157
البضاعة المزجاة المجلد الأول

والسلامة والأمراض ونحوها ، وبالثانية ما يتعلّق بالمال كضيق العيش وسعته ، ولا يخفى أنّ في الرخاء والسرّاء أيضاً ابتلاء لكثرة ما يطلب فيهما . ۱ (مثلَ الذي أعطاهم) من الصبر والتوفيق .
وضمير الجمع للأنبياء وأتباعهم، وعائد الموصول محذوف .وقوله : (مُماظّة أهل الباطل) إلى قوله : (وحلمهم) .
يقال : ماظظتُه مُماظّة ومُماظّاً ، أي شاردته ونازعته ، وماظظت الخصم ، أي لازمته .والهَدي بفتح الهاء ـ وقد يكسر ـ وسكون الدال : الطريقة والسيرة .
ويحتمل كونه هذا بضمّ الهاء وفتح الدال بمعنى الدلالة والرشاد، من قبيل إضافة المصدر إلى فاعله بحذف المفعول، أو بالعكس . ۲ والوَقار بالفتح : الرزانة ، وعرّفوه بأنّه سكون النفس باللّه ، وعدم اضطرابها لشيء ممّا سواه ، وهو في الحقيقة يتحقّق بالاعتدال في القوّة العقليّة والشهويّة والغضبيّة .والسكينة : طمأنينة الأعضاء ، وهي ثمرة الوقار .
والحلم بالكسر : الأناة والعقل ، وعرّفوه بأنّه صفة توجب العفو عن الآثام ، والصفح عن الانتقام .وفي كثير من النسخ: «وحملهم» بتقديم الميم على اللام، وكان المراد به التحمّل .
وقوله : (وتخشّعهم) أي تضرّعهم للّه ، والانقياد لأحكامه ، والإطاعة لرسوله والأئمّة عليهم السلام ، والتواضع لسائر المؤمنين .(وورعهم) أي كفّهم (عن محارم اللّه وصدقهم) في الأقوال ، أو في الأعمال أيضاً .
(ووفائهم) بالعهود .(واجتهادهم) أي جدّهم وكدّهم للّه .
(في العمل بطاعته) خالصاً لوجهه .وهذه الاُوصاف الثمانية كالبيان والتفسير لهَدي الصالحين، وهي اُمّهات الفضائل .

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۳ .

2.قد استبعد هذا الاحتمال المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۳ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
156

في بعض النسخ : «يكونوا» بالياء المثنّاة التحتانيّة . وضمير الجمع للأئمّة عليهم السلام ، أو للمؤمنين الموصوفين سابقاً على احتمال .وفى¨ بعضها بالتاء الفوقانيّة ، فالضمير للشيعة الصابرين على البلاء ، التابعين لأئمّة الهُدى .ثمّ اعلم أنّ هذا الموضع أيضاً أحد مواضع الاختلاف مع النسخة المشار إليها ، وفيها قوله : «وليتمّ» متّصل بقوله عليه السلام : «أمر اللّه فيهم الذي خلقهم له في الأصل» ، وقوله : «أن تكونوا» بعد قوله : «فإن سرّكم» هكذا : «واُوذوا مع التكذيب بالحقّ ، فإن سرّكم أن تكونوا مع نبيّ اللّه» ، إلخ .وقيل : المراد بقوله : «ليتمّ» : ليحقّ ، وإنّما عدل إليه للتفنّن ، ووجهه يعلم ممّا ذكر ، ويمكن أن يكون فيه إيماء إلى أنّ علمه تعالى باستحقاقهم للثواب كاف في الإثابة ، ولأعمالهم مَدخل في تمامها وكمالها ، ويؤيّده ظاهر بعض الآيات والروايات .(فتدبّروا ما قصّ اللّه عليكم في كتابه) .
في القاموس: «قصّ الخبر: أعلمه» . ۱ وقوله: (ممّا ابتَلى به أنبياءه وأتباعهم المؤمنين) بيان للموصول .
(ثمّ سَلوا اللّه تعالى أن يُعطيكم [الصبر] على البلاء) .قيل: الصبر وإن كان من فعل العبد ، ولذلك وقع التكليف به ، لكن التوفيق والقوّة المعدّة من فعله تعالى ، ولذا أمر بالسؤال عنه .
(في السَّرّاء والضَّرّاء) .السرّاء : المَسرّة ، والضرّاء : الزَّمانة ، والشدّة ، والنقص في الأموال والأنفس .
وقيل : هما بناءان للمؤنّث ، ولا مذكّر لهما . ۲ (والشدّة والرَّخاء) .
الرخاء بالفتح : سعة العيش . وقيل : المراد بالفقرة الاُولى ما يتعلّق بالبدن مثل الصحّة

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۱۳ (قصص) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۳ .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 110686
صفحه از 630
پرینت  ارسال به