149
البضاعة المزجاة المجلد الأول

وقيل : يمكن الفرق بينهما بأنّ الوقار سكون النفس في مقتضى القوّة الشهويّة ،والسكينة سكونها في مقتضى القوّة الغضبيّة ، ويؤيّده أنّ المحقّق الطوسي عدّ الأوّل من أنواع العفّة الحاصلة باعتدال القوّة الاُولى ، وعدّ الثاني من أنواع الشجاعة الحاصلة باعتدال القوّة الثانية . ۱ وقد مرّ الفرق بينهما بوجه آخر في أوائل الرسالة .
(وتخشّعُه) .التخشّع : تكلّف الخشوع . في القاموس : «الخشوع : الخضوع ، أو هو في البدن والخشوع في الصوت والبصر ، والسكون ، والتذلّل» . ۲ انتهى .وقيل : إنّما أضاف الثلاثة إلى الإسلام ؛ لأنّها من أعظم ما يقتضيه الإسلام ، ولها فوائد جمّة ، وإن كان الكلّ كذلك ، ثمّ الخضوع والخشوع والتواضع متقاربة في المعنى .ويمكن الفرق بينها بأنّ لينة القلب من حيث إنّها توجب الخوف والخشية والعمل خشوع، ومن حيث إنّها توجب الانكسار والافتقار خضوع ، ومن حيث إنّها توجب انحطاط الرتبة عن الغير وتعظيمه تواضع . ۳ (وورع) كورث، أي كفّ .
(عن محارم اللّه، واجتنب مَساخطه) .قيل : هذا من آثار الحياء ، والحياء من آثار اللينة ؛ لأنّ الليّن ينفعل قلبه سريعاً عن إرادة المحارم والمساخط، فيكفّ نفسه عنها خوفاً من اللوم ، وذلك الانفعال هو الحياء ، والكفّ هو الورع . ۴ (ورزقه اللّه مودّة الناس) .
من إضافة المصدر إلى المفعول ، أو إلى الفاعل .والمودّة : الحبّ . ولعلّ المراد بالناس من يجوز التودّد إليه ، وإن أمكن تعميمه على الاحتمال الثاني .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۸ و۱۷۹ .

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۱۸ (خشع) .

3.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۹ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
148

(عافاه اللّه من الكبر أن يدخله) .الكبر بالكسر : الرفعة في الشرف والعظمة والتجبّر .
وقيل : المراد هنا أن يعتقد العبد أنّه أعظم من غيره ، وليس لأحد حقّ عليه . ۱ (والجبريّة) عطف على الكبر ، وهي بالفتح وسكون الباء . وقيل : بكسرها وكسر الجيم أيضاً بمعنى التكبّر ، فهي كالتأكيد لسابقها ، أو يراد بها إظهار آثار الكبر بالأقوال والأفعال .(فلانَت عَريكته) .
قال الجوهري : «العريكة : الطبيعة ، وفلان ليّن العريكة ، إذا كان سَلِساً ، ويقال : لانت عريكته ، إذا انكسرت نخوته» . ۲ انتهى .وقيل : دلّ التفريع كالتجربة على أنّ حصول اللينة متوقّف على زوال الكبر ؛ إذ المتّصف به خشن فظّ غليظ القلب ، وهذه الاُمور تنافي اللينة ، فلعدمه مَدخل في حصولها ، ويتّبعها كثير من الفضائل . ۳ (وحَسُن خُلُقه) .
الخلق ، بالضمّ وبضمّتين : السجيّة ، والطبع ، والمروّة ، والدين . وعرّفه بعضهم بأنّه صفة يحصل من الاعتدال بين الإفراط والتفريط في القوّة العقليّة والشهويّة والغضبيّة ، ويُعرف ذلك بمخالطة الناس بالجميل والتودّد والصلة والصدق واللطف والمبرّة وحسن الصحبة والمراعاة والمواساة والرفق والحلم والاحتمال لهم والإشفاق عليهم ، وبالجملة هو تابع لاستقامة جميع الأعضاء الظاهرة والباطنة . ۴ (وطَلُق وجهُه) .
في القاموس : «طَلُق ككرم ، وهو طلق الوجه ـ مثلّثة ـ وككتف ، وأمير : ضاحكة مشرقة» . ۵ (وصار عليه وَقار الإسلام وسكينته) .
الوَقار بالفتح : الرزانة . والسَّكينة والسِّكّينة ـ بالكسر ـ مشدّدة : الطمأنينة ، وما يسكن إليه .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۸ .

2.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۵۹۹ (عرك) .

3.القائل هو المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۷۸ .

4.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۵۸ (طلق) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 110881
صفحه از 630
پرینت  ارسال به