201
البضاعة المزجاة المجلد الأول

ويظهر من الجوهري أنّ النون فيه أصليّة؛ فإنّه فِعّال ، حيث ذكره في «ابن» . ۱ وقيل: النون زائدة، وإنّه فعلان ، من أبّ الشيء ، إذا تهيّأ للذهاب . ۲ (واستوى بَنانه) أي استقرّ في موضعه على ما يليق به، أو استقام من اعوجاج ، وتمّ قوّته .
(هاجَت ريح تَحُتّ الورق ، وتُفرّق ما اتَّسق) .هذه الجملة جواب «إذا». ويقال: هاج يَهيج هَيجًا وهَيَجاناً وهياجاً بالكسر، أي ثار .
وحَتّ الورق كمدّ، أي أسقطها، أو فَرَكها ، أو قَشَرها ، وحتّت الورقُ : سقطت ، لازم متعدّ .والوَرَق ـ بالتحريك ـ من الشجر ، معروفة ، والواحدة بهاء. وقيل: قد تطلق على جمال الدنيا وبهجتها أيضاً . ۳
والاتّساق: الانتظام.و«تفرّق» من التفريق، عطف على «تحتّ»، والمستتر فيها للريح، والمراد به تفريق انتظامها وإزالة اجتماعها حتّى كان لم تكن، كما أشار إليه بقوله: (فأصبحت) أي صارت «هَشِيماً» .قال الجوهري : «الهَشيم من النبات : اليابس المتكسّر ، والشجرة البالية يأخذها الحاطب كيف يشاء» . ۴«تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ» أي تطيّره وتذهبه وتفرّقه إلى الأطراف.
«وَكانَ اللّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِراً»۵ .الاقتدار: القدرة ، والغنى ، واليسار . أي قادراً على إيجاده وإبقائه وإفنائه متمكّنا منه .
(اُنظروا في الدنيا في كثرة ما يُعجبكم وقلّة ما ينفعكم) .قيل: ختم الكلام بعد ذمّ الدنيا والركون إليها بالنهي عن الاغترار بكثرة ما يعجب منها، وعلّله بقلّة ما ينفع منها.
وقوله: «في كثرة» بدل لقوله: «في الدنيا»، أو «في» بمعنى على، أو مع . ۶

1.راجع : الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۶۶ (ابن) .

2.راجع : شرح المازندراني ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۱ .

3.قاله المحقّق المازندراني رحمه الله في شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۱ .

4.الصحاح ، ج ۵ ، ص ۲۰۵۸ (هشم) .

5.الكهف (۱۸) : ۴۵ .


البضاعة المزجاة المجلد الأول
200

(عَذبٌ شِربها) ؛ مبتدأ وخبر .قيل: استعار الشرب للذات الدنيا ، ورشّحها بذكر العَذب في ميل الطبع إليها . ۱ قال الجوهري : «العَذب : الماء الطيّب» . ۲
وقال: «شرب الماء وغيره شَرباً وشِرباً وشُرباً، والشِرب بالكسر: الحظّ من الماء» . ۳ (طَيّب تُربتها) .
في بعض النسخ: «ريحها».والتُربة بالضمّ: التراب، وطيبها باعتبار قابليّتها للزرع والنبات ؛ لكونها سهلًا، لا جبلاً ولا سبخة ، أو باعتبار كثرة خيرها ومنافعها لما فيها من أنواع الأشجار والأزهار والأثمار ممّا يعجب النفس ، ويبعث الميل إليها.(تَمُجّ عُروقها الثَّرى، وتَنطف فروعُها النَّدى) .
المجّ: الرمي، وفعله كنصر.والثرى، بفتح الثاء والراء: التراب النَّدى ، أو النَّديّ أيضاً .
ونَطَفان الماء: سَيَلانه ، أو تَقاطره قليلاً قليلاً، وفعله كنصر وضرب . وفرع كلّ شيء : أعلاه .والنَّدى ، بفتح النون والدال : البَلَل .
والمقصود بيان كثرة مائها وطراوتها وارتوائها بحيث يترشّح الماء من عروقها ويتقاطر، أو يسيل من فروعها، هذا إذا اُريد بالثرى النّدى ، وإن اُريد بها التراب النَّديّ ، فلعلّ المراد أن عروقها ترمي التراب من جنبيها ، وتدفعها إلى فوق ، وترفعها ، وتنقّب فيه لكثرة قوّتها .(حتّى إذا بلغ العُشب إبّانه) .
العُشب بالضمّ: الكلأ ما دام رَطباً .وإبّان الشيء بالكسر والتشديد: وقته وحين ظهوره وكماله.

1.قاله المحقّق المازندراني رحمه اللهفي شرحه ، ج ۱۱ ، ص ۲۰۱ .

2.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۷۸ (عذب) .

3.الصحاح ، ج ۱ ، ص ۱۵۳ (شرب) مع التلخيص .

  • نام منبع :
    البضاعة المزجاة المجلد الأول
    سایر پدیدآورندگان :
    تحقیق : احمدی جلفایی، حمید
    تعداد جلد :
    3
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1388 ش
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 108986
صفحه از 630
پرینت  ارسال به