179
البضاعة المزجاة المجلد الأول

(ووسوسة الشيطان) .الوسوسة: حديث النفس والشيطان بما لا نفع فيه ولا خير.
وقوله: (لَتُثبّط القلوب عن تنبّهها) بفتح اللام ، خبر «إنّ».في القاموس: «ثبّطه عن الأمر: عوّقه ، وبطّأبه عنه ، كثبّطه فيهما» ۱ ؛ يعني أنّ الاُمور المذكورة تشغل القلوب وتعوقها ؛ لكمال حيرتها ودهشتها عن يقظتها وفطنتها، أو عن إدراكها وجه فسادها، وكيفيّة التخلّص منها .وقيل: هذا في اللفظ خبر، وفي المعنى زجر عن تثبّط القلوب بأمثال هذه الاُمور عن الحقّ ومعرفة أهله بالتفكّر في أنّ هذه الاُمور خارجة عن القوانين العدليّة، وزمانها قليل مُنصرم ، وعقوبة مخالفة الحقّ وأهله شديدة دائمة. ۲ (وتُذهلها عن مَوجود الهُدى) .
قال الجوهري: «ذَهلتُ عن الشيء أذهل ذُهولاً ذُهُلاً : نسيته وغفلتُ عنه، وأذهلني عنه كذا، وفيه لغة اُخرى : ذَهِلت ـ بالكسر ـ ذَهولاً» ۳ انتهى.وإضافة الموجود إلى الهدى من قبيل إضافة الصفة إلى موصوفها؛ أي تشغلها عن الهدى الموجود بينهم، وهو الإمام المنصوب من اللّه، أو دينه الحقّ، أو القرآن . ۴ (ومعرفة أهل الحقّ) من الأنبياء والأوصياء ومن يقتدي بسنّتهم.
وقوله: (إلّا قليلاً ممّن عصم اللّه) استثناء من القلوب، أي من قلب مَن عصم اللّه، أو من أهلها المفهوم من السياق، وهم الذين آمنوا بما يجب الإيمان به.وإضافة الضرر إلى الفتنة في قوله: (وعاقبةَ ضرر فتنتها) ۵ لاميّة، أو بيانيّة.
وضررها الخروج من الدين، وعاقبته الدخول في النار.(إلّا من عصم اللّه، ونهج سبيل الرشد) .
يقال: نهجت الطريق ـ كمنع ـ إذا أنبته وأوضحته، ونهجت الطريق أيضاً ، إذا سلكته.

1.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۳۵۲ (ثبط) .

2.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۰ .

3.الصحاح ، ج ۴ ، ص ۱۷۰۲ (ذهل) .

4.قال المحقّق المازندراني رحمه الله : «ولعلّ الذهول المفهوم من الإذهال كناية عن الترك والخروج من الحقّ إلى الباطل» .

5.في المتن الذي نقله الشارح رحمه الله سابقا : «فتنها» .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
178

وإضافة المظلمات إلى الفتن من قبيل إضافة الصفة إلى الموصوف.وقيل: المراد بها فتنة الخلفاء الثلاثة وأضرابهم من بني اُميّة وأتباعهم، وكونها فتنة ومحنة ظاهر لشدّتها على أهل الإيمان، وكثرة بلوى أهل الدين فيها في القتل والأذى ونحوهما.وإنّما وصفها بالظلمة ؛ لأنّ الواقع فيها لا يجد إلى الناصر سبيلاً، وإلى الخلاص دليلاً، كالسائر في الظلمة. ۱ أقول : الاُولى حمل الفتنة على ما يعمّ ما ذكر وغيره.
(وحوادث البدع) .في القاموس : «البدعة بالكسر: الحديث في الدين بعد الإكمال، أو ما استحدث بعد النبي صلى الله عليه و آله من الأهواء والأعمال» ۲ انتهى.ووصفها بالحدوث للكشف والإيضاح.
(وسنن الجور) .في القاموس : «السنّة بالضمّ: السيرة والطبيعة، وسنن الطريق مثلّثة وبضمّتين: نهجه وجهته» ۳ انتهى.وقيل: المراد بسنن الجور هنا الظلم والضلال عن طريق الحقّ، والسنّة إذا اُطلقت يراد بها ما جاء به النبي صلى الله عليه و آله ، وإذا اُضيفت يراد بها معنى تقتضيه الإضافة.ولعلّ المراد بها هنا طريقة الجائر وسيرتها الخبيثة ، كغصب الفيء والأموال ، وقتل النفوس ، والإضلال ، وغير ذلك من أنواع الظلم والجور . ۴ (وبَوائق الزمان) أي اُموره الغلظة الشديدة وشروره.
وفي القاموس: «البائقة: الداهية، الجمع: بوائق» . ۵ (وهَيبة السلطان) .
الهيبة: المهابة، وهي الإجلال والمخافة، وقد هابه يَهابه . وإضافتها إلى السلطان إضافة المصدر إلى مفعوله.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه، ج ۱۱، ص ۱۸۹.

2.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۴ و۵ (بدع) .

3.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۲۳۷ (سنن) .

4.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۸۹ .

5.القاموس المحيط ، ج ۳ ، ص ۲۱۵ (بوق) .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108604
صفحه از 630
پرینت  ارسال به