141
البضاعة المزجاة المجلد الأول

عليكم ، ولا يتوقّع منهم العدل والإنصاف فيكم، فيلزم عليكم التقيّة منهم ، وعدم اظهار ما يخالف مذهبهم عندهم ، وعدم الالتجاء بهم مهما أمكن .(فأعرفوا منزلتكم فيما بينكم وبين أهل الباطل) .
في القاموس : «المنزلة : موضع النزول والدرجة» ۱ أي وجب عليكم معرفة درجتكم الرفيعة بين الناس. قيل : هي الإيمان باللّه ، وبما يليق به، وبالرسول وما جاء به ، وبالولاية ومن اتّصف بها، وإظهار اُصول الدين وأحكامه على أهلها ، والاتّصاف بآدابه وأخلاقه ، والامتثال بأوامره ونواهيه ليحصل لكم التميز بينها ۲ وبين منزلة أهل الباطل، والتمكّن من التحرّز عنها . ۳
(فإنّه لا ينبغي لأهل الحقّ أن يُنزلوا أنفسهم منزلة أهل الباطل) .كأنّه بيان وتفصيل لمعرفة المنزلة .
وقيل : إنّه دليل عليها ، وقال : انطباق الدليل عليها ظاهر ؛ لأنّ أهل الحقّ ينبغي أن يكونوا مع الحقّ، فلا ينبغي لهم الاتّصاف بالباطل كأهله .قال : وهنا احتمال آخر ، وهو أنّه يجب عليكم معرفة منزلتكم فيما بينكم ، وهي ما ذكر ، ومنزلتكم فيما بين أهل الباطل ، وهي حسن المعاشرة معهم ظاهراً ، والتقيّة منهم للاحتراز من ضررهم إلّا أنّ في انطباق الدليل المذكور عليه خفاء إلّا أن يراد بأهل الباطل في الدليل أعمّ من أهل الخلاف وتارك التقيّة ؛ لأنّ تاركها أيضاً في باطل . ۴ (لأنّ اللّه لم يجعل أهل الحقّ عنده بمنزلة أهل الباطل) .
هذا دليل لقوله : «لا ينبغي» ، وبيان لشرافة منزلة أهل الحقّ ، وخساسة منزلة أهل الباطل عنده تعالى ؛ لأنّ منزل أهل الحقّ جنّات النعيم ، ومنزل أهل الباطل نيران الجحيم .وقوله : (أ لم تعرفوا ۵ وجه قول اللّه في كتابه) أي جهته وسبيله المقصود منه . والاستفهام للتنبيه والتقرير . وفي بعض النسخ : «يعرفوا» بالياء .

1.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۵۶ (نزل) .

2.في الحاشية: «أي بين الاُمور المذكورة».

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۵ .

4.في كلتا الطبعتين والمتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «ألم يعرفوا» .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
140

قال الجوهري :رفع البعير في السير ، أي بالغ فيه ، ورفعته أنا ، يتعدّى ولا يتعدّى، وقوله تعالى : «وَفُرُشٍ مَرْفُوعَةٍ» ، ۱ قالوا : مقرّبة لهم ، ومن ذلك رفعته إلى السلطان ، ومصدره : الرُفعان ۲ . انتهى .ويحتمل كونه من الرفع خلاف الوضع ، فيكون كناية عن التشهير والإفشاء بين الناس .
وقيل : يحتمل أن يكون المراد أنّكم إن علّمتموهم شيئاً يجعلونه حجّة عليكم في المناظرة . ۳ (وجهدوا) .
في بعض النسخ : «وجاهدوا» .(على هلاككم) بقدر الإمكان .
وفي بعض النسخ : «على إهلاككم» .(واستقبلوكم بما تَكرهون) من الأقوال الغليظة والأفعال الكريهة .
(ولم يكن لكم النَّصفَ) .في بعض النسخ: «النصفة» .
(منهم في دُوَل ۴ الفجّار) .النَصَف والنَصَفة محرّكتين : الإنصاف والعدل ، وكذلك النِصف بالكسر .
وقال الجوهري :الدولة في الحرب ، أن تداول إحدى الفئتين على الاُخرى ، والجمع : الدول . والدولة ـ بالضمّ ـ في المال ؛ يقال : صار الفيء دُولة بينهم يتداولونه ، يكون مرّة لهذا ومرّة لهذا ، والجمع: دُولات ودُول . ۵ أقول : حاصل المعنى أنّكم إذا ترافعتم إلى حكّامهم ، أو القيام إلى أحد منهم يجورون

1.الواقعة (۵۶): ۳۴.

2.الصحاح ، ج ۳ ، ص ۱۲۲۱ (رفع) .

3.قاله العلّامة المجلسي رحمه الله في مرآة العقول ، ج ۲۵ ، ص ۲۵ .

4.في الحاشية: «الدولة: انقلاب الزمان ، والعقبة من المال، ويضمّ، أو الضمّ فيه ، والفتح في الحرب، أو هما سواء، أو الضمّ في الآخرة والفتح في الدنيا، يجمع دول مثلّثة. كذا في القاموس» . القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۳۷۷ (دول) .

5.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۶۹۹ (دول) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 111061
صفحه از 630
پرینت  ارسال به