منهم ، ويجوز أن يكون تكريرا للإنكار الأوّل باعتبار وصفين آخرين يمنعان التسوية . ۱
(أكرموا أنفسكم عن أهل الباطل) .
في القاموس : «أكرمه وكرّمه : عظّمه ونزّهه» . ۲ ولعلّ هذا الكلام استئناف ، ولذلك ترك العاطف ، كأنّهم قالوا : إذا وجب علينا النزول في منزلتنا ، والفرار من منزلتهم ، فكيف نضع إذا كنّا معهم ؟ ! فأجاب بما ذكر ، يعني عظّموا أنفسكم ، وشرّفوها عن ظلم أهل الباطل وجورهم بالموافقة في العمل تقيّة منهم .(ولا ۳ تجعلوا اللّه ـ تبارك وتعالى ـ «وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى» ۴ ) .
الواو للحال . وقال البيضاوي في تفسير قوله تعالى : «وَلَهُ الْمَثَلُ الْأَعْلى» : «هو الوجوب الذاتي ، والغنى المطلق ، والجود الفائق ، والنزاهة عن صفات المخلوقين» ۵ . انتهى .وقيل : المثل الأعلى : الشرف الأعلى من جميع الوجوه . ۶
وفي القاموس : «المَثَل محرّكة : الحديث والحجّة والصفة ، ومنه «مَثَلُ الْجَنَّةُ الَّتِي»۷ » . ۸ وقوله : (وإمامَكم ودينكم) معطوفان على اللّه .
(الذي تَدينون به) .قال الجوهري : «الدين : الطاعة ، ودان له ، أي أطاعه ، ومنه الدين ، والجمع : الأديان . يقال : دان بكذا ديانة ، وتديّن به» . ۹ وقوله : (عُرضه لأهل الباطل) مفعول الثاني لقوله : «لاتجعلوا» .
قال الفيروزآبادي : «العُرضة بالضمّ : الهمّة ، وحيلة في المصارعة ، وهو عُرضة للناس : لا يزالون يقعون فيه ، وجعلتُه عُرضة لكذا : نصبتُه له» ۱۰ انتهى .
1.تفسير البيضاوي ، ج ۵ ، ص ۴۴ (مع اختلاف يسير) .
2.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۷۰ (كرم) .
3.هذا ، وفي كلتا الطبعتين والمتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «فلا» .
4.الروم (۳۰) : ۲۷ .
5.تفسير البيضاوي ، ج ۳ ، ص ۴۰۵ .
6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۶ .
7.الرعد (۱۳) : ۳۵ ؛ محمّد (۴۷) : ۱۵ .
8.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۴۸ (مثل) .
9.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۱۱۹ (دين) مع التلخيص .
10.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۳۵ (عرض) .