175
البضاعة المزجاة المجلد الأول

والمعنى: فلا يضلّنّكم، ولا تمدّنّ عينيك إلى ما هم فيه من كثرة النعم والتسلّط على الغير؛ فإنّها حجب حائلة بين العبد والربّ لو كانت مباحة، فكيف بالحرام؟! ۱ وقال الجوهري : «الحُطام بالضمّ: ما تكسر من اليبيس» . ۲
وقال الفيروزآبادي : «الهامد : البالي المسوّد المتغيّر، واليابس من النبات، ومن المكان : ما لا نبات به» . ۳ وقال: «الهَشم: كسر الشيء اليابس أو الأجوف، أو كسر العظام والرأس خاصّة ، أو كلّ شيء ، هشمه يهشمه فهو مهشوم وهشيم» . ۴ وقال : «باد يَبيد بَوداً وبيدودة: ذهب، وانقطع . والشمس بيوداً : غربت» ۵ انتهى.
وقوله: (غداً) ظرف للبائد، أو للهامد أيضاً، والظاهر أنّه كناية عن القيامة . وقيل: عن وقت الموت، أو قبله في أقرب الأوقات، أو بعده . ۶ والمراد بالحطام والهشيم متاع الدنيا سمّاه بهما ووصفه بما ذكر تحقيراً له وتنفيراً عنه على سبيل الاستعارة، ووجه المشابهة أنّ معناهما وهو النبات اليابس، كما أنّه لا نفع له بالنسبة إلى ما تبقى خُضرته ونضرته، ويكون ذا ثمرة، كذلك متاع الدنيا بالنسبة إلى الأعمال الصالحة الباقية في الآخرة ، على أنّ في الهشيم لو كان بمعنى الهاشم، إشارة إلى معنى آخر، وهو أنّه يكسر عقله في الدنيا، وقدره في الآخرة، كما أنّ في وصفة بالبائد إشارة إلى انقطاعه وزواله سريعاً ، فلا ينبغي أن يتوجّه العاقل إلى الكاسر له والزائل عنه.

وقد ذكر للطواغيت أوصاف أربعة مترتّبة:

الأوّل : الرغبة في الدنيا، وهي بمنزلة إرادتها بمن تصوّرها وتصوّر منافعها الزائلة.والثاني : الميل إليها، وهي بمنزلة العزم لها.
والثالث : الافتتان بها ، أي إصابة فتنها ، وقبول ضلالها حتّى العقل الداعي إلى الخيرات الاُ خرويّة، ويحصل القوّة الداعية إلى الدنيا وجمع زخارفها.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۷ .

2.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۱۹۰۱ (حطم) .

3.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۴۸ (همد) .

4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۱۹۰ (هشم) .

5.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۲۷۹ (بود) .

6.قال المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه، ج ۱۱، ص ۱۸۷ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
174

قال الجزري : «كفاه الأمر، إذا قام مقامه فيه» . ۱ وقال الفيروزآبادي: «الكيد: المكر والخبث والحيلة والحرب» . ۲
وقال: «بغى عليه يبغي بَغياً: علا ، وظلم ، وعدل عن الحقّ ، واستطال ، وكذب» . ۳ وقال: «بطش به يبطش ويبطش: أخذه بالعنف والسطوة، والبطش : [الأخذ ]الشديد من كلّ شيء، والبأس» . ۴ وقال: «الجبّار : كلّ عات ، والقتّال في غير حقّ، والعظيم القويّ الطويل، والمتكبّر الذي لا يرى لأحد عليه حقّاً» ۵ انتهى.وقيل: الفرق بين الثلاثة أنّ الظالم الخارج من الدين مكره ، وخدعته لقصد إخراج الغير منه تابع لفساد قوّته العقليّة ؛ والحاسد بغيه وعداوته في زوال نعمة الغير على الأنحاء الممكنة ، وإرادتها لنفسه تابع لفساد قوّته الشهويّة ؛ والجبّار تسلّطه وبطشه تابع لفساد قوّته الغضبيّة ؛ والكلّ خارج عن حدّ العدل ، داخل في رذيلة الإفراط . انتهى . ۶ (أيّها المؤمنون لا يَفتننّكم الطواغيت) إلى قوله : (فيما زهّدكم اللّه فيه منها) .
قال الفيروزآبادي :الفتنة بالكسر : الحيرة، وإعجابك بالشيء ، والضلال ، والإثم ، والفضيحة ، والعذاب ، والإضلال ، والجنون ، والمحنة ، والمال ، والأولاد ، واختلاف الناس في الآراء ، وفتنه يفتنه : أوقعه في الفتنة، كفتّنه وأفتنه ، فهو مفتن ومفتون، لازم متعدّ . ۷ وقال:
الطاغوت : كلّ رأس ضلال ، والكاهن ، والشيطان ، والأصنام ، وكلّ ما عُبد من دون اللّه ، ومَرَدة أهل الكتاب، للواحد والجمع، فَلَعوت من طَغَووت ، الجمع: طواغيت وطواغ. ۸ انتهى .وقيل: المراد به هنا الراغب المنهمك في الدنيا، وجمع أسبابها ، كسلطان الجور ومن دونه على تفاوت درجاتهم.

1.النهاية ، ج ۴ ، ص ۱۹۳ (كفا) .

2.القاموس المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۳۴ (كيد) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۰۴ (بغي) .

4.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۲۶۳ (بطش) .

5.القاموسط المحيط ، ج ۱ ، ص ۳۸۴ (جبر) .

6.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۷ .

7.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۵۵ (فتن) .

8.القاموسط المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۵۷ (طغو) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108642
صفحه از 630
پرینت  ارسال به