إلى «الشريف» .
(ورأيت أقرب الناس) أي أعزّهم وأكرمهم .
(من الولاة) أي حكّام الجور .
(من يمتدح) على صيغة المجهول، أو المعلوم ، وقد سبق مثله .
(بشتمنا أهل البيت) . الشتم: السبّ .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۳۰۰ .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۷۹ (ذلل) .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۷۰۲ (ذلل) .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
418

(ورأيت الرجل يُعيَّر على إتيان النساء) أي يوبّخ ويُلام على مباشرتهنّ، ويُمدح على إتيان الرجال . و«يعيّر» على صيغة المجهول، وكونه على المعلوم احتمال لكن يحتاج إلى تقدير مفعول ؛ أي يُعيِّر غيرَه .
(ورأيت الرجل يأكل من كسب امرأته من الفجور) ؛ هو الانبعاث في المعاصي والزنا .
(يعلم ذلك ويُقيم عليه) أي يُصرّ على الأكل من ذلك الكسب مع علمه به .
(ورأيت المرأة تقهر زوجها) أي تغلبه على ما أرادته .
(وتعمل ما لا يشتهى) من الزنا وغيره ممّا ينهى عنه .
(وتنفق على زوجها) ؛ ليرضى على ما تفعله .
(ورأيت الرجل يُكري امرأته وجاريته) .
في القاموس: «الكِروة والكِرا، بكسرهما: اُجرة المستأجر، كاراه مكاراة وكِراء واكتراه، وأكراني دابَّته» . ۱
قيل : إن اُريد به إكراء البضع، فهو والرضا به والأكل منه حرام ، وإن اُريد به إكراء العمل فهو من خلاف المروّة الذي لا يرضى به أهل الدين والشرف . ۲
(ويرضى بالدنيّ من الطعام والشراب) .
لعلّ دنائته باعتبار كونه من الكسب الحرام، أو الرضا بالدنيّ الحقير منهما للبخل من الزائد .
(ورأيت الأيمان باللّه ـ عزّ وجلّ ـ كثيرة على الزور) .
الأيمان: جمع اليمين، بمعنى القَسَم، وهو إذا كان كاذباً وإن كان حراماً مطلقاً، إلّا أنّ الإكثار منه أقبح وأشنع .
(ورأيت القمار قد ظهر) .
القِمار ـ بالكسر ـ والمقامرة: المراهنة المُحرَّمة .
(ورأيت الشراب يُباع ظاهراً ليس له مانع) يمنعه .
والشراب، بالفتح: ما يشرب ، والمراد هنا الأشربة المسكرة والمحرّمة .
(ورأيت النساء) أي المسلمات منهنّ (يَبذلن أنفسهنّ لأهل الكفر) يعني من ليس بمسلم ،

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۸۲ (كري) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۹۹ و۳۰۰ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 112247
صفحه از 630
پرینت  ارسال به