والعقوبات الاُخرويّة ، لا بالأماني والغرور . ۱ ثمّ أمر بملازمتها بقوله: (واستشعروا التقوى) .
في القاموس: «الشِعار ككتاب: ما تحت الدثار من اللباس، وهو يلي شعر الجسد، ويفتح، واستشعره : لبسه» ۲ انتهى.وهو هنا كناية عن شدّة الملابسة وكمال الملازمة، وكونها خالصة للّه مخفية عن الخلق ، لا يشوبها رياء كما أنّ الشعار يكون غالباً مستوراً بالدثار .وفي قوله: (شعاراً باطناً) إشعار بذلك.
وقيل: نصب شعار على الحاليّة من التقوى، أو مفعول بتضمين معنى الجعل أو الاتّخاذ، وإطلاقه على التقوى على وجه استعارته لها من الثوب، والوجه ملازمة الجسد، أو الإحاطة به مع الإشعار بلزوم خفائها وخلوصها من الريا والسمعة، كخفاء الشعار بالدثار . وفي وصفه بالباطل لقصد الإيضاح إيماء إليه . ۳ (واذكروا اللّه) باللسان والقلب ، عند الطاعة والمعصية.
(ذكراً خالصاً) من الرياء والسمعة .أمر عليه السلام بعد الوصيّة بالتقوى وذكر غاياتها بما هو عبادة في نفسه، وأصل لسائر العبادات قبولها، بل هو روح لها .
وقوله: (تَحْيَوا به أفضل الحياة) جواب الأمر.والمراد حياة الأبديّة في الجنّة، أو حياة القلب، أو رفاهيّة العيش.
قال الفيروزآبادي: «الحَياة والحيوة بسكون الواو : نقيض الموت، حَيي ـ كرضي ـ حَياة، والحياة الطيّبة: الرزق الحلال، أو الجنّة» . ۴
1.قال المحقّق المازندراني رحمه الله : «وإلى هاتين الغايتين أشار أميرالمؤمنين عليه السلام في بعض خطبه بقوله : فإنّ التقوى في اليوم الحرزُ والجُنّة ، وفي غد الطريق إلى الجنّة . [نهج البلاغة ، ص ۲۸۴ ، الخطبة ۱۹۱] أراد باليوم مدّة الحياة ، وبالغد القيامة ؛ يعني أنّ التقوى في حال الحياة حرز من المكاره ، وفي الآخرة حرز من العقوبات والشدائد ، كما ينطق به قوله تعالى : «وَمَنْ يَتَّقِ اللّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ» [الطلاق (۶۵) : ۲ و۳] حيث دلّ على أنّ التقوى مناط للخروج من المضائق والمفاسد ، والوصول إلى المنافع والفوائد» .
2.القاموس المحيط ، ج ۲ ، ص ۵۹ (شعر) .
3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۱۹۹ و۲۰۰ .
4.القاموس المحيط ، ج ۴ ، ص ۳۲۱ (حيي) .